حوارات مصرية 22
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

حوارات مصرية (2-2)

حوارات مصرية (2-2)

 لبنان اليوم -

حوارات مصرية 22

عمرو الشوبكي

فى غمرة الصريخ والهتاف الذى يخيم على البلاد، وفى ظل أداء إعلامى هو الأسوأ فى تاريخ مصر، اختفى أى نقاش علمى وسياسى عن كيفية إدارة مصر لعلاقاتها الخارجية، وتحولت علاقاتنا بدول العالم إلى نوع من الصخب الفارغ الذى يذكرك بأجواء ما قبل 67 وليس أداء 73، ويدل على عدم معرفة بأبسط التحديات التى تدور حولنا، ولن يوقفها هتاف البعض كل يوم عن عبقرية قيادة مصر، لأننا بالفعل نرتكب كل يوم أخطاء جسيمة قد تعصف بكثير مما تصورناه من المنجزات.

علاقتنا مع الخارج تشمل أربعة أنواع من الأطراف والقوى الخارجية: الأول الدول التى تؤيد المسار السياسى الجديد بشكل كامل، مثل السعودية والإمارات، وسارت حذوهما تقريبا كل الدول العربية، ما عدا قطر التى لا تمتلك إلا مالاً للإفساد والتخريب، والثانى الدول التى تعارضنا ولا يبرز فيها اسم دولة محترمة إلا تركيا، والتى فى طريقنا لأن نخسر شعبها بهذه الرعونة التى يستخدمها البعض، حتى وصل الأمر إلى أن تحول مهرجان القاهرة إلى ساحة للاستقطاب السياسى، وقرر أن يكون فيلم الافتتاح نكاية فى تركيا عن مذابح الأرمن (التى حدثت بالفعل)، ولكن معظم الأتراك بمن فيهم أشد خصوم أردوجان يصدمهم فتح هذا الملف، على اعتبار أن تركيا كانت فى حالة حرب، وأنه عادة ما يكون هناك ضحايا لكل الحروب، كما يقول الأتراك حكومة ومعارضة.

ودون الدخول فى هذا الجدل، فإن نقل الصراع مع أردوجان إلى العلاقة مع الشعب التركى أو حديث عن دعم الأقليات الكردية أو الأرمنية أو قطع العلاقات الاقتصادية (التى نستفيد منها بصورة أكبر) يدل على أننا نعيد بثبات تجارب الفشل العربية التى قُطّعت فيها أواصر الأخوة بين الشعوب بسبب خلافات السياسة.

الرد على أردوجان يكون بإبراز مثالب حكمه وفضح سياساته وليس الإساءة للشعب التركى وحديث المقاطعة الذى نكرره مع كل أزمة منذ الرسوم الدنماركية وحتى «رباعية أردوجان».

أما الطرف الثالث فى المعادلة الخارجية، فهو الغرب المتقدم والجنوب النامى، أى باقى بلاد خلق الله، وهنا سنجد مصر بدأت تعيد اكتشاف أفريقيا مرة أخرى حتى لو متأخرة (ربما تكون كل تأخيرة فيها خيرة)، وتحاول أن ترمم عمقها الأفريقى بعد أن ظل مستباحاً من أطراف كثيرة من خارج القارة.

أما موضوع أوروبا وأمريكا، فمازلنا بعيدين تماما عن التعامل الصحى والسوىّ معهم، فهذه البلاد لديها مشكلة عميقة فى علاقتها بدول العالم الثالث تتعلق بإيمان نخبتها بالديمقراطية أو بالأحرى هى نتاج نظم ديمقراطية، وفى نفس الوقت حرصها الشديد على تحقيق مصالحها، وإذا تعارضت المبادئ الديمقراطية التى تؤمن بها مع المصالح فإن هذه النخبة اختارت فى أغلب الأحيان الأخيرة. والمؤكد أن موقف الدول الغربية مما جرى فى مصر كان خليطا من عدم الراحة من مبدأ تدخل الجيش فى العملية السياسية مختلطا بالمصالح والرهانات التى بنيت على الإخوان، ثم بعد ذلك عاد واعترف بالأمر الواقع، بصرف النظر عن موقفه المبدئى من هذا التدخل.

والمؤكد أن كثيرا من السياسات الغربية، خاصة الأمريكية، اتسمت بالمراوغة والتحايل والكيل بمكيالين، أما نحن ففى غمرة تركيزنا على معايير أمريكا المزدوجة نسينا أن هناك فى كل المجتمعات البشرية أصوات ضمير، يزيد تأثيرها فى النظم الديمقراطية ويعبر عنها مثقفون وكتاب وفنانون وسياسيون، وهؤلاء يؤثرون بالقطع على صانع القرار حتى لو أحيانا.

والحقيقة أن معضلة مصر فى الوقت الحالى ليست فقط أو أساساً أنها مختلفة مع أمريكا والغرب، فقد اختلف عبدالناصر معهم بصورة أشد، إنما فى كونها لم تربح معركتها الأخلاقية مع القوى الحية داخل الغرب والشرق أيضا على عكس عبدالناصر الذى خسر النظم الغربى، إلا أنه كسب صوت قوى الضمير فى العالم كله، ودافعوا عنه بشدة، باعتباره صوت تحرر وطنى يبث قيم العدالة والمساواة بين شعوب الأرض، فكان له ظهير شعبى وأخلاقى داخل الغرب والشرق معا، عوضته ولو جزئيا خسارته للنظم.

أما الآن فالغرب الحاكم يتربص بمصر، لا يرغب فى تفكيكها ولا تقدمها، أما ضمير المجتمع الغربى وشعوب العالم وصوته الديمقراطى فهو فى غالبيته الساحقة ليس مع الحكم الجديد فى مصر وينتقد بصورة جذرية الانتهاكات التى تحدث فى مجال حقوق الإنسان والحريات العامة والإغلاق التدريجى للمجال العام.

أن تخسر وأنت تحاول تأسيس مشروع سياسى جديد صوت الضمير فى العالم كله ولا تحاول أن تتحاور معه من الأساس، وتكتفى بأن تكلم نفسك وتتصور بكل بساطة أن كل النخب العلمية والسياسية هى مجرد أدوات لحكامهم، كما يحدث فى الدول غير الديمقراطية، حتى تعطى لنفسك حجة بعدم التواصل والحوار معهم.. بصرف النظر عن الاتفاق والاختلاف، فإنك حتماً ستخسر معاركك القادمة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوارات مصرية 22 حوارات مصرية 22



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon