معركة النفس الطويل

معركة النفس الطويل

معركة النفس الطويل

 لبنان اليوم -

معركة النفس الطويل

بقلم : عمرو الشوبكي

معركة الدول الأربع، بقيادة السعودية والإمارات، فى مواجهه قطر لن تنتهى بالضربة القاضية ولن تستسلم فيها الأخيرة بسهولة، فهى معركة النفس الطويل التى ستُحسم بالنقاط لصالح الدول الأربع إذا أحسنت استخدام أوراق قوتها وهى كثيرة وحددت مطالبها فى أهداف محددة بعيدا عن العموميات والمطالب الكثيرة التى خرجت فى بداية الأزمة.

وقد وضح منذ مؤتمر القاهرة الشهر الماضى ثم مؤتمر المنامة، أمس الأول، أن الدول الأربع انتقلت من مرحلة التوسع فى المطالب حتى وصلت إلى 13 مطلبا إلى مرحلة التحديد والوضوح فى مطالب ستة، وحققت فيها تقدما على الساحة العربية والدولية، وتتمثل فى:

1- الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة.

2- إيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض على الكراهية أو العنف.

3- الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013، والاتفاق التكميلى وآلياته التنفيذية لعام 2014، فى إطار مجلس التعاون الخليجى.

4- الالتزام بكافة مخرجات القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى عُقدت فى الرياض فى مايو 2017.

5- الامتناع عن التدخل فى الشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة على القانون.

6- مسؤولية كافة دول المجتمع الدولى فى مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

والحقيقة أن هذا الخط أكثر رصانة وقدرة على التأثير فى دول العالم من خطاب البدايات، ويفتح الباب أمام تحديد أكثر لطبيعة المعركة مع قطر، خاصة بعد أن نجحت الأخيرة فى التسويق لخطاب مظلومية سياسية عالمى، وأقامت حملات إعلامية ودعائية حشدت فيها مؤسسات صحفية ومراكز أبحاث كبرى ومنظمات حقوقية تدافع عن حرية الصحافة فى مواجهه مطلب إغلاق قناة الجزيرة، فى حين أن مشكلة العالم العربى ليست مع اسم قناة فى ذاتها إنما مع المادة التحريضية التى تبثها هذه القناة حتى أصبحت الصوت الوحيد فى العالم الذى يدافع عن التكفيريين والإرهابيين تحت غطاء حرية الرأى والتعبير، فالمطلوب هنا تغيير جذرى فى السياسة التحريرية وفى مواد التحريض والتخريب وليس إغلاق قناة.

صحيح أن لقطر أسلحة هاجمت بها الدول الأربع على كل المستويات حتى وصل الأمر إلى تقديم طرح تخريبى بتدويل مناسك الحج تحت حجة أن هناك قيودا مفروضة على الحجاج القطريين فى محاولة لترويج صورة ذهنية عن قطر المظلومة والمحاصرة بدلا من قطر المترفة الثرية والداعمة للإرهاب والإرهابيين، وتقديم نفسها على أنها البلد الذى يدافع عن حقوق المظلومين والضعفاء فى مواجهه الاستبداد والاستعلاء، حتى نالت تعاطف البعض.

أسلحة الدول الأربع أكبر وأهم من أسلحة قطر ليس فقط بسبب التفاوت فى أوزانها الاستراتيجية والسياسية، إنما أيضا لأنها ركزت على قضية واحدة مركزية ذات صدى دولى وهى دعم قطر للإرهاب والترويج له من خلال أذرعها الإعلامية بالإضافة لتآمرها على دول عربية وخليجية وتدخلها فى شؤونها.

ستنتصر الدول الأربع فى معركتها إذا اعتمدت سياسة النفس الطويل ولم تتباهَ بقوتها وتفوقها الذى تستغله قطر فى الترويج لخطاب الاستضعاف والمظلومية، وأن يتحول خطاب الدول الأربع إلى منصة للبناء والسلام فى مواجهة منصة الموت والخراب.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معركة النفس الطويل معركة النفس الطويل



GMT 07:40 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الموقف الإيراني

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

حديث المصالحة مع «الإخوان»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

التطرف الإسرائيلي

GMT 19:42 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

القضاء على حماس

GMT 08:45 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

٧٠ عامًا على «يوليو»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 09:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 08:48 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

أبرز العطور التي قدمتها دور الأزياء العالمية

GMT 15:27 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

علي ليو يتوج بلقب "عراق آيدول" الموسم الأول

GMT 11:57 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

برومو ”الاسكندراني” يتخطى الـ 5 ملايين بعد ساعات من عرضه

GMT 16:26 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:28 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لاستغلال زوايا المنزل وتحويلها لبقعة آسرة وأنيقة

GMT 09:37 2022 الخميس ,21 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 14:26 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

متوسط أسعار الذهب في أسواق المال في اليمن الجمعة

GMT 19:03 2019 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منى عبد الوهاب تعود بفيلم جديد مع محمد حفظي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon