عمار علي حسن
وجهت فى مقالى السابق سؤالاً إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى عما إذا كان سيستجيب للرسالة التى وجهها إليه الناس بالإقلال من مشاركتهم فى الانتخابات البرلمانية ضمن رسائل وجّهوها إلى كثيرين فى حياتنا السياسية، فتبارى قراء فى الإجابة عنها، وجدت فى ما ذكره بعضهم إفادة، فهم عينة من الناس، وإن كانت قليلة، لكن رأيها ذو دلالة.
أولهم محمد العارف الذى قال: «فى رأيى أن (السيسى) لا يؤمن بالديمقراطية، وفى أفضل الأحوال يؤمن بإجراءاتها، وليس بقيمها ودورها فى بناء مجتمع يؤمن بالتعدُّدية، التى تقوم على وجود أحزاب ومؤسسات مجتمع مدنى قوية».
عاطف رؤوف قال: «أنا أعرف من متابعة مقالاتك أنك مخلص لمصر، وأنا أحب (السيسى)، وأرجو منك فى المقال المقبل أن ترسل له نقاطاً محددة لعلاج ما استلمه من فساد.. نثق فى مشورتك».
أما زينب عوض الله فتسأل: «أليس (السيسى) هو من تحدى إرادة كل من نصحه بإصدار قانون انتخابات غير معيب؟». وعما قاله لى مصدر مقرّب من «الرئاسة» من أن «السيسى» يفكر فى تصحيح المسار، علّق الأديب أحمد سراج: «أفلح إن صدق وإن اختار بشكل صحيح». ووجد أسعد ندا أن «الأمر يتلخص فى الشجاعة»، متفقاً مع ما جاء فى مقالى من أن تصحيح المسار يحتاج من «السيسى» شجاعة مع نفسه الأمّارة بالانفراد بالقرار، وعدم الثقة فى المدنيين.
تعليق محمد معطى كان طويلاً، لكنه مهم، إذ قال: «أصعب ما فى هذا المقال أنه يجعلنا نؤخر قدماً فى الوقت الذى نتحرك فيه نحو الأمام خطوة أخرى، والأهم أنه ينطوى على لغة انتظار وتوقع قد تحدث أو لا تحدث. مشكلة الرئيس يا سيدى هى خارج هذا الإطار، فهناك أشياء محدّدة لا يجب تأجيلها أبداً، أولها أن تكون لديه هيئة متخصصة فى إعداد خطاباته وكتابتها للرأى العام المحلى والعالمى، وأن يستمع إليها ويضيف عليها ما يشاء دون إغفال لرأى هذه اللجنة، وأن تكون لديه القدرة على قبول فكرة تجربة الخطاب أمام متخصصين قبل إلقائه على الناس، هذا ليس عيباً، فكل الدول الكبرى تفعل ذلك.. فالنص الرئاسى يحكم عليه فى التاريخ ولا يمكن أن يكون فى مصاف الثرثرة العابرة. ثانياً: أن يفعل ما قاله أكثر من مرة بأن ثورة يناير هى الثورة الأم التى جاءت بعدها ثورة يونيو لتصحح من مسارها، وأن يفتح صفحة جديدة واسعة ناصعة مع شباب مصر، لكى يقوموا بدورهم فى المجتمع، فهذا يضيق الكثير من الخناق على المعارضة الحقيقية الموجودة فى الشارع المصرى. ثالثاً: أن يفتح المجال للرأى والرأى الآخر، وأن يتم تفعيل القوانين التى تجرّم المدعى الكاذب أو المشهر سليط اللسان. رابعاً: أن يؤمن بأن البطانة السيئة يدفع وحدها ثمنه، بينما يتمرغون هم فى نعيمه إلى حين، ويتنقلون حسب مصالحهم وأهوائهم وليس لصالح مصر أبداً. إن الخلصاء هم من يقدّمون النصيحة وليس التملق والنفاق. المسألة ليست مسألة عناد، وإنما هى مسألة أخرى لا بد من حسمها. نحن نريد الجيش والشعب يداً واحدة، ولا نريد أن يتعالى الجيش على الشعب فيفقد محبته. إن أجمل تجربة يستطيع أن يقدمها (السيسى)، وأن يدخل بها التاريخ دون منازع، أن يجلس أمام شاشة التليفزيون، ويرى المناظرات كيف تتم فى العالم من حولنا، وأن يعمل على تطبيقها فى بلاده، بدءاً من المدرسة، لدعم الكوادر السياسية، لكى تصبح مصر نموذجاً يُحتذى به، فـ(السيسى) لن يكون فخوراً بأى عمل آخر، ما لم يكن فى مقدوره تحقيق هذا الإنجاز الكبير، وعليه أن يأخذ ولو يوماً واحداً فى كل دولة يزورها، لكى يتعرّف على إنجازات هذه الدولة وما تحققه لشعبها حتى يكتمل تصوّره عن كيفية الارتقاء بمصر وتطويرها».
ووجّه محمد أبورحمة كلامه إلى الرئيس، وقال: «ننتظر ردَّه فى خطابه الشهرى». أما الدكتور نادر نور الدين الأستاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة، فاكتفى بكلمة واحدة، تبدو أفضل ختام لهذا المقال: «انسى».