عمار علي حسن
أرسل لى الأستاذ محمد المصرى رسالة عاجلة إلى رئيس الجمهورية يطلب منه التدخل لإنقاذ والدته. ونظراً لطول الرسالة سأوردها هنا نصاً، دون تدخل، لعلها تجد آذاناً مصغية من الرئاسة، تقول الرسالة: «توفى والدى منذ عشر سنوات وأنا أعول أمى وهى سيدة مسنة تبلغ من العمر ستين عاماً، حيث تعانى من أمراض مزمنة، وهى عبارة عن تليف بالكبد وتضخم بالطحال ودوالى بالمرىء وهى قعيدة تتحرك على كرسى وتحتاج لتغيير مفصلى الركبة. وبعد دخول أمى فى غيبوبة كبدية بتاريخ 7/8/2015 جلست بها على سلم مستشفى المبرة بالزقازيق 10 ساعات لعدم وجود سرير لها. ولعدم وجود رعاية صحية قررت التوجه للسادة غير المسئولين عن إهانتنا وقهرنا وإذلالنا ومعاملتنا بطريقة غير آدمية كأننا عبيد.
ذهبت للسيد الدكتور كمال زكى، مدير عام التأمين الصحى، لتقديم شكواى له.. فرفضت السكرتيرة دخولى، فذهبت للسيد الدكتور رضا عبدالسلام، محافظ الشرقية، وقدمت له شكواى فوجه الشكوى للسيد الدكتور شريف مكين، وكيل وزارة الصحة بالشرقية، برقم صادر 13/8/2939 ومسجلة برقم وارد 13/8/4249 وبمتابعة الشكوى ومقابلة وكيل وزارة الصحة بالشرقية قال لى الشكوى ليست من اختصاصى، وطلب منى كتابة شكوى جديدة لأن شكواى التى قدمتها قد ضاعت. وبعدها ذهبت للدكتور هشام الهوارى، مدير عام الشئون الطبية بالتأمين الصحى بالشرقية، أشكو له طرد أمى من المستشفى وتدهور حالتها الصحية ودخولها فى غيبوبة كبدية فقال لى بالحرف الواحد: (لو عندك شكوى روح اشتكينا هو ده نظامنا).
وللمرة الرابعة ذهبت للسيد الدكتور هشام عبدالحفيظ، مدير مستشفى المبرة، لأطلب منه تقريراً طبياً بحالتها الصحية، فرفض إعطائى التقرير وهددنى ولم يعطنى التقرير إلا بعد توسط مدير مكتب محافظ الشرقية، العميد أسامة الغندور، وللمرة الخامسة ذهبت إلى السيد الدكتور وزير الصحة وقدمت شكوى برقم وارد 8/9/2015/13349 أخذ منى الشكوى مدير مكتب متابعة الوزير، وقال لى هذه الشكوى ليست من اختصاصنا وهى تخص الهيئة العامة للتأمين الصحى، وللمرة السادسة ذهبت إلى رئاسة الوزراء فقال الموظف هذه الشكوى تخص الهيئة العامة للتأمين الصحى وأخذ الشكوى برقم وارد 441023.
وذهبت بعدها لرئاسة الهيئة العامة للتأمين الصحى بروكسى بتاريخ 9/9/2015 لتقديم شكوى لرئيس الهيئة فمنعت من مقابلته وقالت مديرة مكتبه اذهب لرئيس التأمين الصحى بفرع الزقازيق د. هشام عبدالحفيظ وهناك سيقوم بعمل اللازم.. قلت كيف أذهب لشخص أنا أشتكى منه أصلاً حيث هددنى سابقاً حينما طلبت منه تقريراً طبياً لأمى من المستشفى التى تم طردها منه؟
ذهبت لقصر الاتحادية بتاريخ 13/9/2015 فقالوا لى: تقديم الشكاوى فى قصر عابدين، فذهبت إليه وقدمت الشكوى للسيد المسئول عن خدمة المواطنين الذى أخذ الشكوى ورفض أن يعطينى (رقم وارد) للشكوى! وبعدها ذهبت لوزارة الدفاع بتاريخ 13/9/2015 وقدمت طلباً لوزير الدفاع أطلب منه علاج أمى بأحد المستشفيات التابعة للقوات المسلحة، وسلمت الشكوى للعميد شومان، مدير مكتب الشكاوى، ثم ذهبت لمدينة الإنتاج الإعلامى بوابة رقم 2 وحاولت أن أقابل أحداً من الإعلاميين ليعرض شكواى لكن الأمن رفض، فافترشت الأرض إلى أن أصابنى الإعياء الشديد واضطررت لإعطاء الشكوى للأمن لتسليمها لأحد الإعلاميين.
بالله عليكم ماذا أفعل، وهل هناك جهة أخرى نسيت أن أذهب لها؟.. أعلم جيداً أننى كمواطن مصرى ليس لى أى قيمة فى بلدى ولا أمثل شيئاً لأن هناك أكثر من 90 مليون مواطن غيرى، لكن أمى تمثل لى كل شىء، ولا أستطيع أن أراها تبكى ليل نهار من شدة الآلام والأوجاع وأقف عاجزاً مكتوف اليدين..
ماذا أفعل وأنا أراها تموت أمام عينى كل يوم عشرات المرات؟.. أنا لا أريد سوى حقها فى الحياة، لذا قررت التوجه لسفارة إحدى الدول الأوروبية التى تحترم حقوق الحيوان قبل الإنسان وأطلب اللجوء السياسى لعلاج أمى.
سيادة الرئيس: أرجوك أن تغضب لأبناء هذا الوطن الكبير وتحنو عليه، كما تغضب لأبناء القوات المسلحة، فكلنا نسيج واحد وجسد واحد، وكل ما أتمناه أن تتكرم سيادتكم بالموافقة على علاج أمى بأحد المستشفيات التابعة للقوات المسلحة، لا أراكم الله مكروهاً فى عزيز لديكم». انتهت الرسالة وفى انتظار ما ستفعله الرئاسة.