الخيال وحروب المستقبل 12
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

الخيال وحروب المستقبل (1-2)

الخيال وحروب المستقبل (1-2)

 لبنان اليوم -

الخيال وحروب المستقبل 12

عمار علي حسن

يفيد الخيال المحاربين سواء وهم يخططون للقتال، من حيث تحديد المكان والزمان والوسائل والمقاتلين، أو وهم يديرون المعركة فى الميدان نفسه، بعد أن تُقرع الطبول وتنطلق حمم النار، وكذلك حين يجلس هؤلاء ليتصوروا شكل الحرب فى المستقبل. وربما قاد «خيالهم الاستراتيجى»، إن صح التعبير، مجالات عدة فى الحياة إلى التطور والتقدم خطوات إلى الأمام، من زاوية أن كثيراً من الاختراعات الحديثة خرجت من رحم الصناعات العسكرية، أو كان التفكير فى كسب الحرب دافعاً للتوصل إليها، والحاجة إلى الهيمنة أو الردع هى أم اختراعها.

ويقر «كلاوزفيتس» بأن «جميع القادة العظماء قد تطرفوا انطلاقاً من فطرتهم، وحقيقة أن فطرتهم كانت دائماً سليمة هى جزئياً مقياس لعظمتهم وعبقريتهم الطبيعية». ويعود تركيز كلاوزفيتس على الحدس أكثر من التفكير الواعى إلى درايته بأن الحروب لا تديرها المعادلات الحسابية على الورق إنما التصرف فى الميدان.

لهذا تحدّث الخبراء والمؤرخون الحربيون عن «الفنون العسكرية»، منطلقين من أن التاريخ العسكرى هو وقائع وأحداث متتابعة من ممارسة فن الحرب، التى كان لها دور كبير فى تطور مجالات أخرى. وهنا يقول فرنان شنيدر فى كتابه «تاريخ الفنون العسكرية»: «إن التاريخ العسكرى، منذ عصر أجدادنا سكان المغاور إلى عصرنا الذرى، قد ساهم مساهمة فعالة فى التطور المستمر للعلوم البشرية، هذه العلوم التى ساهمت أيضاً، بنسب متفاوتة، فى تحسينه وازدهاره. إن فنون القادرة الكبار قد تأثرت تأثراً كبيراً بعلوم معاصريهم وطرق تفكيرهم، فهؤلاء القادة يستفيدون أنهم نشأوا على أفكار رؤسائهم السائدة فى زمانهم. فالإسكندر اقتبس تكتيكه من الفكر الإغريقى، كما استمد بونابرت غذاء نبوغه من نظريات مفكرى القرن الثامن عشر، عسكريين كانوا أو مدنيين، أضف إلى ذلك أن المؤلف القيّم الذى وضعه كلوزفيتس عن الحرب، وهو أفضل ما كُتب فى باب الفنون الحربية، لا يعتبر ثمرة دراسة لفنون نابليون فقط، بل إنه إلى ذلك دراسة لسلسلة من المذاهب المستوحاة من أفكار من هم أمثال كانط وهيجل».

وكان المفكر والمؤرخ العسكرى ليدل هارت يرسم لوحة بالكلمات يتخيل فيها وضع الحرب قائلاً: «فى الحرب نماثل رجلاً يبذل كل جهده للبحث عن عدو فى الظلام، والمبادئ التى تحكم تصرفنا ستكون مماثلة لتلك التى يمكن أن يتبناها على نحو طبيعى. يمد الرجل ذراعاً لكى يتلمس طريقه إلى عدوه (استكشاف). وحينما يلمس خصمه يتحسس طريقه إلى رقبة الأخير (استطلاع)، وبمجرد أن يبلغها يمسكه من ياقته أو من رقبته حتى لا يتمكن خصمه من الفكاك أو الرد عليه بطريقة مؤثرة (تثبيت) ثم يضرب بقبضته الثانية عدوه، الذى أصبح عاجزاً عن تفادى الضربة. ضربة قاضية حاسمة (هجوم حاسم)، وقبل أن يستطيع عدوه أن يفيق يتابع وضعه المميز لكى يجعله فاقد القوة نهائياً (استثمار)».

وهناك رؤى عملية أشمل عن سيناريوهات وُضعت لحرب مقبلة، مثل تلك التى حواها تقرير أعده مجموعة من الخبراء الأمريكيين برئاسة الأدميرال دافيد جيرميه، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، يعرض مسارات الصراعات المحتمل وقوعها بقوة بعد انتهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى المنهار، وعقب حرب الخليج 1991، ويحدد عدد ونوعية القوات والأسلحة التى ستستخدمها القوات الأمريكية والميزانية اللازمة لذلك. وحدد التقرير نطاقاً زمنياً يتراوح بين عامى 1994 و1999، متصوراً سبع أزمات محتملة قد تجر واشنطن إلى الحرب وهى: تهديد جديد فى منطقة الخليج على يد العراق، وهجوم مباغت من قبَل كوريا الجنوبية على جارتها الشمالية، وإمكانية حدوث هذين السيناريوهين بشكل متزامن، ونشوب توترات فى دول البلطيق، واحتمال حدوث انقلابات عسكرية تهدد أمن أمريكا ومصالحها أو قيام حرب بين فصائل الجيش الفلبينى بعد تخفيض الوجود العسكرى الأمريكى هناك، وإمكانية تحالف الإرهابيين وتجار المخدرات والعصابات فى بنما بما يهدد الملاحة، واحتمال قيام روسيا بعملية عسكرية توسعية فى أوروبا. ورغم أن هذه الحروب المتخيلة لم تقع فإنها ساهمت فى تعزيز جاهزية العسكرية الأمريكية وتفوقها.

لكن الحاجة إلى الخيال لا تقتصر على إبداع طرق أو أساليب للتعامل مع الميدان أو التفكير فيما سيجرى فيه، إنما تمتد إلى تخيل وضع الحرب فى المستقبل، وما إذا كانت ستظل مرتبطة بدوافعها القديمة مثل تحقيق المصلحة وتعزيز المكانة والانتقام وحفظ الأمن، أم أن قيوداً جديدة ستطرأ على الدول فى اتخاذ قرار الحرب على خلفية أى من هذه الدوافع. وفى كل الأحوال فإن باب التفكير سينفتح على مصراعيه ليتخيل شكل الحروب ونوع السلاح المستخدم فيها والمهام الجديدة التى ستجد الجيوش نفسها أمامها والأماكن التى ستطلق فيها النيران. وفى كل الظروف أيضاً ستبقى الحرب هى «إزميل سيئ لنحت الغد» كما قال مارتن لوثر كينج.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيال وحروب المستقبل 12 الخيال وحروب المستقبل 12



GMT 20:34 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كأنّك تعيش أبداً... كأنّك تموت غداً

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 20:30 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المواجهة المباشرة المؤجلة بين إسرائيل وإيران

GMT 20:28 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الحضارات... اليونان والفرس والعرب

GMT 20:25 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

واجب اللبنانيين... رغم اختلاف أولويات واشنطن

GMT 20:23 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الشرق الأوسط... الطريق إلى التهدئة والتنمية

GMT 20:21 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

على مسرح الإقليم

GMT 20:19 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ضربة إسرائيلية ضد إيران!

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon