عمار علي حسن
مشى متثاقلاً من فرط الهموم والأحقاد نحو سلم «الباص». ترنح عند أولى الدرجات، فتناثر ظله كشظايا زجاج ضربته العاصفة، وداسته أقدام المسافرين.
قزم ونخلة
هرع أهل القرية جميعاً، وفرغت البيوت حتى من الخُدَّج والرُضَّع ليروا القزم وهو يمتطى صهوة أطول نخلة فى الوجود، ويرمى نحوهم رطباً شهية، لكنها لا تصل إليهم أبداً.
موت الحارس
مات الحارس الأمين ونفق حصانه، وتيبس الرصاص فى بندقيته الصدئة، وركب اللصوص خيول الليل، فجفا العيون النوم، ولم يطلع على بلدتنا نهار.
خولى الأنفار
رحل خولى الأنفار ذو الجسد النحيل، وحزنت لغيابه الحقول، ولما طالت الغيبة كان على من بيده مقاليد الأمر أن يعين آخر، وجمع الفلاحين وسألهم:
- من يستطيع أن يكون مكانه؟
فنهض رجل بدين وفارع الطول من آخر الصف، وقال:
- أنا لها.
وتخطى الرؤوس فى عجل، لكنه حين ارتدى بذلة الخولى القديم غطس فيها، وانكتمت أنفاسه، وسقط مغشياً عليه.
طائرة
تأخرت الطائرة عن موعدها، فراح يجرى فى صالة المطار الطويلة الباردة فارداً ذراعين ترفرفان بقوة، وينادى المسافرين المتأخرين كل أحد باسمه أن يلتحقوا به.
غزل صريح
حملق فى الطائرة المرسومة على صدر بلوزتها وراح يتلمظ. انتبهت إليه فارتبكت ثم تماسكت وسألته فى غيظ:
- هل تعجبك الطائرة؟
رد عليها فى برود:
- بل يعجبنى المطار!