وصلتنى هذه الشكوى من الكاتب الصحفى والمخرج الأستاذ محمد عادل، أرفعها مباشرة إلى السيد الدكتور عبدالواحد النبوى، وزير الثقافة، متمنياً أن ينظر إليها بجد، ويستجيب سريعاً لما فيها من حق مشروع.
يقول عادل فى رسالته نصاً: «أعمل فى مجال الصحافة منذ نعومة أظافرى، حيث تخرجت من كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والتحقت بعدها بمؤسسة روزاليوسف العريقة، ثم نقابة الصحفيين.. عشرة أعوام من عمرى كاملةً دفعتها لأحقق هذا الحلم، وأبدأ بعدها سلسلة أحلام أخرى من العمل كسيناريست ومعد برامج، وأخيراً كاتب ومخرج أفلام قصيرة حتى وقتنا هذا.
كانت لدىّ عدة محاولات، بل والتحقت بالعديد من ورش صناعة الأفلام، بل إننى حصلت على دبلوم المعهد العالى للنقد الفنى بتقدير عام «جيد جداً» عام 2014.
وبعد عدة محاولات فى مجال كتابة وإخراج الأفلام القصيرة، كان أن انتهيت من آخر أفلامى «حلوان.. أنا» (إنتاج عام 2014)، الذى وصل إلى مكانة كبيرة جداً أحمد الله عليها.. فقد عُرض الفيلم فى أكثر من 30 مهرجاناً حول العالم، وكُتب عن الفيلم فى العديد من الصحف والمواقع الإخبارية.
كان فيلمى قد تم قبوله بـ«ركن الأفلام القصيرة» بـ«مهرجان كان السينمائى الدولى» مع تسعة أفلام مصرية أخرى -أى إن مصر كانت ممثلة بـ10 أفلام فى فرنسا وهى كلها أفلام مستقلة بعيدة للأسف عن الانتاج أو الدعم الحكومى- ويمكن حضرتك التحرى عن هذا بمعلومات مرفقة فى رسالتى هذه (مرفق صور ومعلومات عن الفيلم سواء مهرجانات أو جوائز.. إلخ).
للأسف مهرجان «كان» لا يوفر أى شىء للمخرجين الذين يريدون السفر لمتابعة ردود الأفعال حول أفلامهم، فما كان منى إلا أن لجأت إلى وزارة الثقافة، قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، فما كان منهم إلا الآتى:
(1) وجود قرار ملزم من المسئولة عن القطاع الآن د. حنان منيب يفيد بأن المخرجين يجب أن يبلغوا بشهرين كاملين لالتحاق أفلامهم بالمهرجان.. مع ملاحظة أن د. حنان أبلغتنى بأن القرار يتضمن أيضاً شهراً واحداً، لكن الموظفين قالوا لى: (المكتوب شهرين فقط)!.. بالتالى ضياع وقت لا طائل منه فى تقديم الطلب، وانتظار د. حنان للرد عليه (حيث لا يقوم موظف اليوم بأى عمل غير بالرجوع إليها، بالتالى الانتظار لنا كمخرجين).
(2) طلب الموظفون منى مفردات مرتبى -بما أنى لا أعمل تبعاً لوزارة الثقافة- وأيضاً جملة طلبات، باعتبار أن أوقات المخرجين ملك للموظفين يأتون إليهم بشكل شبه دورى، سواء للمتابعة أو تقديم أوراق... إلخ، فى الوقت الذى يصرف فيه المخرج من جيبه الخاص أموالاً للحصول على التأشيرة والفيزا وخلافه، وتنتظر وزارة الثقافة أن يقوم المخرج بفعل كل شىء.
(3) بعد سلسلة الإجراءات، والانتظارات... إلخ، يخبرك الموظفون بأنه لا يحق للمخرج أن يسافر فى العام المالى سوى مرة واحدة فقط، بما يعنى أن المخرج إن جاءه عرضان بمهرجانين فيجب أن يفاضل بينهما، وهو ما حدث معى تماماً (كانت المفاضلة بين السفر إلى مهرجان طرابلس السينمائى ومهرجان كان السينمائى الدولى، فآثرت مرغماً «كان»، رغم اهتمامى بـ«لبنان».. لكنه الورق والقانون والـ.... ونتيجة لهذا طلبت من قطاع العلاقات الثقافية الخارجية -بعد موافقتهم على سفرى لمهرجان طرابلس بلبنان- أن يلغوا هذا القرار ويوافقوا على سفرى إلى «كان».. وأعيد: مرغماً!
(4) بعدما وافق قطاع العلاقات الثقافية الخارجية على سفرى إلى «كان»، بدأت سلسلة الإجراءات التى ذكرتها مسبقاً، وفوجئت قبل سفرى إلى «كان» بأن الموظفة المسئولة بدأت فى مساومتى على فترة إقامتى فى المهرجان، لأن -كما قيل لى- سيادة الوزير لن يوافق على 15 يوماً، علماً بأن فترة المهرجان من 13 - 24 مايو، وبعد مجادلات قالت لى: «10 أيام بـ9 ليال» ووافقت مرغماً.
(5) كان القرار المكتوب الذى وصل من المركز القومى للسينما إلى وزارة الثقافة، قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، مكتوباً فيه «يُمنح للمخرج تذاكر السفر وبدل السفر والإقامة»، ووجدت من الموظفة المسئولة مساومات فى هذا أيضاً، وتخبرنى بأن المركز مخطئ فى القرار.
كانت بدايةً من احتساب ثلث بدل السفر، وفوجئت بتسعيرة من القطاع هناك حسب كل بلد، فإذا كانت فرنسا، يصبح البدل المقرر -كما قيل لى- 120 دولاراً فى اليوم الواحد، ولو احتسبنا ثلث البدل، فيومياً من المفترض أن أصرف 40 دولاراً فقط. وفوجئت يوم 5 مايو أن القطاع لا يوفر بدل معيشة أو حتى أى أموال أو حجز فندق.
(6) أشياء كثيرة غير مفهومة.. وإن كان التعامل هكذا مع الفنانين والمبدعين فى مصر، فكيف التعامل مع البسطاء والفقراء الذين يتحدث عنهم دائماً الرئيس السيسى؟».. انتهت الرسالة، وفى انتظار ما سيفعله وزير الثقافة.