استحقاقات الديمقراطية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

استحقاقات الديمقراطية

استحقاقات الديمقراطية

 لبنان اليوم -

استحقاقات الديمقراطية

بقلم - عمرو الشوبكي

الديمقراطية ليست فقط خيار سلطة أو نظام حكم، إنما هى أيضا قدرة شعب ومجتمع ونخبة على تحمل تبعاتها ودفع ثمنها واستحقاقاتها.

والحقيقة أن واقع المجتمع المصرى ونخبته التى أفرزها يقول إنه فى حال غياب «القوة القهرية» التى تدير المشهد السياسى الحالى، فإن هناك صعوبات ولا نقول استحالة أن تتعايش القوى السياسية والمجتمعية وتنجح فى إدارة صراعاتها بشكل سلمى وديمقراطى.

هذه الإجابة لا تعنى قبول مقولة إن الشعب المصرى غير مهيأ للديمقراطية، لأن الديمقراطية لن تطبق فى مصر فى يوم وليلة، إنما ستأتى، كما تقول أدبيات علم السياسة، عقب عملية انتقال وتحول ديمقراطى تستمر لعقد أو عقدين من الزمان، وهو ما لاحت بشائرها عقب ثورة يناير، وسرعان ما فشلت نتيجة خطايا كل من أدار مشهد ما بعد يناير.

إذن سؤال استحقاق الديمقراطية هو سؤال يتعلق بالواقع الحالى المعيش ومدى وعى الأطراف السياسية بطبيعة أزماته والتحديات التى تقف أمامها إذا أرادت أن تأخذ مساحة جديدة فى صناعة مستقبل هذا البلد.

والحقيقة أن المشهد الحالى تشكل عقب فشل المجتمع المصرى بنخبته وأحزابه وسلطته الحاكمة فى وضع البلاد على مسار تحول ديمقراطى فى أعقاب ثورة يناير، وهو ما أعطى مادة حية ومبررا عمليا لسلطة 30 يونيو لكى تقول إن الشعب غير مهيأ لحكم نفسه بنفسه، أى للديمقراطية، وإن البدائل المدنية والحزبية هى العودة لخيارات الفوضى والانهيار.

ولنا أن نتصور لو رفعت السلطة أدوات القهر والإجبار وتركت التيارات السياسية والحزبية تحل صراعاتها بشكل ديمقراطى.. فماذا سنجد؟ سنجد فريقا إخوانيا يحمل مشاعر كراهية وثأر وانتقام من كل التيارات المدنية التى أيدت 30 يونيو، ولن يفرق معه أن أغلب الشعب كان مع هذه التيارات، لأن الشعب لا قيمة له طالما هو ليس جزءا من الجماعة.

إذن، كيف يمكن حل مشكلة كراهية قطاع من المجتمع لقطاع آخر، والانقسام العميق بين النخب السياسية والحزبية؟

وإذا قال البعض إنه ليس مطلوبا دمج الخطاب الإخوانى مرة أخرى فى العملية السياسية، لأنه أولاً يمثل أقلية، وثانياً أن الدول الديمقراطية لم تدمج الخطاب الفاشى والنازى فى العملية السياسية، وأن التنافس سيكون بين نخب وتيارات سياسية مدنية لا مكان فيها للتنظيم والخطاب الإخوانى.

وإذا قبلنا هذا الرأى وقلنا إن تنظيم الإخوان خارج المعادلة السياسية القانونية، وخطاب الإخوان سنستمر فى مواجهته فكريا وسياسيا، فإن هذا لن يحل مشاكل المجتمع الذى فشل فى أن ينظم نفسه فى نقابة أو اتحاد ملاك أو حزب سياسى أو جمعيات أهلية، كما أن الأحزاب المدنية فى حالة ضعف ووهن وتعانى من الانقسام، فالأحزاب المؤيدة من الصعب أصلا اعتبارها أحزابا، فهى ليس لها أى رصيد شعبى، وهى ملحقة بالأجهزة الأمنية وتنفذ الأوامر كما تملى عليها، أما الأحزاب المستقلة والمعارضة مثل الوفد والتجمع والاجتماعى الديمقراطى والتحالف الشعبى والكرامة فهى تعانى من ضعف كبير وغير قادرة على الاتفاق على مرشح رئاسى مدنى واحد قادر على المنافسة (لأسباب لا تخصها كلها)، كما أن النخب المدنية مازالت تدير خلافاتها على أساس شخصى كما هى العادة، أو حزبى يتعلق بتفاصيل برنامج كل تيار، ويغيب عنها تقييم دقيق لطبيعة اللحظة الحالية التى تم فيها من الأصل إقصاء المجتمع والأحزاب المدنية والسياسة، وأن التحدى الحقيقى يتكون من كلمتين: كيف يمكن جعل الشعب والمجتمع والنخب المدنية رقما فى أى معادلة سلطة جديدة؟ وأن التحدى ليس تطبيق الاشتراكية ولا الرأسمالية ولا كراهية «الفلول» والحزب الوطنى، وسب مبارك (رغم كل أخطائه هو قائد حارب من أجل هذا البلد، وأحد أبطال نصر أكتوبر)، إنما استعادة الشراكة بين «الشعب المدنى» وأجهزة الدولة، وفى القلب منها المؤسسة العسكرية.

تحدى مصر أن السلطة الحالية المعتمدة أساسا على دعم الجيش قدمت خطابا إقصائيا غير مسبوق فى تاريخ مصر المعاصر، فلا رجال الأعمال راضون ولا المهنيون راضون ولا العمال والفلاحون راضون، ولا الأثرياء ولا الفقراء، ولم يعد الناس يستمعون إلا لأصوات المطبلين والمغيبين والمستفيدين.

سيبقى هذا الإقصاء مستمرا، وستبقى مبررات سلطة الوصاية حاضرة وبقوة ولديها شرعية البقاء ولو بإخافة الناس من أى بديل مجهول، وستستفيد من شواهد فشل مدنية حقيقية بعيدا عن الحديث عن مسؤولية الأجهزة الأمنية فى تخريب الأحزاب، لأنها من الأصل تعانى من أزمات هيكلية لم تحلها بعد.

التغيير قادم فى مصر، ومعادلة الحكم الحالية لن تستمر طويلا، وإذا أراد الشعب والمجتمع بأحزابه وقياداته المدنية أن يشارك فى صنع مستقبله فعليه أن يقدم «أمارة» تدل على أنه بنى شيئا يحمل فى طياته بذور النجاح والقدرة على مشاركة أجهزة الدولة فى الحكم وإدارة شؤون البلاد.

إذا كان هناك من يقول لنا كل يوم إن الشعب فشل فى حكم نفسه بنفسه عقب ثورة يناير، وإنه غير مهيأ لبناء الديمقراطية، فإن من أيده أغلب المصريين عقب 30 يونيو لم ينجح أيضا حتى أصبح وضع مصر الاقتصادى صعبا وحرجا، وانقسامها السياسى أعمق وأخطر، وبالتالى أصبح الجميع شركاء فى عدم النجاح (حتى لا نقول الفشل)، وهو ما يتطلب لحظة صدق مع النفس، يراجع فيها الجميع كل الخطايا، ويقدّم مشروع للمستقبل قبل فوات الأوان.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استحقاقات الديمقراطية استحقاقات الديمقراطية



GMT 05:46 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

المشتبه بهم المعتادون وأسلوب جديد

GMT 05:29 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يستطيع الحريري؟!

GMT 00:24 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الحديث عن زلازل قادمة غير صحيح

GMT 00:22 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الـقـدس .. «قــص والصــق» !

GMT 00:19 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد النظم وتحديث الدول

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon