حكايات «الغيطاني» الهائمة 22
استشهاد 16 فلسطينياً بقصف إسرائيلي استهدف منزلين في شمال النصيرات وسط قطاع غزة وزير الصحة الفلسطيني يُعلن استئناف حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة غداً مدير منظمة الصحة العالمية يُؤكد أن الوضع الصحي في شمال غزة مروع ويُدين الهجوم على مستشفى كمال عدوان وفاة الفنان المصري مصطفى فهمي عن عمر يُناهز 82 عاماً بعد تدهور حالته الصحية وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن حصيلة الغارة الإسرائيلية على مبنى في حي الرمل بقضاء صور في محافظة الجنوب ارتفعت إلى 7 شهداء و17 جريحاً وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 2653 شهيداً و12360 جريحاً الاحتلال الإسرائيلي يعتقل جميع الطواقم الطبية والجرحى في آخر مستشفى عامل بشمال غزة هيئة الطيران الإيرانية تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد الهجوم الإسرائيلي شركة طيران أميركية تدفع ثمناً باهظاً لسوء معاملتها للمعاقين
أخر الأخبار

حكايات «الغيطاني» الهائمة (2-2)

حكايات «الغيطاني» الهائمة (2-2)

 لبنان اليوم -

حكايات «الغيطاني» الهائمة 22

عمار علي حسن

ونص جمال الغيطانى «حكايات هائمة»، الذى يتقلب راويه بين ضميرى «الأنا» و«الغائب»، يجسد هذا التنوع والتوزع بين القديم والجديد، فيأتى القديم من أحاديث منسوبة للرسول محمد (عليه الصلاة والسلام)، وقراءات تطل فيه وجوه الصوفى الكبير «ذوالنون المصرى» الذى توفى 245 هـ، وأخرى لـ«لاو تساو» صاحب «الطاوية»، وأشعار للمتنبى وعروة بن الورد، وأقوال الفرعونى تحوتى، والجاحظ، والإمام الشافعى، وابن عطاء الله السكندرى، ونظريات الاصطخرى فى الطير، والدينورى فى النبات، وعظات وحكم صينية وهندية قديمة، إلى جانب نقول عن كثيرين بتصرف، واستدعاء حالات صوفية عاشها غيره، ويأتى الجديد متمثلاً فى نثار من روائع الأدب العالمى والفلسفات المعاصرة، وتفسير سيجموند فرويد للأحلام، وأشعار الأبنودى، وخبرات الطفولة وحصاد الترحال.

لكن الجديد لا يقف عند حد الاستعانة والاستعارة، ولا التناص والاقتطاف، إنما يتجلى أساساً فى أمرين: الأول هو هضم القديم ثم إخراجه فى شكل جديد، يتماهى مع النص فى عمومه، أو يضيف إليه ويشرحه ويعمقه بمرور الصفحات والوقفات، والثانى هو النبش فى الذاكرة لاستدعاء خبرات الطفولة والشباب، وتأمل ما يجرى أمام عينى كاتب بلغ السبعين من عمره، فى حله وترحاله.

وقد يختلط القديم بالجديد كما فى «حكايات مراكشية»، حيث يستفيد «الغيطانى» من اهتمامه بعمارة الزمن الوسيط وآثاره، كما يختلط الواقعى حين يتحدث الكاتب عن رحلاته وقراءته بالعجائبى حين يتحدث عن الطير والشجر، ويصل ذروته فى تلك المقطوعة التى عنونها بـ«خبر» حين يقول: «جاء فى الجزء المفقود من كتاب النبات للدينورى، أنه يوجد شجر فى جزر الخالدات، إذا ضاجعه الإنسان يتأوه، ويغنج وينزل، ثم يحمل ويلد. أما من وصلوا إلى عمق ديار الهند، فقطعوا بوجود شجر إذا قطع ثمره المستدير، والذى يشبه رأس البشر، ينبت محله على الفور، وفى أقصى بلاد ما وراء النهر شجر إذا ذبلت واحدة منها ينكس سائر النوع أغصانه وفروعه لمدة أربعين يوماً حتى لو وجد فى الطرف الآخر من المعمورة».

تبدو «حكايات هائمة» من زاوية أخرى أشبه بأدب السيرة، التى لم يشأ «الغيطانى» أن يكتبها بطريقة مباشرة، إنما أراد أن يعرض لنا طرفاً من تجربته الحياتية وتأملاته وقراءاته وانحيازاته فى الحياة، ويطرح لنا بعض الأقوال والحكم والمأثورات التى أحبها، أو تلك التى تتماشى مع ما يريد أن يقوله أو يكتبه أو يضعه لافتة تعبر عنه، أو يوافق ويجارى خط السرد أو هدف النص الذى أنتجه.

وكل هذا لا ينفصل عن ذات الكاتب بل ينبع منه، ويدل عليه، ويشير إليه، ويتجاوز الحدود التى تمارسها ثقافة الأديب وتجربته والسياق الذى يحيط به على إبداعه الروائى والقصصى لتصل فى جوانب كثيرة منها إلى تعبير مباشر عن الكاتب نفسه، من البداية وحتى النهاية، وعما أدهشه وأمتعه فى الدنيا التى عاشها، فقسم كتابه على الطير والشجر والكتب والسفر وعالمى الغيب والشهادة. ومن الأجنحة والأغصان والصفحات والرحلات والتهويمات تطل معالم حياته، منذ أن تفتح وعيه على الدنيا وحتى اللحظة التى يفارقها.

فـ«الغيطانى» لا ينهى نصه دون أن يطرح تساؤلات يبدأها: «هل من هناك عندما أمضى إلى هناك؟ هل من جهة أسلكها عندما يبدأ تفرقى عنى أم أهيم إلى كل صوب؟ هل من مستقر أم سأتبع كل نسمة، وتحملنى كل ريح، وتنقلنى كل موجة إلى حيث لا أدرى؟»، ودون أن يستعين بآيتين قرآنيتين هما: «وحنانا من لدنا».. «ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت». وكأنه أراد هنا أن يؤكد أن الموت فقط هو الذى سيحول بينه وبين أن يطرح أسئلته ويبوح بمكنون نفسه، رغم أنه فى كل الأحوال لن يستطيع أن يفى بكل ما يريد، أو يجيب عن التساؤلات التى تستعر فى رأسه من البداية وإلى النهاية وهو ما يعبر عنه حين يقول: «ليس لى إلا طرح الأسئلة، وما دام النطق قد وقع فربما يجىء حين لا ألم به الآن، ولا أعلم عنه شيئاً، يتحقق باعث التوق، رغم أن كل ما قدرت على البوح به ظل وسيظل معلقاً».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات «الغيطاني» الهائمة 22 حكايات «الغيطاني» الهائمة 22



GMT 16:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن «الفستان الأبيض» رحلة خجولة فى أوجاع الوطن!

GMT 16:27 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عصافير عدّة بحجر واحد

GMT 16:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 16:18 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شوية كرامة بَسْ

GMT 16:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميع يخطب ود الأميركيين!

GMT 20:34 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كأنّك تعيش أبداً... كأنّك تموت غداً

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 20:30 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المواجهة المباشرة المؤجلة بين إسرائيل وإيران

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:39 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
 لبنان اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 19:31 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
 لبنان اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 09:03 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 08:47 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

قائمة المنتخبات العربية الأكثر حصاداً للقب أمم أفريقيا

GMT 07:03 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

أشهر 5 مواقع للتزلج في أميركا الشمالية

GMT 18:54 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

رحمة رياض تعود إلى الشعر "الكيرلي" لتغير شكلها

GMT 04:56 2022 الثلاثاء ,05 تموز / يوليو

نصائح للاستمتاع بالجلسات الخارجية للمنزل

GMT 10:04 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

النظارات الشمسية الملونة موضة هذا الموسم

GMT 13:24 2023 الإثنين ,03 إبريل / نيسان

أفضل عطور الزهور لإطلالة أنثوية

GMT 22:52 2020 الثلاثاء ,28 تموز / يوليو

"فولكسفاغن" تبحث عن "جاسوس" داخل الشركة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon