عمار علي حسن
ضده؟ وهل سيكون للسيدة قرينته دور عام؟ وما شكل البرلمان المقبل؟ وتشكيل حكومة ما بعد محلب؟ وما آثار قرارات السيسى الأخيرة؟ وأسئلة أخرى عن ثورة يناير وقانون التظاهر والمحاكمات ومظاهرات جماعة الإخوان. تلك الأسئلة وجهها لى الصحفى الأستاذ مصطفى مراد، وظنى أن عرضها على قراء صحيفة «الوطن» واسعة الانتشار والتأثير قد يكون مهماً.
ما أبرز التحديات التى يواجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الوقت الحالى؟
- رغم أن الجميع يتحدث عن أن السيسى يواجه تحديات اقتصادية وأمنية وسياسية وتحديات فى إدارة العلاقات الدولية والإقليمية لكننى أرى أن التحدى الرئيسى يتمثل فى كيفية الحفاظ على رصيد الثقة وعليه أن يدرك أن الثقة التى توفرت له وهى كبيرة جداً ليست رصيداً مغلقاً ولا نهائياً وإنما هى قابلة للتآكل والتناقص إذا تناقضت الأفعال مع الأقوال وإذا لم يشعر الناس بإنجاز مادى، أو سلك أسلوباً معوجاً على غرار مَن سبقوه على كرسى الحكم.
كيف تقرأ مستقبل مصر من خلال خطابات السيسى؟
- خطابات السيسى مقلقة وكنت أتوقع منه أن يكون أكثر تماسكاً ووضوحاً وأكثر خبرة ودراية بإدارة الدولة بأن يتخذ إجراءات سريعة لوضع برنامج شامل يتم عرضه على المصريين واختيار أركان حكمه بطريقة مختلفة عن الطريقة القديمة التى تعتمد على أهل الثقة على حساب أهل الخبرة. كل هذه الأمور حتى الآن لم تتخذ على وجه مطمئن، ولن ينتهى هذا القلق إلا إذا شاهد الناس أفعالاً ناجزة على أرض الواقع.
هل نجح السيسى أن يثبت للعالم أن ما حدث فى 30 يونيو ثورة حقيقية خاصة بعد المواقف غير الواضحة لبعض الدول الأوروبية وأمريكا وكذلك الاتحاد الأفريقى بعد تعليقه عضوية مصر آنذاك؟
- من نجح فى ذلك هو الشعب المصرى عن طريق التفافه حول ما حدث فى 30 يونيو، وعدم استجابته لدعوات الإخوان من أجل الحشد المضاد، ولو لم يحدث هذا لكان العالم قد اتخذ موقفاً مغايراً تماماً حتى لو حدث تقدم فى خارطة الطريق لأن رمانة الميزان هو الشعب.
ما تصورك لشكل الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ وهل سيكون لحزب النور نصيب منها؟
- هذا يتوقف على شكل البرلمان المقبل، فإذا جاء برلماناً مفتتاً مفككاً لا يحظى فيه حزب معين بأغلبية ظاهرة؛ فإن هذا سيمكّن الرئيس من اختيار مَن يشاء رئيساً للوزراء، وقد يطرح الثقة فى محلب لكى يستمر، أما إذا حاز حزب على الأغلبية فسوف يشكل الحكومة أو يطالب بأن يكون بها، ونصيب حزب النور سيتوقف على حجم تمثيله فى البرلمان.
كيف ترى شكل البرلمان المقبل؟
- سيكون فسيفسائياً على الأرجح، والأغلبية ستكون للمستقلين، وسيكونون متنازعى الأهواء والمصالح والخلفيات السياسية، والنقطة الأبرز التى سوف تمثله هى إمكانية ضمه مجموعة من الكفاءات التشريعية، وتلك التى تؤدى دورها الرقابى بشكل جيد أم لا، وفى حالة ضمه مجموعة من الكفاءات نظيفة اليد والمخلصين لهذا الوطن فإن هذا بالقطع سيشكل رافعة للتقدم إلى الأمام، وإذا حدث العكس سيساعد البرلمان بترهله وتفككه وتصرفه بالطريقة القديمة على توحش السلطة التنفيذية، وعودة بعض السلوكيات والتقاليد القديمة الضارة فى ممارسات الحكم، وأتصور أن هذا سيكون مرفوضاً من الشعب بصورة كبيرة.
كيف ترى التعامل مع الملف الأمنى فى الوقت الحالى؟ وهل السيسى ينتهج طريقة مبارك نفسها؟
- الشرطة تواجه إرهاباً والشعب يتفهم هذا، ولكن عليها أن تمارس القوة ضد الإرهاب فى إطار القانون، وعدم التوسع فى دائرة الاشتباه، واستعمال الأساليب الخشنة القديمة، وأن تدرك السلطة السياسية التى توجه أجهزة الأمن، أن الحل الأمنى هو جزء من الحل وليس كل الحلول. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى)