مهزلة فى الإذاعة المصرية
أخر الأخبار

مهزلة فى الإذاعة المصرية

مهزلة فى الإذاعة المصرية

 لبنان اليوم -

مهزلة فى الإذاعة المصرية

بقلم : عمار علي حسن

تم تحويل الإذاعية القديرة فادية الغزالى حرب إلى تحقيق غريب وعجيب، لأن صوتها من ضميرها دوماً، وتدرك حب الوطن والدفاع عنه، كما ينبغى له أن يكون، وليس وفق أهواء المنافقين والمداهنين الذين يهللون لكل سلطة بما يخصم من رصيدها، فإن مسها الضر، هربوا منها كفئران السفن، وقدحوا فيها، بعد طول مديح، وعادوا يهللون لمن غلب، فهم حزب «عاش الملك.. مات الملك.. عاش الملك الجديد».

آخر ما كنت أتخيله أن تجد الأستاذة فادية فى انتظارها أسئلة محقق عما تكتبه على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، رغم أنه رأى ليس فيه شطط ولا خروج على الأدب ولا اللياقة، ولا فيه ما يضر البلاد من قريب أو بعيد، إنما هو اختلاف فى وجهات النظر، يفيد أكثر مما يضر، لأنه تنوع خلاق وثرى، يفتح باباً وسيعاً أمام استيعابنا جميعاً تحت راية وطن نختلف فيه ولا نختلف عليه.

لن أطيل، فلا يوجد أفضل من صاحبة المشكلة، وبالأحرى صاحبة المظلمة، كى تعبر عنها، وهو ما فعلته الأستاذة فادية فى رسالة بليغة تقول فيها نصاً: «قرابة العشرين عاماً أمام ميكروفون الإذاعة المصرية، معظمها على الهواء مباشرة، اجتهدت فيها قدر استطاعتى كى أخاطب وأعبر وأنقل ما يشغل ويهتم ويحلم به الناس، نعم كان أمراً ليس بالسهل تحقيقه بالذات فيما يتعلق منها بالسياسة وكثيراً ما كان ذلك عسيراً غير أننى أعتز وأفخر بأنى استطعت من خلال إذاعة حكومية أن أخترق بعضاً من التابوهات المتعارف عليها تعرضت لمضايقات نعم. لتهديدٍ باستبعادى حدث، لكن المحصلة أننى استمررت، ما حدث لى بالأمس سيدى الفاضل كان بالفعل مختلفاً ومقلقاً ومخيفاً، فللمرة الأولى يتم استدعائى من قبل الشئون القانونية باتحاد الإذاعة والتليفزيون بناء على مذكرة قدمت ضدى من مدير أمن الإذاعة يتهمنى فيها بأننى أتبنى أفكاراً هدامة واستدل على ذلك بآرائى وأفكارى التى أعبر عنها على حسابى الشخصى على الفيس بوك وقد قام بالدخول عليه وطبعها ووضعها فى ملف كدليل إدانة!!

سيدى الفاضل، التضييق وإملاء ما علينا أن نلتزم بقوله أحياناً حدث، وكذلك اختيار شخصيات بعينها واستبعاد أخرى أمر معتاد ومعروف لدى كل من يعمل فى الإعلام الحكومى بشكل عام والعقلية الأمنية المستمرة التى تحدد تلك المحاذير أمر وارد أيضاً، لكن أن يتم الاعتداء على الحرية الشخصية بالتفتيش فى الأفكار واعتبارها دليل إدانة ويكون الأمن طرفاً رئيسياً فى تقييم المادة الإعلامية التى تقدم فهذه خطوة أراها تغييراً نوعياً يشكل تصعيداً خطيراً فى سياق التضييق على حرية التعبير ويعود بنا إلى المربع صفر وتعد إصراراً على أن يظل الإعلام الحكومى أداة من أدوات النظام يشكلها كيفما يريد!!

المؤسف أيضاً أن تقبل وتسمح قيادات إعلامية بهذا بل وتعتمد عليه كى تضمن البقاء فى منصبها، لقد تحدينا وزير الإعلام الإخوانى حين صرح بأنه يأمل أن يكون كل الإعلاميين من الإخوان ووضعنا مستقبلنا المهنى على المحك ولم نتخاذل أو نهادن من أجل أن يكون لدينا إعلام يعبر عن الشعب ينقل بأمانة الحقائق للناس لا يفرق بين معلومة وأخرى، ولا يصرح بحقيقة ويخفى غيرها. إعلام قامت ثورة عظيمة لتغييره وسالت على أعتاب مبناه دماء خيرة شباب هذا الوطن، هل نعود مرة أخرى بأسوأ مما كنا ويصبح الاعتداء الصارخ على ما كفله لنا الدستور هو القانون السائد.

إنهم يسيئون للنظام الذى يدعون أنهم يحمونه أبلغ إساءة، ومع ذلك، فإننى على ثقة أن هذا الوطن يحمل فى طياته الأنبل والأشرف ومثل هذه الصغائر تقوينا، ولا تضعفنا كما يتوهمون».

انتهت الرسالة، وأعلن من جانبى تضامنى مع صاحبتها، وأناشد المسئولين فى الإذاعة المصرية العريقة، التى كنا نتباهى دوماً بأن سقف حريتها أعلى من تليفزيون ماسبيرو، أن يغلقوا باب هذا التحقيق، فهذا لا يصح أبداً، ولا يستقيم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مهزلة فى الإذاعة المصرية مهزلة فى الإذاعة المصرية



GMT 20:34 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كأنّك تعيش أبداً... كأنّك تموت غداً

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 20:30 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المواجهة المباشرة المؤجلة بين إسرائيل وإيران

GMT 20:28 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الحضارات... اليونان والفرس والعرب

GMT 20:25 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

واجب اللبنانيين... رغم اختلاف أولويات واشنطن

GMT 20:23 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الشرق الأوسط... الطريق إلى التهدئة والتنمية

GMT 20:21 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

على مسرح الإقليم

GMT 20:19 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ضربة إسرائيلية ضد إيران!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon