13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 1
أخر الأخبار

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز (1)

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز (1)

 لبنان اليوم -

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 1

بقلم : عمار علي حسن

حملت مصر على كتفيها مساعدة سكان شبه الجزيرة العربية 13 قرناً ويزيد، ونتعجّب من ألا يتحمّل بعض أهل الخليج ضيق ذات يد مصر بضعة عقود، ليس عن فاقة، بل فساد وسوء إدارة ونهب منظم، أو يستغل حاجة مصر الاقتصادية، الطارئة والعابرة إن شاء الله، لدفعها إلى التنازل عن جزء من أرضها فى تيران وصنافير.

لن نستفيض طويلاً فى تتبّع المحطات الزمنية التى مرت بها العلاقات بين مصر والجزيرة العربية، التى بدأت منذ أن انتظم الطرفان تحت لواء الدولة الإسلامية، بعد أن فتح عمرو بن العاص مصر، وانتهت بقيام الدولة السعودية فى عام 1932، ليتحول الأمر إلى علاقة بين دولتين. فيكفى موجز غير مخل لنقف على مجمل هذه العلاقات، طوال ثلاثة عشر قرناً تقريباً.

تقسم مدرسة التاريخ المصرى العلاقات المصرية - الحجازية إلى أربعة مسارات رئيسية، الأول يتمثّل فى العلاقات السياسية، والثانى فى العلاقات التجارية والاقتصادية، والثالث فى العلاقات الفكرية والاجتماعية، والرابع يتتبع المخصّصات المصرية للحجاز وموكب الحج المصرى إلى الأراضى المقدسة، الذى مثّل حدثاً جللاً فى المخيلة الشعبية المصرية، وكذلك فى السياسات الرسمية لمصر، منذ صدر الإسلام الأول.

وبالنسبة إلى العلاقات السياسية، فقد انقلبت من حال إلى حال، فبعد أن كانت مصر تُحكَم من الجزيرة العربية بوصفها إحدى ولايات الدولة الإسلامية، بدءاً من عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب، وانتهاءً بالعصر العباسى الأول، مع تنقّل مراكز القيادة من المدينة إلى دمشق ثم بغداد، حكمت مصر الحجاز والشام، أو كان لها تأثير ونفوذ قويين هناك طوال فترات طويلة، لكنها متقطعة. بل إن مصر حتى فى أوج الحكمين الأموى والعباسى كانت تتمتع بخصوصية، إذ إن اكتمال ملامحها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كان يغرى دوماً كل من يعتلى عرشها أن ينزع بها إلى الاستقلال، أو يعتبر أنه على رأس دولة مغايرة نسبياً لكل الدول التى تنتظم فى عقد الإمبراطورية الإسلامية مترامية الأطراف.

وقد أقرت الدولة العباسية ولاية الإخشيديين، الذين حكموا مصر، على الحجاز. وعندما دخل الفاطميون مصر فى عام 358 هـ/ 969م، تطلعوا إلى مد نفوذهم إلى أرض الحجاز، لما لها من مكانة سامية فى نفوس المسلمين، فأغدقوا على أشراف مكة من الأموال والهدايا، مما جعلهم يدعون لهم من على المنابر، وفى المشاعر المقدسة. ومنذ تلك اللحظة، بات الحجاز يدور فى فلك الدولة القائمة بمصر، لا سيما أنه كان منطقة غاية فى الحيوية بالنسبة إلى أمن مصر القومى، من الناحيتين الدفاعية والهجومية. وقد بدا من الثابت طوال التاريخ أن من بيدهم مقاليد الأمور فى مصر كانوا ينظرون إلى شمال البحر الأحمر وجنوب الشام، على أنها المنطقة الحيوية لأمن مصر، علاوة على أن الحجاز كان بوابة التجارة المصرية إلى الشرق، خصوصاً فى العصرين المملوكى والعثمانى. ففى الأول، كانت الحجاز تابعة لمصر، ولقب بعض سلاطين المماليك بلقب «سلطان مصر والحجاز»، بعد أن أجهضت الدولة المملوكية التى أحيت الخلافة العباسية محاولة أشراف مكة والمدينة الاستقلال عن الخلافة بعد سقوطها فى عام 1258م، واستخدمت القوة لضمان استمرار وضع مصر فى الحجاز، ولو على شكل سيطرة غير مباشرة، عبر تنصيب وعزل الأشراف.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 1 13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 1



GMT 13:50 2024 الأربعاء ,20 آذار/ مارس

مفتاح جنوب البحر

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,19 آذار/ مارس

أحلام فترة النقاهة!

GMT 20:53 2024 الجمعة ,15 آذار/ مارس

دولة طبيعية

GMT 17:49 2024 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

GMT 17:35 2024 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

المشير والمشيرون

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon