رواية عن «دولة المخبرين» 22
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

رواية عن «دولة المخبرين» (2-2)

رواية عن «دولة المخبرين» (2-2)

 لبنان اليوم -

رواية عن «دولة المخبرين» 22

بقلم : عمار علي حسن

ويعيش بطل رواية «البصاص» للكاتب مصطفى عبيد، صراعاً نفسياً محتدماً، فهو يؤكد فى الليل لصديقه أن كل الشخصيات التاريخية التى تُضرب بها الأمثال فى الشجاعة والعدل والحكمة مثل صلاح الدين الأيوبى وأبوجعفر المنصور ومحمد على باشا لم تكن فى حقيقتها بهذه النصاعة، بل كانت لهم مساوئ ومثالب لا تحصى، تجعل ما يشاع عنهم الآن من إيجابيات محض أساطير. أما فى النهار فيتعاون مع أمثالهم من المعاصرين، فيكتب التقارير الأمنية فى زملائه وتلاميذه، لاسيما ممن ينتمون إلى التيار الدينى السياسى، وكذلك صديق عمره الشيوعى، بل إنه يبلغ عن حبيبته، الصحفية، حين فكرت فى أن توثق شهادات التعذيب فى السجون وأقسام الشرطة، ثم يوشى بأستاذه، الذى يشرف على أطروحته، وهو رجل نزيه مخلص لوطنه، فيعرضه لضغوط شديدة، تصيبه بجلطة، تفقده الحركة والنطق، فتنقطع بذا صلته بتلاميذه.

و«كرم» هنا قد سار على خطى والده، الذى كان بصاصاً قديماً، سلم وثيقة العسس الأصلية إلى جهاز أمن الدولة مقابل تعيين ابنه معيداً بقسم التاريخ فى كلية الآداب. وكأن الكاتب أراد أن يقول لنا إن مهنة العسس تنتقل من جيل إلى جيل، محافظة على آلياتها، ووظائفها.

ورغم أن البطل يعمل بصاصاً فإنه يمضى خائفاً من البصاصين، ظاناً أن كل الناس مثله، وتقبض هذه الهواجس على نفسه، وتطارده كظله، فتتحول الرواية إلى كابوس طويل، وفصول متتالية من التعاسة، تصم الجميع، الأبطال على اختلاف أدوارهم، والراوى المتأرجح بين الماضى والحاضر، لنجد أنفسنا أمام عمل كفكاوى إلى حد ما، لا يقف عند حد اكتئاب فرد، مهما بلغت درجة وعيه وقدرته على التحايل والإفلات من المآزق، إنما كآبة مجتمع بأسره، يعيش فى خوف وتفسخ وفساد وصراع على الفتات، حتى فى أشد مؤسساته تحديثاً، وهى الجامعة.

ولعل العبارة التى جاءت على لسان أحد أبطال الرواية تلخص هذه الحالة بقسوة، إذ يتوجه إلى الناس ويدينهم فيقول بطريقة خطابية ظاهرة: «العلم خارج اهتمامكم أيها الشكاءون بلا نهاية. يا شعوباً من كلام لِمَ تستخفون بجلسات البحث العلمى وتحتشدون أمام مباريات الكُرة وحفلات الرقص الشرقى؟ يا أناساً من ضجيج لِمَ تتجاهلون عواصف التفكير وتنشغلون بالسواك والجلابيب القصيرة وعذاب القبر وعلامات الساعة؟ يا بشراً ينام نصف العُمر وينافق أبد الدهر لِمَ تتغيبون عن حفل ميلاد قامة فكرية فى سماء بلادكم؟».

ولدى الكاتب قدرة ظاهرة على صناعة التشويق، لم ينل منه عمق الطرح، ولا الانتقال من زمن إلى زمن، ومن أسلوب إلى آخر، ولا تشابك خيوط الأحداث. ويجرى كل هذا بلغة فياضة ومحكمة فى آن، إذ لا نجد ترهلاً، إنما ذهاب إلى المعنى من أقرب طريق.

ورغم أن الرواية تتوسل بالتاريخ، وتعود إليه لتنهل منه طيلة الوقت متكئة على مراجع ومصادر فى مطلعها كتاب «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار لعبدالرحمن الجبرتى»، فإنها تغرف أيضاً من الواقع المعيش، فأجواء التلصص والتتبع لا تخطئها عين، وكتبة التقارير عن بعضهم البعض -أو حتى عن أنفسهم- يتكاثرون كالأميبا، وطغيان الأمن على الحرية صار خطاباً سائداً منذ عقود، لاسيما مع العودة الدائمة إلى نظرية المؤامرة المسكون بها كتابات تاريخية عربية عدة.

ومع أن السياق السياسى حاضر بشدة فإن الكاتب تمكن إلى حد بعيد من أن ينأى بنصه عن المباشرة أو الوقوع فى فخ الانحياز الأيديولوجى الفاضح والواضح، حتى إنه لا يأخذ موقف الإدانة لـ«البصاص» بقدر ما يعريه أمامنا، فنرى سوءاته كلها، وندرك فداحة ما ينالنا منه، دون أن نفقد الأمل فى إمكانية استعادته إلى السوية، لنربح «المجتمع السليم» حسب تعبير عالم النفس الأمريكى إريك فروم، أو حتى الذى نطيق أن نعيش فيه.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية عن «دولة المخبرين» 22 رواية عن «دولة المخبرين» 22



GMT 09:11 2022 السبت ,02 تموز / يوليو

«باريس» فى الأدب العربى الحديث

GMT 00:05 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

آفة أن يُحارَب الفساد باليسار ويُعان باليمين

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 05:12 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

سيادة «القومندان» عارف أبوالعُرِّيف

GMT 13:33 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

التعليم والتطرف والإرهاب العرض والمرض والعلاج

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon