وتوقف قلب السفير

وتوقف قلب السفير

وتوقف قلب السفير

 لبنان اليوم -

وتوقف قلب السفير

بقلم : عمرو الشوبكي

سيظل قلب أى صحيفة هو طبعتها الورقية التى قد تستمر «بالمشاعر» دون حسبة رشادة اقتصادية، خاصة مع تصاعد تأثير المواقع الإلكترونية وأعداد «الشير» و«اللايك» والنقاش التفاعلى، إلا أن إحساس قطاع من القراء «بمشروعية» الصحيفة سيظل عبر طبعتها الورقية، ربما حتى يختفى جيلى وجيل الأربعينيات وقطاع واسع من جيل الثلاثينيات ويصبح قارئو الصحف هم أساسا من الجيل الذى عرف القراءة عبر النت و«الآى باد».

لا أنكر أن صحيفة السفير ومجلة الشراع اللبنانيتين من الصحف التى شكلت وعيى الفكرى والسياسى أثناء فترة الجامعة واستمرت علاقتى الخاصة بالسفير بعد التخرج حين أصبحت أحد كتابها لفترة ليست بالطويلة، ولكنها أتاحت لى أن أحافظ على قراءتها بشكل منتظم طوال الثمانينيات وجزء من التسعينيات، ومازلت أتذكر افتتاحية طلال سلمان، مؤسس الصحيفة ورئيس تحريرها، فى 28 سبتمبر 1995، أى فى ذكرى مرور ربع قرن على رحيل جمال عبدالناصر، فكان المقال الألمع والأبدع والأكثر إنسانية عن الزعيم الراحل.

السفير اللبنانية مدرسة كبيرة فى تاريخ الصحافة اللبنانية والعربية عاشت 47 عاما وحافظت على خطها القومى فى ظل واقع غاص فى المحلى والمذهبى والطائفى على حساب القومى والوطنى وحتى الدينى، كما أنها ضمت عددا من كبار الكتاب المصريين، وعلى رأسهم الراحل الكبير مصطفى الحسينى، وعدد كبير من الرسامين والفنيين.

ومع عودتى من فرنسا فى بداية العقد الماضى وانقطاعى عن المتابعة اليومية للسفير الورقى ظل لدى مصدران للمعلومات عن صحيفة السفير ورئيس تحريرها: أحدهما من ياسر علوى الدبلوماسى المصرى الذى عمل فى لبنان وعرف الأستاذ طلال سلمان معرفة خاصة وقوية، والأستاذ جميل مطر الذى أتاح الفرصة للقارئ المصرى أن يتابع مقالاته على صفحات جريدة الشروق المصرية.

السفير الورقى انقطعت عن قراءتها منذ سنوات إلا حين أذهب لبيروت فلم تعد تراها مع بائعى الصحف المصرية منذ سنوات، ولكن الطبعة الإلكترونية ظلت تحمل مواضيع ومقالات مهمة، وأذكر أنى وضعت على صفحتى على «الفيسبوك» مقالاً مميزاً لسناء خورى حمل عنوان «وات أبوت ذا صحافة» تحدثت فيه عن أداء الصحيفة المصرية فى احتفال الأوسكار الشهير، وكان المقال الأفضل الذى علق على هذه الواقعة.

وقد التقيت الأستاذ طلال سلمان عدة مرات فى القاهرة وبيروت وآخرها كان الشهر الماضى حين دعانى الرجل بصحبة الأستاذ جميل مطر إلى مقر الجريدة والتقيت بعدد من محرريها ودار حديثنا عن الأوضاع فى مصر والعالم العربى، وتحدث عن الأزمة المالية الطاحنة التى تمر بها الصحيفة وكنت أعتبر أن هذا أمر عابر وأن السفير قادرة على عبور الأزمة دون أن يتوقف «قلبها».

والحقيقة أن أزمة السفير هى جزء من أزمة عالمنا العربى، فطلال سلمان مؤسسها رجل قومى عربى، بدا وكأنه قادم من زمن آخر، وهو أيضا باحث مدقق للأوضاع الإقليمية والدولية وليس من النوع «القومى» الذين يخفون جهلهم بشعارات رنانة لا معنى لها، ولكنه أيضا مسلم شيعى وبالتالى لم ترتح له أوساط طائفية سنية أرادت أن تخطف الحديث عن العروبة لصالحها، ولا طائفية شيعية أرادت أن تربط الشيعة العرب بإيران.

والمدهش أن الرجل الذى طلب منه الإيرانيون أن يكتب فى صحيفة «إطلاعات» فى مقابل مبالغ مالية فلكية بشرط أن يكتب الخليج الفارسى بدلا من الخليج العربى فرفض الرجل رغم الأزمة المالية التى تتعرض لها صحيفته.

السفير تجربة ثرية بصمتها مؤكدة على الصحافة اللبنانية والعربية وهى تمثل خط أو «صوت من لا صوت لهم» كما كان شعارها، سعت أطراف كثيرة لإسكاتها، ولكنها ستبقى حاضرة على موقعها الإلكترونى، وحين ستعود الطبعة الورقية مرة أخرى، فإن ذلك سيعنى بداية الطريق لاستعادة معنى العروبة الحضارية الديمقراطية المستنيرة، وكسر حواجز الطائفية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وتوقف قلب السفير وتوقف قلب السفير



GMT 07:40 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الموقف الإيراني

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

حديث المصالحة مع «الإخوان»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

التطرف الإسرائيلي

GMT 19:42 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

القضاء على حماس

GMT 08:45 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

٧٠ عامًا على «يوليو»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon