13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 4
أخر الأخبار

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز (4)

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز (4)

 لبنان اليوم -

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 4

بقلم : عمار علي حسن

وإلى جانب التجارة، كانت هناك السياحة الدينية المتمثلة فى الموكب المصرى للحج، إلى جانب المخصصات التى كانت تدفعها مصر للحجاز سنوياً.

فقد كان يتجمع فى مصر سنوياً ما يقرب من أربعين ألف حاج، بعضهم مقبل من دول شمال أفريقيا، ويتوجهون إلى الحجاز فى موكب مهيب، كان الحجازيون ينتظرونه بفارغ الصبر، لما له من أهمية تجارية قصوى لديهم.

وفى ما يتعلق بالمخصصات، فقد اعتمد الحجاز على دعم مختلف الحكومات التى قامت فى مصر منذ صدر الإسلام، لتزويده باحتياجاته من الغلال والأموال.

ومنذ حكم الفاطميين، تعهدت مصر بإرسال كسوة للكعبة الشريفة كل عام، بل أوقف السلطان المملوكى الصالح إسماعيل قريتين بمحافظة القليوبية (شمال القاهرة) ليخصص ريعهما للكسوة.

ومنذ استيلاء العثمانيين على مصر فى عام 1517م، انتقلت مسئولية رعاية الحرمين الشريفين إلى السلطان العثمانى، بوصفه حامى حمى الحرمين. وكان العثمانيون يرسلون هبات سخية، تتضمن كميات هائلة من الغلال، إلى جانب أموال طائلة فى كل عام من مصر إلى مكة والمدينة.

كما أوقف السلاطين العثمانيون مساحات شاسعة من الأراضى على الحرمين، وذلك كله مقابل الدعاء لهم على منبر المسجد الحرام وفى المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، وذلك فى إطار حرصهم على الاحتفاظ بالزعامة الروحية للعالم الإسلامى.

أما بالنسبة للعلاقات الاجتماعية والفكرية بين مصر ومنطقة الحجاز، فإنها تتسم بالقدم والرسوخ فى آن واحد. فمصر طيلة تاريخها كانت مكان جذب لأهل الحجاز، فوفدوا إليها جماعات وفرادى، أغلبهم أقام فى مصر بشكل دائم، وبعضهم قضى عمره جيئة وذهاباً بين حواضر مصر وبوادى الحجاز. وقد أصبحت مدن مصر وقراها منذ العصر الإسلامى الأول ميداناً مفتوحاً لأبناء الحجاز يؤمّونها ويمارسون فيها أنشطتهم الاقتصادية ويستقرون فيها من دون أن يكون هناك أى قيد على تحركاتهم أو استقرارهم أو ممارستهم، بحكم أن مصر أصبحت جزءاً من الأمة العربية الإسلامية، بل كانت القاهرة فى فترات من التاريخ الإسلامى، وحتى نهاية العصر المملوكى، عاصمة الدولة التى تسيطر على مصر والحجاز والشام.

ومع هؤلاء، انتقلت القيم الاجتماعية والتصورات الفكرية بين البلدين مع بروز القاهرة ومكة كحاضرتين إسلاميتين كبيرتين، وبخاصة بعد سقوط بغداد فى أيدى المغول، ونظراً للمكانة الروحية والفقهية للحرم المكى والأزهر. وقد كان هناك تطابق فى بعض العادات والتقاليد، مثل الاحتفالات الدينية واحتفالات الختان والزواج، بل إن أهل الحجاز تأثروا بعادات الملبس المصرية، نظراً لقيام أمراء الحج المصرى بحمل كميات هائلة من الملابس المصرية كل عام كهدايا للعربان وأهالى مكة، بمن فيهم شريف مكة نفسه.

وجاء إلى مصر لفيف من علماء الحجاز، وبات لهم رواق فى القاهرة أُطلق عليه «رواق المكيين»، وأجرى عليه حكام مصر العطايا، فى حين أقام بعضهم خارج الرواق، لأن إمكانياتهم المالية كانت تؤهلهم للإنفاق على أنفسهم من دون حاجة إلى مساعدة السلطة. وفى المقابل، ذهبت إلى الحجاز أفواج من علماء مصر طيلة القرن الثامن عشر، بعضها استقر هناك. وتم خلال هذه السنوات الطويلة تبادل الكتب والمطبوعات الدينية، فكانت المؤلفات الحجازية تُدرَّس فى الأزهر، والمؤلفات الأزهرية تُدرَّس فى الحجاز.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 4 13 قرناً من مساعدة مصر للحجاز 4



GMT 09:11 2022 السبت ,02 تموز / يوليو

«باريس» فى الأدب العربى الحديث

GMT 00:05 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

آفة أن يُحارَب الفساد باليسار ويُعان باليمين

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 05:12 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

سيادة «القومندان» عارف أبوالعُرِّيف

GMT 13:33 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

التعليم والتطرف والإرهاب العرض والمرض والعلاج

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon