حكايات «الغيطاني» الهائمة 22
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حكايات «الغيطاني» الهائمة (2-2)

حكايات «الغيطاني» الهائمة (2-2)

 لبنان اليوم -

حكايات «الغيطاني» الهائمة 22

عمار علي حسن

ونص جمال الغيطانى «حكايات هائمة»، الذى يتقلب راويه بين ضميرى «الأنا» و«الغائب»، يجسد هذا التنوع والتوزع بين القديم والجديد، فيأتى القديم من أحاديث منسوبة للرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، وقراءات تطل فيه وجوه الصوفى الكبير «ذوالنون المصرى» الذى توفى 245 هـ، وأخرى لـ«لاو تساو» صاحب «الطاوية»، وأشعار للمتنبى وعروة بن الورد، وأقوال الفرعونى تحوتى، والجاحظ، والإمام الشافعى، وابن عطاء الله السكندرى، ونظريات الاصطخرى فى الطير، والدينورى فى النبات، وعظات وحكم صينية وهندية قديمة، إلى جانب نقول عن كثيرين بتصرف، واستدعاء حالات صوفية عاشها غيره، ويأتى الجديد متمثلاً فى نثار من روائع الأدب العالمى والفلسفات المعاصرة، وتفسير سيجموند فرويد للأحلام، وأشعار الأبنودى، وخبرات الطفولة وحصاد الترحال.

لكن الجديد لا يقف عند حد الاستعانة والاستعارة، ولا التناص والاقتطاف، إنما يتجلى أساساً فى أمرين: الأول هو هضم القديم ثم إخراجه فى شكل جديد، يتماهى مع النص فى عمومه، أو يضيف إليه ويشرحه ويعمقه بمرور الصفحات والوقفات، والثانى هو النبش فى الذاكرة لاستدعاء خبرات الطفولة والشباب، وتأمل ما يجرى أمام عينى كاتب بلغ السبعين من عمره، فى حله وترحاله.

وقد يختلط القديم بالجديد كما فى «حكايات مراكشية»، حيث يستفيد «الغيطانى» من اهتمامه بعمارة الزمن الوسيط وآثاره، كما يختلط الواقعى حين يتحدث الكاتب عن رحلاته وقراءته بالعجائبى حين يتحدث عن الطير والشجر، ويصل ذروته فى تلك المقطوعة التى عنونها بـ«خبر» حين يقول: «جاء فى الجزء المفقود من كتاب النبات للدينورى، أنه يوجد شجر فى جزر الخالدات، إذا ضاجعه الإنسان يتأوه، ويغنج وينزل، ثم يحمل ويلد. أما من وصلوا إلى عمق ديار الهند، فقطعوا بوجود شجر إذا قطع ثمره المستدير، والذى يشبه رأس البشر، ينبت محله على الفور، وفى أقصى بلاد ما وراء النهر شجر إذا ذبلت واحدة منها ينكس سائر النوع أغصانه وفروعه لمدة أربعين يوماً حتى لو وجد فى الطرف الآخر من المعمورة».

تبدو «حكايات هائمة» من زاوية أخرى أشبه بأدب السيرة، التى لم يشأ «الغيطانى» أن يكتبها بطريقة مباشرة، إنما أراد أن يعرض لنا طرفاً من تجربته الحياتية وتأملاته وقراءاته وانحيازاته فى الحياة، ويطرح لنا بعض الأقوال والحكم والمأثورات التى أحبها، أو تلك التى تتماشى مع ما يريد أن يقوله أو يكتبه أو يضعه لافتة تعبر عنه، أو يوافق ويجارى خط السرد أو هدف النص الذى أنتجه.

وكل هذا لا ينفصل عن ذات الكاتب بل ينبع منه، ويدل عليه، ويشير إليه، ويتجاوز الحدود التى تمارسها ثقافة الأديب وتجربته والسياق الذى يحيط به على إبداعه الروائى والقصصى لتصل فى جوانب كثيرة منها إلى تعبير مباشر عن الكاتب نفسه، من البداية وحتى النهاية، وعما أدهشه وأمتعه فى الدنيا التى عاشها، فقسم كتابه على الطير والشجر والكتب والسفر وعالمى الغيب والشهادة. ومن الأجنحة والأغصان والصفحات والرحلات والتهويمات تطل معالم حياته، منذ أن تفتح وعيه على الدنيا وحتى اللحظة التى يفارقها.

فـ«الغيطانى» لا ينهى نصه دون أن يطرح تساؤلات يبدأها: «هل من هناك عندما أمضى إلى هناك؟ هل من جهة أسلكها عندما يبدأ تفرقى عنى أم أهيم إلى كل صوب؟ هل من مستقر أم سأتبع كل نسمة، وتحملنى كل ريح، وتنقلنى كل موجة إلى حيث لا أدرى؟»، ودون أن يستعين بآيتين قرآنيتين هما: «وحنانا من لدنا».. «ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت». وكأنه أراد هنا أن يؤكد أن الموت فقط هو الذى سيحول بينه وبين أن يطرح أسئلته ويبوح بمكنون نفسه، رغم أنه فى كل الأحوال لن يستطيع أن يفى بكل ما يريد، أو يجيب عن التساؤلات التى تستعر فى رأسه من البداية وإلى النهاية وهو ما يعبر عنه حين يقول: «ليس لى إلا طرح الأسئلة، وما دام النطق قد وقع فربما يجىء حين لا ألم به الآن، ولا أعلم عنه شيئاً، يتحقق باعث التوق، رغم أن كل ما قدرت على البوح به ظل وسيظل معلقاً».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات «الغيطاني» الهائمة 22 حكايات «الغيطاني» الهائمة 22



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon