المكتشف الأول والعامل المجهول
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

المكتشف الأول والعامل المجهول

المكتشف الأول والعامل المجهول

 لبنان اليوم -

المكتشف الأول والعامل المجهول

بقلم ـ مصطفي الفقي

تراودنى- مثل غيرى- تساؤلات مفتوحة حول المعاناة التى مر بها الإنسان فى أطواره المختلفة، وكيف كان يعيش فى الكهوف؟ ماذا كان يفعل فى العصر الجليدى؟ ماذا كان شعوره أول مرة عندما رأى النار؟ وكيف وقف مشدوهاً أمام البحار والمحيطات؟ إن رحلة البشرية المضنية تؤكد أن علينا أن ندرك أن الجندى المجهول فى تاريخنا هو المكتشف الأول لأنه هو العامل المجهول، والغريب أنه كلما ازدادت معارفه لا يتقلص المجهول أمامه بل تزداد التساؤلات وتتعقد شبكة التفكير فى مواجهة هندسة الكون، ماذا فعل الإنسان الأول أمام غضب الطبيعة من رعد وبرق وسيول وزلازل وبراكين؟ كم أشفق على ذلك المخلوق الذى استخلفه الله فى الأرض وقال له: (إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) فكيف تراكمت معارفه؟ وماذا كان شعوره فى الانتقال من العصر الحجرى إلى عصر آخر عبر ملايين السنين؟ كيف بدأ حياته الطويلة بالصيد والرعى قبل أن يعرف الزراعة؟ لذلك ظل وثنياً يعبد الأشياء المحسوسة إلى أن أطلت عليه الأديان السماوية منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف عام فقط ليدرك أن هناك قوة غيبية تحكم أبعاد الحياة وآفاق المعمورة، وأحسبنى أحياناً متحدثاً لـ«إخناتون» المصرى، الذى اكتشف وحدة الوجود ووصل إلى شاطئ التوحيد، ويصيبنى الشطط أحياناً أخرى فأظنه بديلاً لموسى كليم الله ونبى اليهودية، خصوصاً أن التداخل بين الروايتين الدينية والتاريخية يلزمنا أحياناً بالمقارنة الزمنية التى قد تقترب من التطابق كما قد تبتعد أيضاً على نحو يؤدى إلى الارتباك بين الروايتين حتى تستطرد الأسئلة تلح على خاطر المرء.. هل كان «داروين» محقاً عندما تكلم عن أصل الأنواع وأوضح فى نظرية النشوء والارتقاء أن الإنسان الأول هو امتداد متطور لحيوانات راقية ربما تجسدها (مرحلة القردة)؟ ثم أتراجع بشدة لأبحث فى التيار المادى الذى عصف بـ«أوروبا» فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ليضم «الدارونية» و«الفرويدية» و«الماركسية» وكلها امتداد لتيار مادى واحد يبتعد عن الغيبيات ويتخذ موقفاً محايداً من الأديان كى يمضى بالإنسان فى مسارات جديدة، وكلما قطعت البشرية أشواطاً إلى الأمام شعرنا بأنها تفسر الماضى من جديد وتقرأ التاريخ قراءة مختلفة وتضع يديها على مئات القضايا المجهولة عبر مسيرة الإنسان، ثم نأتى إلى اللغز الأعظم وهو كيفية البداية فى الخلق الإلهى، وما هو الانفجار العظيم الذى أدت انشطاراته الهائلة إلى ميلاد الخلية الأولى فى تكوين الإنسان؟ وكيف تتطابق تلك الدراسة العلمية غير المؤكدة مع نظرية الخلق فى الأديان السماوية والتى تبدأ بآدم وحواء؟ إن علينا أن ندقق كثيراً فيما تعلمناه وصدقناه واستسلمنا له، خصوصاً أن قضية الإيمان تبقى مسيطرة على أرواح مليارات البشر، فالإيمان ليس فقط هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل ولكنه أيضاً القبول بأطروحات لا يدركها العقل البشرى ولكنه يؤمن عن اقتناع غيبى بوقوعها وتلك هى قمة الإيمان الذى يجعل الإنسان بحق سيد الكون، لذلك أفيق فجأة من هذه التأملات وما يصاحبها من خيالات مدركاً أن المؤمن أفضل عشرات المرات ممن لا إيمان له، فلو تاه صديقان فى الصحراء أحدهما مؤمن والثانى أقرب إلى الإلحاد فإن المؤمن سوف يعتصم بإيمانه وقد يبقى متماسكاً، بينما قد ينهار صديقه الذى لا يجد زاداً من دين يعتصم به أو إيمان يحميه من المجهول، ولقد تابعت سيرة كبار المفكرين والعلماء والقمم فى التاريخ البشرى فلم أجد للإلحاد مكاناً إلا من خلال نسبة ضئيلة، فنحن لا نكاد نعرف اسماً كبيراً اتخذ موقفاً محايداً من الألوهية أكثر من الفيلسوف البريطانى «برتراند راسل»، بينما كبار الأطباء وعلماء التشريح والمتبحرون فى فروع العلم المختلفة من القمم المعروفة هم من المؤمنين، بل وأحياناً من غلاة المؤمنين، لأن الإنسان إذا عرف أكثر وأدرك ما يمكن أن يكون خافياً فإنه يكون أشد أيماناً.. ما أروع الفكر والعلم والإيمان إذا اجتمعت!.

المصدر : جريدة المصري اليوم

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكتشف الأول والعامل المجهول المكتشف الأول والعامل المجهول



GMT 18:56 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 18:53 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 18:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 18:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 18:46 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 18:42 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 18:40 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصلات العامة (3)

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon