كامب دافيد ليست صفقة القرن
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

كامب دافيد ليست صفقة القرن

كامب دافيد ليست صفقة القرن

 لبنان اليوم -

كامب دافيد ليست صفقة القرن

بقلم : عمرو الشوبكي

عارض الكثيرون كامب دافيد وخون البعض الرئيس السادات، واعتبروا معاهدته مع إسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية، ووصف البعض استعادة الأراضى المحتلة فى سيناء وفق شروط معاهدة السلام بأنها أرض منزوعة السلاح ناقصة السيادة.

ودارت الأيام وتأكد لمعارضى السادات كما لمؤيديه أن الرجل كان وطنيا، وأنه لم يخن ولم يفرط فى أرض بلاده بل إنه استعادها بالسلم فى أعقاب حرب، وأن خطواته منذ ذهابه للقدس عام 1977 يمكن مناقشتها أو رفضها على اعتبارها مبادرة فردية لم تجلب سلاما شاملا ولم تبذل أى جهد حقيقى لحل القضية الفلسطينية لا تخوينها.

والحقيقة خطوة كامب دافيد وعلى خلاف صفقة القرن الأمريكية، هى خطوة مصرية خالصة عبرت بدرجة كبيرة عن جنوح الرئيس السادات نحو الشهرة والمجد من خلال اتخاذ خطوة لم يتوقعها أنصاره وخصومه ولا حتى مساعدوه وحلفاؤه، فخطوة السادات كانت مفاجئة للجميع، وكانت نابعة من ذاته لأنه أراد منذ البداية أن يدخل التاريخ بعمل كبير يصنعه هو ويكون هو مركز الحدث وصانعه حتى لو عارضه وزير خارجيته الراحل إسماعيل فهمى، أو أمين عام جماعة الدول العربية الراحل محمود رياض وكلاهما استقال عقب ذهاب الرئيس السادات للقدس مباشرة، وحتى وزير خارجية مصر الراحل محمد إبراهيم كامل، والذى وافق على مبدأ التفاوض مع إسرائيل وشارك فى مفاوضات صعبة مع بيجين لم يحتمل التنازلات التى قدمت فى مفاوضات كامب دافيد، وخاصة ما يتعلق بالقدس والقضية الفلسطينية وانضم لقافلة المستقيلين.

ومع ذلك تمسك الرئيس السادات بمبادرته ومعاهدته ودافع عنها حتى النهاية (وربما كانت أحد أسباب اغتياله) وتحمل هجوما من عواصم عربية ودولية كثيرة، وتشكلت ضده جبهة «الصمود والتصدى» من خمس دول عربية هى سوريا والعراق واليمن والجزائر وليبيا، والتى وجهت له السباب والشتائم دون أن تطلق طلقة رصاص واحدة على إسرائيل بل سرعان ما نقلت معاركها إلى داخل كل دولة (وليس بالطبع إسرائيل) وتآمر حزب البعث السورى على نظيره العراقى، وهاجمت ليبيا القذافى الاثنين دون أن تتوقف عن شتم السادات وتخوينه.

كامب دافيد كانت صناعة مصرية وضمت خليطا من رؤية السادات وذاتيته، ولكنها كانت وطنية ونابعة من داخل مصر، وصدرها للعالم كله حتى أصبح الرجل مؤسسا لمدرسة اليمين العربى التى تبنت السلام مع إسرائيل والتحالف مع أمريكا، وتبنت الرأسمالية فى الداخل.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت معاهدة السلام حديث العالم، وأحد مصادر انقسام العالم العربى، صحيح أن مصر عرفت قنوات اتصال معلنة وسرية عقب حرب أكتوبر 73 (والبعض يتحدث عن قبلها) إلا أن هذا لا ينفى أن خطوة السادات خطط لها الرجل ونفذها بإرادته الحرة، وعلى ضوء قناعاته بأنها تمثل الخلاص لمصر من مشاكلها الاقتصادية بوقف الحرب مع إسرائيل وإقامة السلام.

أما صفقة القرن فهى من اسمها يتضح أنها صفقة وليست معاهدة معلنة، وهى ترتبط بترتيبات يعدها الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب لحل القضية الفلسطينية بالتنسيق مع بعض دول المنطقة ومنها مصر، فهى ليست مبادرة مصرية حتى لو استمررنا فى دعوات شكلية لكل الأطراف من أجل السلام، كما أنها وفق مصادر غربية وبعض الشواهد تطرح مبادلة أرض مصرية فى سيناء بأخرى إسرائيلية فى النقب، صحيح أن الرئيس السيسى نفى نفيا قاطعا أن تتم أى مبادلة للأرض المصرية، ومع ذلك من الخطأ التعامل مع صفقة القرن على أنها امتداد لمعاهدة السلام، لأن الأولى صنعت ورتبت خارج الحدود، والثانية صنعت وأعلنت داخل الحدود، ولا مجال للمقارنة بينهما.

من حق الولايات المتحدة الأمريكية أن ترعى أى مبادرة للسلام ومن حقها أن تقدم مخرجا لإسرائيل، وأن يسعى رئيسها لأن يدخل التاريخ ويحقق ما فشل أوباما فى تحقيقه، تماما مثلما من حقنا أن نميز بين مبادرات قدمناها للعالم، وأخرى تفرض علينا.

يقينا كامب دافيد كانت فى جوهرها استعادة للأرض المصرية، واعتراض البعض عليها يرجع لأن شروط استعادة الأرض كانت مجحفة بالسيادة المصرية، أما صفقة القرن فهى وفق المعلومات التى سربت عملية متدرجة ستنسحب فيها إسرائيل من بعض المناطق فى الضفة الغربية وستسمح بإقامة دولة عليها، ثم تعطى لهذه الدولة فرصة للتمدد على أراض جديدة إذا التزمت بنصوص المعاهدة وبالالتزامات الأمريكية (لن تكون كلها الأراضى المحتلة فى 67).

صفقة القرن لا تعكس فقط غياب الدور المصرى والعربى، بل تشير إلى أن قضايا العالم العربى والصفقات والترتيبات التى تخصه باتت ترتب خارج الحدود، وصفقة القرن التى يروج لها البعض على أنها كامب دافيد جديدة أمر غير صحيح.

إن مبادرة السادات فى نوفمبر 1997 كانت فى العلن، ومعاهدة السلام كانت أيضا فى العلن وشروط المعاهدة وقيودها يعرفها الجميع، وسيناء «رجعت كاملة لينا» أمر شاهده كل إنسان، ولن يستطيع أحد أن يقول إن السادات تنازل عن جزء من سيناء لاسترداد باقى الأجزاء مثلما حاولت أن تفعل إسرائيل، وتصدى لها الرجل بجملته المشهورة وفى عز مفاوضات السلام، وقال إنه على استعداد لمحاربة إسرائيل لآخر العالم فى سبيل استعادة الأرض المصرية.

صفقة القرن ستظل ترتيبات مريبة حتى تعلن وتتضح ملامحها، أما كامب دافيد فستبقى كتابا مفتوحا للمتفقين والمختلفين.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كامب دافيد ليست صفقة القرن كامب دافيد ليست صفقة القرن



GMT 07:40 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الموقف الإيراني

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

حديث المصالحة مع «الإخوان»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

التطرف الإسرائيلي

GMT 19:42 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

القضاء على حماس

GMT 08:45 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

٧٠ عامًا على «يوليو»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon