«داعش» وشريعة هولاكو
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

«داعش» وشريعة هولاكو

«داعش» وشريعة هولاكو

 لبنان اليوم -

«داعش» وشريعة هولاكو

عمار علي حسن

«داعش» التى مهدت لها أمريكا بتآمرها وخيبات سياساتها والآن تضربها بعد أن أصبحت تشكل خطراً على مصالحها، هى طور جديد من الإرهابيين، أدمنوا شرب الدماء ونسوا الدين أو ألقوه بلا أى انشغال أو تحسّب تحت أحذيتهم الثقيلة وهم زاحفون إلى مراعى القتل. فسابقوهم كانوا على الأقل يتوقفون ليقيسوا ما هم مقدمون عليه من قتل وتدمير وترويع وفق تأويلات فاسدة للنصوص الدينية يسمونها «أدلة شرعية»، لكن جاءنا من لا يتوقف عند أى شىء، دين أو أخلاق أو ضمير.

فما إن يقع أحد من مناوئى ما تسمى الدولة الإسلامية فى بلاد العراق والشام «داعش» فى يد مقاتليها حتى تزهق روحه بجز العنق أو برصاصتين فى سويداء القلب والرأس أو السحل حتى الموت، تتعدد الطرق والقتل واحد، وذلك دون أن تتروى لتعرف ما إذا كان المقتول بريئاً أم جانياً، يحمل السلاح ضدهم أم لا يسمع عنهم أصلاً. ومع القتل تهجير وترويع وحصار وفرض قواعد اجتماعية متخلفة بائدة.

لا تحتفظ داعش وكل من يحذو حذوها من الجماعات الإرهابية والتكفيرية بأسراها على قيد الحياة، لمبادلتهم فى أى وقت من الأوقات، ولا تتعامل معهم وفق ما تفرضه الشريعة الإسلامية ولا أخلاقيات الحروب المتعارف عليها، ومع تكفيرها لكل سكان المناطق التى تغزوها بدعوى أنهم موالون لحكومات غير إسلامية تستبيح دماءهم وأموالهم وأعراضهم.

فى السابق كان الإرهابيون المنتمون إلى مختلف «التنظيمات الجهادية» يعقدون جلسات مطولة لإصدار فتاوى تبيح لهم سفك دم هذا، ونهب مال هذا، وتخريب بيت ذلك، حتى إنهم استغرقوا سنوات كى يحسموا ما يسمى بـ«التترس» أى إمكانية قتل مدنيين أبرياء فى عملية تستهدف مسئولاً فى الحكومة أو ضابط شرطة فى إطار الصراع الدموى على السلطة، بدعوى أن هؤلاء الأبرياء «سيبعثون على نيتهم يوم القيامة».

كان هؤلاء معنيين على الأقل بإيجاد أى حجة أو ذريعة ترطب ضمائرهم، حتى لو كانت فاسدة أو واهية، أما الإرهابيون الجدد مثل داعش، ومن يلف لفها أو يعجب بمسلكها، فقد ركنوا إلى شريعة المغول، جنكيز خان وهولاكو، الذين كانت خطتهم فى الحرب تقوم على عدم احترام أى أخلاق أو الوفاء بأى وعود أو الالتزام بأى تعهدات أو الحذر فى القتل والتخريب، فكانوا يعاهدون الناس إن سلموا سلاحهم على أن تصان أرواحهم، وما إن يستجيبوا لهم حتى يلغوا فى دمائهم، ويستحلوا نساءهم ويخربوا بيوتهم ويحرقوا كل ما لهم، حتى إنهم قتلوا رسل الملوك والقادة ليبثوا الرعب فى النفوس.

بالطبع لا تتوقف داعش وأخواتها لتمعن النظر فى كل آيات القتال فى القرآن الكريم بعد جمعها جنباً إلى جنب وليس قراءتها فرادى أو مجتزأة، ليروا أن الحرب فى الإسلام «عادلة» و«دفاعية»، كما أنهم لا يتوقفون عند توصية أبوبكر الصديق، رضى الله عنه، لقادة الجيش: «لا تقتلوا امرأةً، ولا صبيًّا، ولا كبيراً هَرماً، ولا تقطعوا شجَراً مُثمراً، ولا تُخرِّبُنَّ عامراً، ولا تَعقرنَّ شاةً ولا بعيراً إلاَّ لمأكلة، ولا تُغرقُنَّ نخلاً ولا تحرقنَّه، ولا تغلل، ولا تجبُن».

داعش ليست معنية بهذا، فهى مخلصة لشريعة المغول، ورغم أن كبيرهم يزعم أنه «خليفة المسلمين» و«أمير المؤمنين» فهو فى الحقيقة ليس سوى هولاكو جديد، وكما اندحر المغول ولم يتركوا أثراً، ستذهب داعش وتفشل ريحها، وتصبح نسياً منسياً.

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» وشريعة هولاكو «داعش» وشريعة هولاكو



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon