زراعة الصحراء فى الوطن العربى
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

زراعة الصحراء فى الوطن العربى

زراعة الصحراء فى الوطن العربى

 لبنان اليوم -

زراعة الصحراء فى الوطن العربى

بقلم : د. مصطفى الفقى

عاشت الإنسانية ردحًا طويلًا من الزمان وهي تعتبر الصحراء تكوينًا طبيعيًا يمثل الجانب السلبي للحياة نظرًا لصعوبة الطقس وندرة المياه، ولكن الأمر بدأ يختلف الآن فالصحراء هي مخزن المعادن النفيسة، ومستودع الموارد الطبيعية النادرة، وهي بذلك تمثل ثروة قومية، وإذا كنا نتوهم أن الصحراء هي مساحة سلبية محسوبة على خريطة الوطن فنحن واهمون، لأن الصحراء قد أصبحت مصدر إلهام سياحي ومناطق جذب لهواة ارتيادها، إذ أن سياحة الصحراء أصبحت واحدة من أهم أنماط السياحة في عصرنا لأنها تسعى نحو مناطق جافة نقية التهوية لا تعرف التلوث، ولقد لاحظنا أن هناك دولًا صحراوية تجاوزت العقدة التقليدية لتصبح مصدر إلهام لأجيال تدرك حب الصحراء، وربما يكون الاتجاه المنتظر للسياحة في دولة مثل المملكة العربية السعودية منطلقًا من هذا التصور في ظل التوجهات الإصلاحية الجديدة هناك، أما نحن هنا في مصر فلدينا ما هو أهم وأعظم في صحرائنا المترامية في دولة يعيش سكانها على ما يزيد قليلًا على 6% من المساحة الكلية، ولعلي أطرح هنا رؤية لاستغلال الصحراء المصرية من خلال المحاور التالية:

أولًا: إن درجة سطوع الشمس في الصحراء المصرية المترامية تجعل منها بيئة مثالية لتوليد الطاقة الشمسية حسب تكنولوجيا الألواح المعدة لذلك الغرض، ويمكن أن تكون مصر - ولعلها فى الطريق إلى ذلك - مصدرًا رئيسًيا للطاقة الشمسية في المنطقة، وربما في العالم كله ذلك أن درجة سطوع الشمس في بلادنا تبدو أقوى من معظم المناطق المتخصصة في ذلك النوع من الطاقة.

ثانيًا: إن الصحراء الواسعة تضم واحات مأهولة وربما كان أكبرها في محافظة الفيوم ثم واحة سيوة والواحات الأخرى المتناثرة، وتلك كلها مناطق جاذبة للسياحة الأجنبية والداخلية أيضًا، فالواحات في النهاية هي بقع خضراء تنفجر فيها عيون المياه فتبدو من أجمل مناطق الدنيا وأكثر المقاصد السياحية جاذبية وتأثيرًا.

ثالثًا: إن بعض البلاد ـــ وفي مقدمتها مصر ـــ هي مركز جذب سياحي من خلال الآثار المتناثرة في الصحراء بدءًا من المعابد الفرعونية مرورًا بالأديرة المسيحية وصولًا إلى الأضرحة الإسلامية والتي يقبع بعضها في أطراف الصحراء مثلما هو الأمر بالنسبة للمزار الديني لأبي الحسن الشاذلي والأديرة التي تعد واحات مضيئة في أعماق الصحراء، فضلًا عما تركه الفراعنة من آثار وتراث يبقى على مر الزمان.

رابعًا: إن التنقيب عن المعادن وغيرها من إفرازات الطبيعة ـــ خصوصًا البترول ـــ هى منح إلهية يسعى إليها الناس فتحيل شركات التنقيب تلك المناطق المعمورة إلى مجتمعات عصرية يتطلع إليها الجميع، ولدينا نموذج شركة أرامكو في شرق المملكة العربية السعودية التي تبدو قلعة شامخة على أطراف الصحراء في منطقة الظهران.

خامسًا: إن مسألة الكشوف الجغرافية الداخلية في أعماق الصحراء هي لون آخر من ألوان الإثارة التي يشعر بها الغرباء وهم يتحركون بسياراتهم وسط الآثار الإسلامية والقبطية وقبلهما الفرعونية، في سيمفونية زمنية لا نكاد نجد لها نظيرًا بين آثار العالم المختلفة وكل ذلك نبت الصحراء الواسعة بما فيها من كنوز خطيرة وموارد بشرية جنبًا إلى جنب مع ما يريده بعض الذين سبقوني وأدركوا أن الصحراء الواسعة هى منارات للتقدم، لأنها تحتوي على عشرات المشروعات التي تستهوي الشباب وتفتح أمامهم آفاقاً للمستقبل الواعد.

سادسًا: إن بعض مناطق الصحراء كانت في الأصل بقاعاً يانعة في فترات معينة من التاريخ ولكن جاء عليها حين من الدهر فقدت بريقها وتصحرت بعد خضرة، وأصبحت مصنفة وكأنها أرض الجن، ولكن بريقها مازال يشد الأجانب أساتذة وباحثين وخبراء الذين يرون في رمال الصحراء بديلًا عن معالم أخرى يفتقدونها في بلادهم.

سابعًا: دعنا نعترف بأن الصحراء ليست في مجملها نقمة، ولكنها يمكن أن تتحول إلى نعمة لأن فيها آفاقًا واسعة لاستكشاف الحقائق، وحل رموز الكون، وفيها تبدو أهمية الآثار التي هي ملك لأجيال قادمة علها تدرك فلسفة الصحراء وارتيادها، ومازالت أصداء البعثة الكشفية التي قادها أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي المصري في منتصف أربعينيات القرن الماضي وكان معه مجموعة من الأجانب والمصريين الذين أبدوا جميعًا انبهارهم بالصحراء حتى إن واحدًا منهم تمكن من قيادة الركب نحو واحة مجهولة في الصحراء المصرية وأعني بذلك اكتشاف واحة الجغبوب التي كانت مثار نزاع بين بريطانيا وإيطاليا.

ولعل ذلك كله يلخص في مجمله أهمية الصحراء وسعرها الحقيقي في عالم اليوم اقتصاديًا وسياسيًا إذا جاز التعبير، ولذلك لا ينبغي أبدًا نفترض أن الأرض المزروعة بمحاصيل معينة هي وحدها التي تمثل عناصر الثروة القومية، فرمال الصحراء لا تقل أهمية عن الأرض الخضراء، بقي أن نقول إن في الصحراء آثارًا حقيقية للفلسفة والتأمل وفهم ما يستعصي على الإنسان من مشكلات المدن أو ضجيج القرى، أو صخب المصانع والأسواق، كما يجب ألا ننسى أن الصحراء هي مستودع الثروات ومخزون الاكتشافات فهي ليست مجرد صور على «كارت بوستال» لجمل يعدو تحت عنوان «سفينة الصحراء فوق رمال الأرض العربية».

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر : الاهرام

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زراعة الصحراء فى الوطن العربى زراعة الصحراء فى الوطن العربى



GMT 04:55 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

السباق على استعمار القمر

GMT 04:46 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

نتانياهو متهم والولايات المتحدة تؤيده

GMT 04:40 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

فى حياته.. ومماته!

GMT 13:45 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الإعلام والدولة.. الصحافة الورقية تعاني فهل مِن منقذ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon