عن «جورج طرابيشى» 1  2
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

عن «جورج طرابيشى» (1 - 2)

عن «جورج طرابيشى» (1 - 2)

 لبنان اليوم -

عن «جورج طرابيشى» 1  2

بقلم : عمار علي حسن

فى السادس عشر من مارس الماضى حط المفكر والناقد والمترجم الكبير جورج طرابيشى رحاله الأخير بعد سير طويل تنقل فيه بين اعتقادات وتصورات ومهن وأماكن وألوان شتى من المعرفة واهتمامات متعددة فى القراءة والتأمل والكتابة.

فقد مر «طرابيشى» على أيديولوجيات شتى بدأت بالقومية ثم الماركسية لينتهى فى الليبرالية، وتنقل بين أماكن عدة، حيث ولد فى حلب من أعمال سوريا عام 1939، ليرحل إلى لبنان، التى لم تلبث أن انفجرت فى حرب أهلية ضروس، فتركها واستقر به المقام فى فرنسا. ونهل «طرابيشى» من علوم مختلفة؛ حيث درس الفلسفة وعلم النفس واللغة العربية والتربية والأدب ومقارنة الأديان والتاريخ، وتتابعت فى حياته اهتمامات كثيرة، إذ بدأ ناقداً أدبياً، بلغت براعته فى هذا المسار أن كتب له نجيب محفوظ رداً على كتاب «طرابيشى» عنه: «بصراحة أعترف لك بصدق بصيرتك وقوة استدلالك، ولك أن تنشر عنى بأن تفسيرك للأعمال التى عرضتها هو أصدق التفاسير بالنسبة لمؤلفها». وفى ركاب النقد ترجم كتباً مهمة لفرويد وهيجل وسارتر وسيمون دى بوفوار وبرهييه وجارودى وغيرهم، ليستقر به المقام ناقداً عميقاً لمشروع المغربى محمد عابد الجابرى «نقد العقل العربى».

وطيلة هذه الرحلة تنقل أيضاً بين أطر تحليلية عدة، تتابعت من الفكر القومى إلى الثورى فالوجودية، ثم الماركسية وبعدها التحليل النفسى، ليستقر به المقام فى الإبستمولوجيا، وعلى التوازى زاوج «طرابيشى» بين الانشغال بعطاء التراث العربى الإسلامى فى الفقه وعلم الكلام والبلاغة والأدب والتفسير والتصوف والتاريخ وخصائص المجتمع، وبين الاهتمام بما أنتجه العقل الأوروبى الحديث والمعاصر فى النقد والفلسفة. أما عن المهن فقد عمل مديراً لإذاعة دمشق بين عامى 1963 و1964، ورئيساً لتحرير مجلة «دراسات عربية» بين 1972 و1984، ثم محرراً رئيسياً لمجلة «الوحدة» بين 1984 و1989، ليتفرغ بعدها للكتابة.

وحتى فى القراءة، انتقل «طرابيشى» بين مرحلتين؛ الأولى كان يقرأ فيها ليحكم على ما يقرأه، وهذا من فعل الناقد، والثانية كان يقرأ ليعرف أكثر، وهذا من تصرف العالم، وهنا يقول: «من قبل ما كنت أقرأ -والقراءة هوايتى الكبرى- إلا مع أو ضد.. ومن بعد صرت أقرأ بعيداً عن همّ المع أو الضد.. من قبل كنت أقرأ لأحكم ومن بعد صرت أقرأ لأعرف.. من قبل كنت أرد كل ما أقرأه إلى ما أعرفه.. ومن بعد صرت أنطلق مع كل ما أقرأه إلى ما لا أعرفه».

وفى كل هذه المراحل، فى القراءة والتأمل والكتابة، كان «طرابيشى» يؤمن بأن النقد فريضة واجبة، ففى نظره «العقل لا يكون عقلاً إلاّ إذا كان نقدياً»، وربما هذا هو الذى جعله دائم الترحال والانتقال بين الأفكار والأطر والتصورات والبلدان والكتب، فالنقد كان هو القيمة المركزية لدى «طرابيشى» لدرجة أن هناك من أراد أن يجرده، ظلماً وعدواناً، من وجود مشروع فكرى خاص به فوصفه بأنه «ناقد النقد» فحسب، وهذه قراءة مبتسرة ومتعجلة ومغرضة ومبتعدة عن التأنى والحكم العادل، المجرد عن الهوى، على منجز فكرى ثرى.

فـ«طرابيشى» فى ترحاله الدائم، وكراهيته الركون إلى أمر، والركود عند شىء، أنجز مؤلفات عميقة ومتنوعة مثل «سارتر والماركسية»، و«الماركسية والأيديولوجيا»، و«المثقّفون العرب والتراث: التحليل النفسى لعصاب جماعى» و«الماركسية والمسألة القومية»، و«مذبحة التراث فى الثقافة العربية المعاصرة»، و«مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام»، و«النزاع الصينى السوفيتى» و«الاستراتيجية الطبقية للثورة» و«النظرية القومية والدولة القطرية»، و«شرق وغرب، رجولة وأنوثة: دراسة فى أزمة الجنس والحضارة فى الرواية العربية»، و«عقدة أوديب فى الرواية العربية»، و«الرجولة وأيديولوجيا الرجولة فى الرواية العربية» و«الله فى رحلة نجيب محفوظ الرمزية» و«لعبة الحلم والواقع: دراسة فى أدب توفيق الحكيم»، و«الأدب من الداخل» و«رمزية المرأة فى الرواية العربية» و«أنثى ضد الأنوثة: دراسة فى أدب نوال السعداوى» و«معجم الفلاسفة» و«من النهضة إلى الردة» و«هرطقات» فى جزءين؛ الأوّل عن «الديمقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية»، والثانى عن «العلمانية كإشكالية إسلامية إسلامية»، ثم كتاب «المعجزة أو سبات العقل فى الإسلام»، وأخيراً خمسة مجلدات فى الرد على «الجابرى» تحت عنوان «نقد نقد العقل العربى»، كان آخرها «من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن «جورج طرابيشى» 1  2 عن «جورج طرابيشى» 1  2



GMT 18:56 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 18:53 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 18:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 18:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 18:46 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 18:42 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 18:40 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصلات العامة (3)

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon