«عماد الدين أديب» والمؤامرة 22
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

«عماد الدين أديب» والمؤامرة (2-2)

«عماد الدين أديب» والمؤامرة (2-2)

 لبنان اليوم -

«عماد الدين أديب» والمؤامرة 22

عمار علي حسن

كما وعدت بالأمس فى مناقشتى لأطروحة الأستاذ عماد الدين أديب حول مؤامرة تقسيم الدول العربية أن أعرض سبل العلاج التى تختلف عما هو سائد لدى المتعجلين من استعادة البطش والقهر والتسلط والظلم باسم الحفاظ على الدولة، وهنا ما أراه:
1- الطوعية: فالاندماجات التى تتم قسراً لا يمكنها أن تعيش طويلاً، لأنها تحتفظ طيلة الوقت بجدر تهبط وتعلو بين الجماعات المندمجة رغماً عنها، فتبقى فى أحسن الأحوال متجاورة، يتحين كل منها الفرصة لينقض على الآخر، أو يتحلل من الرابطة التى تجمعه به. والمثل الناصع تاريخياً على هذا هى الإمبراطوريات التى تلاحقت على حكم البشرية طيلة القرون التى سبقت قيام «الدولة القومية»، ففى توسعها ضمت أجناساً وأتباع أديان ومذاهب ولغات وأعراقاً عديدة، ودمجت بينهم عنوة، وظل هذا الدمج القسرى قائماً ردحاً من الزمن، من دون أن يتحول فى أغلب الأحيان والمناطق إلى انصهار اجتماعى تام. ولهذا ما إن فلتت قبضة السلطة المركزية فى هذه الإمبراطوريات حتى تمردت عليها الجماعات المجبرة على الانضواء تحت لواء الإمبراطور وانفصلت تباعاً فى كيانات مستقلة.
أما المثل الناصع فى العالم الحديث فهو الاتحاد السوفيتى السابق، الذى قام على ضم قوميات وعرقيات وأصحاب ثقافات وديانات بالقوة المسلحة ضمن هذا الكيان الإمبراطورى الكبير، الذى ما إن تراخت قوته، حتى تفكك إلى دويلات عدة. وهناك أيضاً الاتحاد اليوغوسلافى الذى راح يتفكك قبل أن تطوى الألفية الثانية سنواتها المديدة.
2- الخصائص البنيوية المشتركة: وهى تتوزع على مسارات متعددة تؤدى جميعها إلى تماسك «التيار الاجتماعى العريض» ومنها ما يتعلق بالقيم الاجتماعية السائدة والمتوارثة والتى إن تجددت لا تخل بهذا التماسك ولا تهزه فجأة فتنتج تصدعات وتشققات تضر به. ومنها ما يرتبط بالثقافة التى تحكم الأذهان والأفهام وتصقلها، وتحدد السلوك وتعيّنه، فهذه الثقافة بما تنطوى عليه من معارف وقيم وتوجهات يمكنها أن توظَّف لبناء الوعى الذى يؤسس للتعايش وقبول الآخر من حيث المنشأ، ثم يفتح الطريق أمام البحث الدائم والدائب عن الانصهار الوطنى. ومنها كذلك ما يرتبط بالجوانب الاقتصادية ومقتضيات السوق التى تبنى شبكة من المصالح بين الفئات والشرائح والطوائف تجعلها حريصة على أن تبقى علاقات جيدة مع الكتل الاجتماعية المغايرة. وهناك أيضاً الأبنية السياسية التى بوسعها أن تلعب الدور الأكبر والأهم فى إيجاد تلاحم بين أبناء الوطن الواحد، مهما توزعت هوياتهم على اتجاهات عدة، فالأحزاب السياسية والبرلمانات يمكن فى الدولة الديمقراطية أن تكون معامل لصهر أتباع مختلف الهويات ودفعهم فى سبيل إيجاد حلول لمشكلات تواجه المواطنين كافة، وتشريع ما يخدم الجميع. ويمكن أيضاً أن تكون المؤسسات البيروقراطية والجيش والمعاهد التعليمية أماكن جيدة لتعزيز التعايش والانصهار الوطنى، من خلال إتاحة الفرص المتلاحقة لمنتمين إلى هويات متعددة فى أن يتفاعلوا فى مكان واحد، وينفتحوا على أفكار وسلوكيات غيرهم.
3- الإطار العادل: فالدستور الذى يحكم التصورات والممارسات داخل الدولة يجب ألا يفرق بين المواطنين على أى من الاختلافات القائمة بينهم، بل تسوى نصوصه بين الجميع فى الحقوق والواجبات. ولو حمل دستور بلد أو قوانينه ما يميز بين مواطنيه على أى من أسس الاختلاف فإن هذا أمر جد خطير، ويفتح الباب على مصراعيه أمام ظهور أفعال اضطهاد سواء على مستوى الأفراد أم المؤسسات. ولا يجب الاكتفاء بالنصوص التى تقيم العلاقة بين المواطنين على أساس التساوى والتماثل، بل من الضرورى أن تنتقل هذه النصوص إلى عالم الواقع، فتتحول من مجرد سطور إلى سلوك وتدابير.
4- الرابطة العاطفية: فمن الضرورى أن تكون هناك نقطة موحدة تنجذب إليها مشاعر الجماهير، وتكون الأكثر سطوعاً من أى نقاط أخرى جاذبة، يمكن أن تشتت ولاءهم الجمعى. وهذه النقطة لا تخلقها الادعاءات ولا يصنعها الاكتفاء بالخطابات والكلمات الرنانة الطنانة التى تدغدغ المشاعر، إنما تتطلب إجراءات ملموسة فى الواقع تغذى الانتماء.
5- المشروع السياسى والحضارى المشترك: فغياب المشروع السياسى، الذى يتحلق حوله الجميع ويعملون من أجل نجاحه، يؤدى إلى عودة الناس إلى انتماءاتها الأولية، ولا سيما الدينية. أما حضور هذا المشروع بشكل طوعى، واشتماله على القواسم المشتركة والمصالح المتبادلة بين مختلف طوائف وطبقات وشرائح وفئات المجتمع، فيؤدى بهؤلاء جميعاً إلى التوحد والانصهار.
بهذا فقط وليس بالأطروحات التى يندفع إليها البعض يمكن أن نحافظ على الدولة الوطنية من التفكك والتقسيم والانهيار.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عماد الدين أديب» والمؤامرة 22 «عماد الدين أديب» والمؤامرة 22



GMT 20:34 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كأنّك تعيش أبداً... كأنّك تموت غداً

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 20:30 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المواجهة المباشرة المؤجلة بين إسرائيل وإيران

GMT 20:28 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الحضارات... اليونان والفرس والعرب

GMT 20:25 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

واجب اللبنانيين... رغم اختلاف أولويات واشنطن

GMT 20:23 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الشرق الأوسط... الطريق إلى التهدئة والتنمية

GMT 20:21 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

على مسرح الإقليم

GMT 20:19 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ضربة إسرائيلية ضد إيران!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon