رضا إمام صانع الدهشة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

رضا إمام.. صانع الدهشة

رضا إمام.. صانع الدهشة

 لبنان اليوم -

رضا إمام صانع الدهشة

عمار علي حسن

فى صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يطلق الأستاذ رضا إمام على نفسه «راهب الأدب»، قد تكون تلك قناعته بعد أن نظر ملياً إلى حاله، وربما هى تسمية محبيه وبعض تلاميذه الذين استقر فى يقينهم أنه قد منح القصة القصيرة والأقصوصة من خياله ورؤيته وجهده الكثير وكان عائده من هذا القليل، لكنه لم يقنط، ولم يقلع عن الإمساك بالقلم، وواصل مشاكسة كل من حوله، وما حوله، الحجر والشجر والبشر، ليستنطق هؤلاء جميعاً، وما بينهم ومعهم وفوقهم وتحتهم، وعن يمينهم وشمالهم، ويجمع نثار الحروف صانعاً سبائك سردية متينة البنيان، تقول بلا مواربة إننا أمام أديب كبير، يمتلك أدواته، ويشحذ دوماً قريحته العامرة بالحكايا والخبايا، ويهديها إلينا بلا كلل ولا ملل، فى ست مجموعات قصصية، وأخرى فى الطريق.

حكايات متنوعة بين الريف والمدينة، بعضها ملتصق بالأرض، يشرب من ترابها حتى الثمالة، وبعضها يحلق فى أجواز الفضاء البعيد، مكاناً أو خيالاً مجنحاً. بعضها كُتب بفصحى عتيدة، ووفق تراكيب خاصة بمن كتب، وبعضها باللهجة العامية أو الحكى الشفهى الدارج والمتداول على ألسنة بسطاء الناس. لكن فى الحالتين لا يتخلى إمام عن غنائيته، حتى لو اختلفت الضمائر عنده، «الأنا» و«الأنت» و«الهو»، متنقلاً أحياناً بينها فى القصة الواحدة، من دون أن يشعر من يقرأه بشىء ناشز، ولا غربة.

تتسم قصص إمام بالتكثيف الشديد، فأغلبها لا يزيد على صفحة، وأطولها بضع صفحات تُعد على أصابع يد واحدة، ومن بينها أقاصيص قصيرة جداً لا تتجاوز كلمات تشكل سطراً واحداً، تشى بأنه كان رائداً فى هذا اللون السردى الذى يذيع صيته الآن، ويلقى تشجيعا ظاهراً. وهذا القصر يعمقه استخدام جمل قصيرة بشكل لافت، ومثال على ذلك ما جاء فى قصة «الأرجوحة» حيث يقول: «انطلقت فيما يشبه الغناء.. الرغاء.. النعيق، وجاء نحل كثير، وأشجار راحت تتمايل، وطيور حامت، وطبول قرعت، ودفوف ضربت، وأصوات مختلطة راحت تتصاعد ما بين الغمغمة.. الصراخ.. الغناء، وقد على علت ضحكتها كل الأصوات».

والسمة الثانية لقصص «إمام» هى الميل إلى الخيال والتخييل، فى اتجاه لخلق «واقعية سحرية» أصيلة، لا سيما فى مجموعته «رجف الذاكرة»، حيث تتوحد عناصر الطبيعة ومفرداتها الجمادية، وتتفاعل مع الأحياء، نباتات وطيور وحيوانات وبشر، لصناعة أساطير مدهشة، تتصاعد درامياً لتصل إلى ذروتها قبيل النهاية، وتنتهى بمفارقة لا يحبكها على هذا النحو إلا صاحب خيال خصب، وبصيرة نافذة، وعقل متوقد، وقلم عرك الحروف، ونفس كابدت كثيراً. وقد تبدأ القصة نفسها بعنوان خيالى مثل قصة «حينما طارت الحمير صوب السحاب» و«هرولة الظلال» و«حديث النار» و«نهيق المقاعد» و«همس النخيل» و«لسع الغبار» و«شدو الصلصال» و«عطر الديدان» و«قلادة البحر» و«أشلاء البحر» و«موكب الأشلاء» و«أعشاب زجاجية» و«الرصيف أريكة مجانية للعابرين» و«جبال الهوى» و«بذور الدم».

فإن أتينا إلى التفاصيل نجد عصافير مصنوعة من الطين تطير، ورجلاً يبيع الشمس حاملاً إياها من سوق المدينة إلى القرى، وآخر يبعثر أوراده فوق الموج، ونهراً يقرأ ما يكتبه الكتاب، وأطفالاً ظهرت لهم زعانف حين أصروا على مواصلة لعب الكرة بعد أن غرق الملعب وتحول إلى بركة، وحروفاً صارت جسراً يعبر عليه الغزاة.. إلخ.

لا يقف «إمام»، المخلص لفن القصة القصيرة، عند حد نحت عالم خاص به ترسم قصصه وأقاصيصه ملامحه، عن الريف والشوارع الخلفية للمدينة والحرب والبحر والسوق والقنص والصحة التى يأكلها تقدم السنين، بل يجتهد عميقاً لينحت تراكيب لغوية وأساليب خاصة به، يمزج فيها بين المتداول على ألسنة عموم الناس وما يصنعه هو من لضم ألفاظ عربية عتيقة وذات جرس لافت، ليتراوح بين عناوين تأخذ العناوين نفسها لأغان شهيرة مثل «حكاية غرامى حكاية طويلة» و«منديل الحلو» أو دارجة مثل «ظهورات» و«عصافير الجنة» و«فردة حلق بدلاية» و«الفرة»، وبين أخرى مثل «الصراط» و«تداعيات خريفية» و«معراج العشب المحترق والرياحين» و«تجليات الحناء» و«غواية الأرصفة» و«استقصاءات الماء واليابسة» و«مراوحات الظل» و«خصف الرؤى» و«القمر وما طغى».

وتلك المراوحة بين الدارج والآتى من بطن المعاجم، وبين العفوى والمدبر بعناية، وبين الخفيف والثقيل، لا تقتصر على العناوين إنما تنسحب على سطور القصص ذاتها، وفى هذا عدد بلا حساب.

قصص إمام مصبوغة بالغربة والوجع، ومسكونة بالمتاهات التى لا حصر لها، والتى يضيع فيها كل من على الأرض، بلا استثناء، وربما لا يجدون فرصة للخروج منها سوى بإطلاق الخيال أو اجترار الذكريات.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رضا إمام صانع الدهشة رضا إمام صانع الدهشة



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon