شهادتي لملتقى الرواية العربية 13
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

شهادتي لملتقى الرواية العربية (1-3)

شهادتي لملتقى الرواية العربية (1-3)

 لبنان اليوم -

شهادتي لملتقى الرواية العربية 13

عمار علي حسن

لا يزال يرن فى أذنى الصوت الشجى لأبى وهو يردد مقاطع من سيرة «بنى هلال» ونحن نكدح معاً فى الحقل تحت الشمس الحارقة. كنت أستوقفه ليحكى لى فلا يبخل علىّ، ووجدته يزيد على السيرة الهلالية بسرد حكايات «شاور وضرغام» و«على الزيبق» و«أدهم الشرقاوى» وقصص من «ألف ليلة وليلة». وسألته: من أين لك بكل هذا؟ فأخبرنى أن رجلاً فى قريتنا العزلاء المنسية أجاد القراءة والكتابة فى سن مبكرة، لكنه ترك المدرسة، وفتح مقهى صغيراً، وكان يجذب الزبائن بأن يقرأ عليهم كل ليلة صفحات من كتب السير التى اقتناها، ويقف عند نقطة مشوقة تدفعهم إلى ارتياد مقهاه فى الليلة التالية.

وخالتى، التى تكبرنى بسنوات قليلة، كانت مولعة بحكى ما سمعته من حكايات شعبية نتداولها فى الصعيد، فكنت ألح عليها بأن تقصص علىّ كل ما استقر فى عقلها ووجدانها، فجادت علىّ بكل ما لديها سعيدة بالبهجة التى تسكن عينى وأنا أتابعها فى صمت ولهفة، محاولاً أن أرسم صوراً لما تنطق به.

بعد سنوات اعتمدت على نفسى فتابعت بشغف «إذاعة الشعب» بانتظام، حيث يشدو شاعر الربابة «جابر أبوحسين» بسيرة بنى هلال، ونبشت فى جوال الكتب القديمة التى كان جدى لأمى، وهو بقال، يحضره كل شهر لصناعة قراطيس الشاى والسكر واللب والسودانى، فوجدت بعض ما يُقرأ، وللمصادفة كان أول كتاب قرأته وأنا فى العاشرة من عمرى عبارة عن رواية أجنبية مترجمة، منزوع غلافها وصفحتها الأولى التى تحمل اسم المؤلف وعنوان الرواية، لكننى لم أهتم إلا بالحكاية التى كانت كاملة.

فى مدرستى الابتدائية لم تكن هناك مكتبة، لكن حين التحقت بالمدرسة الإعدادية بقرية البرجاية، مركز المنيا، ذهبت إلى المكتبة فى أول أيامى بها، وكان أول ما استعرته منها هو سيرة «حمزة البهلوان»، وعلى ضخامتها قرأتها فى أسبوع من ولعى بها، ثم بدأت رحلة استعارة روايات كبار الكتّاب المصريين والعرب، حتى أننى قرأت لكثيرين منهم كل ما كتبوا تقريباً.

هكذا بدأت علاقتى بالرواية قارئاً، أما كاتباً، فلهذه قصة أخرى. فقد كنت معروفاً أيام الجامعة بين زملائى بأننى ممن ينظمون القصيد، عمودياً وحراً، ولا أزال أحتفظ فى أوراقى القديمة بقصائد بهتت حروفها، لكن لم تفارق وجدانى ومخيلتى، إذ سرعان ما انداحت فى أعمالى النثرية والسردية التى أحاول ألا أتخلى فيها عما منحنى الشعر إياه من ضرورة الولع بالبلاغة والجمال والمفارقة وصناعة الدهشة والقدرة على إطلاق الخيال والتخييل.

لكننى فهمت فيما بعد أننى كتبت الشعر فى السن التى يكتب فيها كثيرون شعراً ليعبروا عما يجيش بصدورهم ويجول بخواطرهم. فرغم أن ما قرضته كان يروق لزملائى فى الجامعة والمدينة الجامعية، فإننى لم ألبث أن انتقلت إلى السرد، وتمنيت أن يكون أول كتاب لى يظهر عليه اسمى هو رواية.

وكنت أستعيد طيلة الوقت نبوءة مدرس اللغة العربية فى الصف الثانى الإعدادى، حين قال لى: ستصير كاتباً، فحدد لى فى جملة قصيرة معالم طريقى.

أتذكر أنها كانت «حصة تعبير» وكان الموضوع الذى كلفنا به هو «نصر أكتوبر»، فكتبت ما طلبه منى وسلمته إياه كما فعل زملائى، فجاء بعد يومين ووزع الكراسات على الجميع ما عدانى. ثم نادى اسمى، فخرجت إليه. وقبل أن أنطق ببنت شفة فاجأنى غاضباً:

- افتح يديك.

وكانت العصا ترقص فى يمينه، لكننى سألته مندهشاً عن سبب عقابى، فقال:

- من كتب لك هذا الموضوع؟

أجبته: أنا.

لم يصدقنى، لكنه جارانى:

- نعم، أنت كتبته، لكن نقلته من أى مجلة أو صحيفة؟

أجبته فى ثقة: لم أنقله، بل كتبته.

نظر إلىّ مستغرباً وقال:

- كيف أصدقك؟

قلت له: يمكن لحضرتك أن تطلب منى كتابة أى موضوع تريده من الآن حتى نهاية الحصة، ثم تقارن بين الاثنين، فإن وجدت ما كتبته الآن ضعيفاً عما كتبته من قبل فساعتها أكون قد نقلته أو كتبه غيرى لى.

هز رأسه مبتسماً، وأزاح العصا جانباً، وقال:

- أنا صدقتك.

ثم أطلق نبوءته التى قيدنى بها، وظللت طيلة السنوات اللاحقة أدرس وأقرأ كل ما يدفعنى إلى أن أحقق ما بشرنى به، ولهذا اخترت أن أدخل القسم الأدبى فى الثانوية العامة، رغم أننى كنت أيضاً متفوقاً فى المواد العلمية البحتة.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى).

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهادتي لملتقى الرواية العربية 13 شهادتي لملتقى الرواية العربية 13



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon