ما بين مصر والإمارات
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ما بين مصر والإمارات

ما بين مصر والإمارات

 لبنان اليوم -

ما بين مصر والإمارات

عمار علي حسن

وقفت مصر إلى جانب الإمارات منذ أن انطلقت مسيرتها فى عام 1971، فأيدت اتحادها الوليد، وباركت التوجه العروبى لقائدها ومؤسسها، وساهم مصريون نبهاء من مختلف المجالات والتخصصات فى بنائها، وظل الجميع طيلة الوقت من الفلاحين الذين يبذرون الحب فى مزارع العين إلى أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والقضاة، يفكرون ويتحدثون ويتصرفون بكل خير وحب وامتنان حيال الإمارات الشقيقة.
ومنذ نشأتها لم تبخل الإمارات على مصر بشىء، وأحب المصريون الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حباً حقيقياً لم يرقَ إليه شك، ولم يخالطه نفاق. وهذا النمط من العلاقة الإيجابية التى تتسم بالعمق والاتساع إلى حد ظاهر، قام دوماً على قيم سياسية أخلاقية، فى مطلعها النصرة فى الشدائد، والحفاظ على الاستقرار، وصيانة الأمن القومى العربى، وتوطيد أواصر الصلة بين الشعوب، ومدّ جسور عفية قادرة على الصمود فى وجه التقلبات السياسية الإقليمية والدولية، وشمول الرؤية، والارتفاع فوق الحسابات النفعية الضيقة التى تحكم سياسات بعض الدول، والنظر إلى المستقبل فى ثقة.

وتتم مساعدة الإمارات لمصر وفق تصورين أساسيين، يعكسان الإدراك المتبادل بين البلدين لأهميتهما، هما:

1 - إبداء الإمارات عزماً واضحاً على استمرار هذه المساعدات وتعزيزها فى المستقبل، وهى مسألة تبدو جلية فى تصريحات المسئولين الإماراتيين طيلة الوقت.

2- حالة الامتنان الرسمى والشعبى فى مصر لتوجه الإمارات هذا، وتعكسها أيضاً تصريحات المسئولين، واستطلاعات الرأى، والتعليقات التى تصاحب أى أخبار تُنشر أو تُبث حول هذه المسألة.

ورغم أن مساندة الإمارات اقتصادياً لمصر مبدئية، وتتجاوز الظروف الراهنة بحساباتها السياسية والأمنية، فإن مثل هذا التوجه ستكون له آثار إيجابية على مستقبل العلاقات بينهما فى مجالات عدة، سياسية وأمنية وعسكرية بل واجتماعية أيضاً.

وبعيداً عن السياسات الطارئة التى تلاحق أحداثاً لا تتوقف فإن مصر والإمارات مدعوتان، الآن أكثر من أى وقت مضى، للمساهمة القوية فى وجود «كتلة عربية حية» بعد أن أُتى العالم العربى من أطرافه، فضعفت دول وتفككت، ثم جاءت تداعيات الانتفاضات والثورات فأطلقت حروباً أهلية فى أخرى، علاوة على ما ترتب على الاحتلال الأمريكى للعراق.

وبلوغ هذه المرتبة لا يكون بالكلام، ولا باستمراء أحلام اليقظة، إنما بالعمل من دون ملل ولا كلل فى سبيلها، وهذه مسلّمة لا أتصور أن هناك خلافاً عليها، حتى لو كان هناك اختلاف أو تنوع فى أسلوب العمل وطرائقه، وهذه مسئولية النخب السياسية والاقتصادية والثقافية التى تموج بها الكتلة العربية الحية، خاصة فى مصر والإمارات.

وتعزيز العلاقات بين مصر والإمارات، على هذا الدرب، يبقى مربوطاً بأربعة أمور رئيسية، هى:

1- توافر الإرادة السياسية المشتركة لدى حكومتى البلدين فى المضىّ قدماً باتجاه بناء نسق من العلاقات الثنائية المتميزة على مختلف الصعُد.

2- وجود عوامل موضوعية ترتكز على المصالح المتبادلة، تجعل من تقارب مصرى إماراتى أشد خياراً لا بد لكلا الطرفين من اعتماده، والبحث دوماً عن الترتيبات والإجراءات والقرارات التى تدفعه فى هذا الاتجاه.

3- توافر سياق سياسى إقليمى يشجع مصر والإمارات على المضىّ قدماً فى توثيق علاقاتهما، أو يجعل هذا الخيار ضرورياً، ووجود قدرة لدى الدولتين على التغلب على أى معوقات طارئة يفرضها هذا السياق فى المستقبل.

4- أن يساعد وضع «النظام الدولى» مصر والإمارات على بناء نمط من العلاقات المتميزة من دون عناء أو تخوف، وحتى إن فرض هذا الوضع تحديات يمكن أن تتسبب فى اهتزاز هذه العلاقات، سواء كان ذلك بقصد أو من دون قصد، فعلى البلدين امتلاك الوسائل التى تمكنهما من منع أى آثار سلبية لهذا الوضع.

وبالطبع، فإن اجتماع هذه العناصر فى لحظة تاريخية واحدة يبدو أمراً مثالياً، إلا أن علاقات مصر والإمارات كانت قادرة دوماً على أن تمضى نحو التعزز حتى فى ظل ظروف إقليمية ودولية غير مواتية، لتبنى دوماً نمط علاقات يتسم بالرسوخ والنضوج، يمكنه امتلاك القدرة على مقاومة أى رياح مضادة، ترمى إلى النيل تماماً من هذه العلاقات، أو على الأقل تحجيمها، ووضعها عند حد متدن، لا يسمح لكلا الطرفين بالاستفادة منها وفق ما هو مأمول، أو ما ينتظره شعبا البلدين.

إن مصر والإمارات أثبتتا دوماً أنهما لا يمكن أن تقفا مكتوفتى الأيدى فى انتظار اللحظة التاريخية المناسبة لتنمية علاقات مشتركة، إنما تنطلقان من إدراك واضح المعالم بأنه من الواجب أن تتم صناعة هذه اللحظة «الآن وهنا»، بما يحافظ على «الكتلة العربية الحية» وهو أمر بات حيوياً للطرفين فى وقت تواجه فيه كلتاهما تحديات كبرى، تمس أمنهما القومى، علاوة على التزامهما الطبيعى حيال الأمن القومى العربى بوجه عام.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما بين مصر والإمارات ما بين مصر والإمارات



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon