حين لا ينفع الندم
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

حين لا ينفع الندم

حين لا ينفع الندم

 لبنان اليوم -

حين لا ينفع الندم

عمرو الشوبكي

نظمنا العربية تندم غالبا حين لا ينفع الندم، واعتادت أن تكابر وتستكبر حتى يسبق السيف العزل، والحقيقة أن تجاربنا العربية تفاوتت فى درجة الندم وفى قدرتها على الاستجابة لمتطلبات شعوبها، فنظام مبارك مثلا استجاب لجانب مما كان يطلبه الناس على مدار سنوات متأخرا، فأضاع على نفسه فرصة الخروج الكريم، وعلى مصر فرصة بناء تجربة تحول ديمقراطى آمنة.

فقد تجاهل مبارك احتجاجات ملايين المصريين لمدة أسبوع كامل إلى أن اكتشف متأخرا حقيقة الموقف، وقام بإصلاحات اللحظات الأخيرة وعدل دستور 71 وحل البرلمان المزور وعين نائبا أعطاه صلاحياته، وأجهض مشروع التوريث، ولكنها كلها كانت إجراءات متأخرة ولو فقط لأسابيع.

مبارك كان فى منطقة وسط بين النظم التى تسمح بنيتها الداخلية بإجراء إصلاحات حين تتعرض لانتفاضات شعبية أو تهديد داخلى أو خارجى، فقد كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق التغيير الآمن عبر التوافق على رمز أو جسر من داخل الدولة للعبور من النظام القديم إلى الجديد، ولكن للأسف فشلنا فى تحقيق هذا الهدف بعد أن كنا قريبين، واخترنا منذ تنحى مبارك أسوأ الخيارات، على عكس تونس التى اختارت أفضل الخيارات التى أوصلت فى النهاية رجلا من داخل الدولة والنظام القديم مثل الباجى قائد السبسى كجسر آمن بين القديم والجديد إلى سدة الرئاسة.

والمؤكد أن مصر وتونس لديهما فروق بين الدولة والنظام السياسى حتى لو وظف الأخير بعض أجهزة الدولة الأمنية لصالحه، إلا أنه لم يستطع أن يقوم بنفس الشيء مع القضاء والجيش، وبالتالى ماكان مستحيل حدوثه مع القذافى وبشار الأسد حدث فى مصر وتونس حين قرر الجيش الانحياز للشعب، والتخلى عن مبارك وبن على، لإيمانه الأصيل أنه جزء من الدولة وليس النظام السياسى، حتى لو كان على رأسه أحد قيادات حرب أكتوبر، ففى حال التناقض بين الدولة والنظام السياسى، وبين الأخير والشعب، لم يقف الجيش مع النظام.

كارثة الحالة السورية ومأساتها أن النظام والدولة شيء واحد فالجيش هو جيش النظام بامتياز ولم يبد فى أى لحظة أى قدرة على التمايز والانفصال عن نظام بشار لصالح الدولة والشعب، وأصبح ثمن سقوط نظام بشار هو سقوط للدولة والجيش ومزيد من الدماء والخراب فى سوريا تماما مثل بقائه الذى سيعنى أيضا دماء وخرابا فى كل سوريا.

سقوط بشار أو بقاؤه نتيجة حتمية لعجز النظام على الاستجابة لتحديات اللحظة التاريخية وحين رفع المتظاهرون السلميون شعار: «الشعب السورى ما ينذل» كان رد بشار هو «شبيحته» الطائفيون والقتل العشوائى.

صحيح هناك مؤامرات خارجية وصحيح أيضا هناك تنظيمات إرهابية تقتل وتكفر وصحيح أن سقوط بشار عبر هزيمة أو تفكيك للجيش السورى سيفتح الباب أمام بحور من الدم غير مسبوقة فى العالم العربى إلا أن السؤال لماذا لم يستجب بشار للحد الأدنى من مطالب الشعب السورى ويفتح الباب أمام مسار سياسى جديد؟.

البعض يتصور أن الحديث عن سقوط بشار الأسد يعنى تجاهل نتائج هذا السقوط، والحقيقة هى العكس تماما فالنتائج ستكون كارثية على سوريا والمنطقة بأسرها لأننا جربنا ماذا يعنى انهيار دولة وتفكك جيش فى العراق وليبيا.

القادم كارثى فى سوريا وقد يندم بشار ومن معه على الفرص الضائعة فهل يمكن فعل شىء قبل أن يكون الندم كما هى العادة بعد فوات الأوان؟.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين لا ينفع الندم حين لا ينفع الندم



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon