الإمام محمد سيد طنطاوى
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الإمام محمد سيد طنطاوى

الإمام محمد سيد طنطاوى

 لبنان اليوم -

الإمام محمد سيد طنطاوى

بقلم: مصطفي الفقي

رحل عن عالمنا عام 2010 عندما فاضت روحه إثر أزمة قلبية بالمطار أثناء العودة من حضور أحد المؤتمرات في المملكة العربية السعودية، وجرى دفنه في الأراضى المقدسة، وقد كان رحمه الله من أكثر شيوخ الأزهر إثارة للجدل ومرورًا بالصراعات المختلفة التي أحاطت بظروف توليه منصب الإفتاء أولًا قبل أن يكون صاحب المقام الدينى الرفيع شيخ الجامع الأزهر.

وهو ابن نابه لصعيد مصر، وكانت أطروحته في الدكتوراة حول موضوع «اليهود في القرآن الكريم»، لذلك لم تخل مسيرته من مناوشاتٍ بلغت حد الانتقاد أحيانًا لاستقباله بعض اليهود من رجال الدين أو رجال السياسة، فلقد كان الإمام الراحل واسع الأفق مستعدًا لقبول الأفكار الجديدة وفقًا للتطورات المختلفة حتى جرى اتهامه أحيانًا بأنه يتماشى مع سياسات الدولة قبل الأخذ بالاعتبارات المتصلة بالمؤسسة الإسلامية الكبرى التي يقودها، ولقد اقتربت من ذلك الإمام الراحل كثيرًا في مناسباتٍ متعددة بحكم عملى في مؤسسة الرئاسة، وأتذكر مرة أنى كنت أجلس بجانبه في طائرة هليكوبتر أثناء عودتنا من الاحتفال الرسمى برفع العلم المصرى فوق منطقة طابا، وأنه قال لى يومها «أريدك أن تُبلغ الرئيس من فضلك رسالة شفهية منى»- وكان وقتها هو المفتى قبل تولى المشيخة- قال فضيلته إنه ذهب إلى قريته في الصعيد وسأل عن العائلات القبطية فيها، فوجدها جميعًا قد هاجرت خوفًا من موجات التطرف وهربًا من بطش من يحرضون عليهم ويعتدون على دور العبادة الخاصة بهم، وأنه اكتشف أن عم عيسى النجار قد هاجر إلى الخارج، وأن عم كرم الصراف أخذ أولاده ورحل إلى أسيوط، وبدأ ذلك الشيخ الجليل يقول لى إن الإسلام دعانا إلى الترفق والاحترام الكامل والتعايش المشترك مع أهل الكتاب.. فكيف يحدث ذلك في هذا العصر؟!.. لذلك فإن علاقة الدكتور سيد طنطاوى بقضايا الوحدة الوطنية كانت واحدة من أرفع الأوسمة التي حملها ذلك الإمام الراحل. وأتذكر أنه عندما قيل إن سيدة مسيحية قد هجرت حياتها حين أشيع أنها تنتوى إشهار إسلامها لأسبابٍ عائلية وثار وقتها لغطٌ شديد حول هذه الحادثة لحساسيتها لأنها كانت زوجة كاهن إحدى الكنائس في محافظة البحيرة، وفى غضون تلك الأزمة واحتدامها تلقيت منه اتصالًا تليفونيًا يقول لى فيه بالنص (يا دكتور مصطفى أريد منك والدكتور أسامة الباز أن تذهبا معى لتَسلُم هذه السيدة الفاضلة من الجهة الأمنية التي لاذت بها وتسليمها إلى مكتب قداسة البابا شنودة، لأن ما حدث لا يضيف للإسلام فردًا ولا ينتقص من المسيحية سيدة، إنما هي فتنة عابرة وقانا الله شرها).

ولقد اتصف أيضًا بالحكمة وبُعد النظر وصدق الإيمان وتنفيذ تعاليم الإسلام الذي يقول قرآنه العظيم (لا إكراه في الدين)، وقد تكفلت شخصية قبطية نشطة في مجال العلاقات العامة بتسليم تلك السيدة إلى الكنيسة، وبذلك جرى انتزاع فتيل أزمة شديدة الحساسية بالغة التعقيد.

وقد كان للإمام الأكبر الطنطاوى دورٌ حصيف في مسار الأزمات المتعددة ذات الطابع الطائفى التي جرت في ذلك الوقت، ولأن الرجل- رحمه الله- كان صاحب نظرةٍ بعيدة في قضايا الصراع الإقليمى والعلاقات بين الإسلام والبنوك، فقد جرى اتهامه كثيرًا بأنه إمام حكومى ينفذ ما تراه الدولة، بعكس سلفه الإمام جاد الحق.. والذين يقولون بذلك إنما يظلمونه كثيرًا، فالرجل لم يستفد من منصبه بل أقحمت عليه معارك عديدة كان عليه أن يخوضها، وإن كنت آخذ عليه رحمه الله أنه كان عصبيًا حاد المزاج في بعض القضايا التي تمسك فيها برأيه حتى لجأ إلى القضاء المصرى كثيرًا في خصوماته مع بعض الشخصيات المصرية البارزة، أذكر منها خلافه الشهير مع الكاتبين الكبيرين عادل حمودة ومحمد الباز بشأن كاريكاتير صحفى ينتقد زيارة شيخ الأزهر لبابا الفاتيكان دون ترتيبٍ كافٍ أو تمهيد يضمن نجاح تلك الزيارة، خصوصًا أن مواقف الفاتيكان وقتها لم تكن على المستوى المطلوب، ولقد تدخلت بحكم صداقتى الطويلة مع الأستاذ عادل حمودة، ولكن الشيخ كان عنيدًا ومتشددًا ورفض المصالحة حتى استدعيت للشهادة أمام المحكمة، فطلبت فيها تسوية الموقف وديًا، ولكن الشيخ أبى وأصر على تنفيذ الحكم بعد ذلك بتغريم الصحيفة مبلغًا ماليًا كبيرًا.

ويبقى ذلك الإمام الراحل في ضمير أمته الإسلامية عالمًا جليلًا وإمامًا فاضلًا، خلفه بعد رحيله الإمام الحالى فضيلة الدكتور أحمد الطيب.. إنها كوكبة من العلماء العظام أحتفى بهم في شهر رمضان تكريمًا وإعزازًا واعترافًا بالفضل

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإمام محمد سيد طنطاوى الإمام محمد سيد طنطاوى



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon