فى صالون السعدنى 34
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

فى صالون السعدنى (3-4)

فى صالون السعدنى (3-4)

 لبنان اليوم -

فى صالون السعدنى 34

بقلم: مصطفي الفقي

عكف محمود السعدنى، رحمه الله، في السنوات التي قضاها حبيسًا في السجن متهمًا في قضايا سياسية يقترب بعضها من إشارات لليسار المصرى، وأخرى تتعلق بسخريته الدائمة من نظم الحكم، عكف طوال تلك السنوات على القراءة وتثقيف الذات، ومضى يقرأ في خبايا العقل المملوكى وتطور آليات الحكم في العصر العثمانى وخرج بفلسفة شاملة تجاه التاريخ السياسى لمصر في عصورها المختلفة، ولا شك أن ما فعله السعدنى قد أعطاه رصيدًا ثقافيًا ضخمًا وزوده برؤية شاملة للوطن ومستقبله، وما أكثر النوادر المعروفة من حواراته مع رفاق الزنزانة.

فلقد قال له المفكر المصرى الراحل، الدكتور لويس عوض، إنه لا يوجد (جسم للجريمة)، ونطق بذلك التعبير باللغة اللاتينية، وقد استخدم السعدنى ذلك الاسم للسخرية دومًا من لويس عوض، لأن السجان طلب منه في ذلك الوقت تنظيف دورات المياه والحمامات، وذلك السجان لا يدرك القيمة الفكرية الضخمة لمفكر بحجم لويس عوض، الذي يعتبر امتدادًا طبيعيًا للرعيل الأول من مفكرى العصر الليبرالى في التاريخ المصرى المعاصر، ولقد أنتج محمود السعدنى في حياته كتبًا سوف تظل باقية.

وإن كان أكثرها التصاقًا بالوجدان هو كتاب (الولد الشقى)، وأتذكر أننى عندما طلبت موعدًا أذهب فيه مع السعدنى للقاء إحدى الشخصيات العربية المهمة في لندن، فإن تلك الشخصية اشترطت عليه أن يحمل بعض كتبه، وفى مقدمتها الولد الشقى، فلقد كان السعدنى مقروءًا فيما يكتب، مسموعًا فيما يقول، مشاهدًا فيما يروى، ولقد ظل محمود السعدنى ملء السمع والبصر في عصور عبدالناصر والسادات ومبارك، وله طرائف عديدة ونوادر معروفة في تلك العهود الثلاثة، وأتذكر أن الحاج إبراهيم نافع، عمدة الجيزة، قد دعانا إلى منزله ذات يوم على شرف السعدنى، وإذا بأديب نوبل، نجيب محفوظ، يصل إلينا أيضًا في تلك الأمسية محدودة العدد بالغة القيمة.

ولقد لاحظت أن محفوظ متيم بشخصية السعدنى، ويضحك من أعماقه على كل قفشاته ونوادره، وقد تعلمت شخصيًا من محمود السعدنى احترام الرأى الآخر والتمسك بالثوابت والإيمان الحقيقى بقضايا الفقراء والمقهورين في الأرض، ولقد اقترب الفنان المتفرد عادل إمام من الأستاذ السعدنى بحكم الصداقة التي تربط عادل إمام بالفنان صلاح السعدنى، ذلك الفنان المتميز- شفاه الله- فقد كانا ينظران إلى محمود السعدنى باعتباره المثل والقدوة، وكان رئيسًا لتحرير أحد إصدارات روز اليوسف، وهى مجلة صباح الخير، بينما هما لايزالان يصارعان أمواج الحياة في بداية مشوارهما الفنى.

وقد ثارت في مجلس الأمة آراء تعترض على تعبير قاله السعدنى عن موشى ديان، لكن السعدنى العنيد استطرد في سبه تجاه كل المختلفين معه، والذين لا يدركون عمق مشاعره القومية، ولقد ذهب بابنته الكبرى وهى إعلامية مرموقة، بعد ذلك بسنوات، إلى لندن للعلاج، وقصرت معه الدولة المصرية وقتها في إرسال فواتير العلاج لفتاةٍ رائعة في مستهل العمر، ولم يجد السعدنى بدًا من أن يبرق لكبار المسؤولين الذين يعرفهم في القاهرة برسالة ساخرة تقول: (إننى متجه إلى السفارة الإسرائيلية في لندن كى أطلب من ابن عمى هناك أن يتكفل بعلاج ابنتى وقرة عينى).

وهكذا بقى محمود السعدنى نسيجا وحده، لا أكاد أجد له تكرارًا حتى بين من أحبوه ونهلوا منه طريقة التفكير وأسلوب الحياة من أمثال وحيده الكاتب الصحفى أكرم السعدنى أو تلميذه المباشر الكاتب والمؤرخ أحمد الجمال، وكلاهما يعرف عن السعدنى أضعاف ما عرفت، إن نوادر السعدنى والقصص التي أحاطت باسمه وسمعته سوف تظل قابعة في وجدان عدة أجيال ممن عاصروه وتباينت أحكامهم نحوه مع اختلاف الزمان والمكان، فضلا عن الظروف المحيطة والمناخ السائد.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى صالون السعدنى 34 فى صالون السعدنى 34



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon