عودة إلى النص الدينى

عودة إلى النص الدينى

عودة إلى النص الدينى

 لبنان اليوم -

عودة إلى النص الدينى

بقلم : عمرو الشوبكي

جاءتنى هذه الرسالة من الأستاذ المهندس حازم راضى، هذا مضمونها:

الدكتور المحترم/ عمرو الشوبكى...

قرأت مقالك «نهاية إرهاب المرجعيات» وقد أحببت أن أتشارك معك بعض الأفكار التى قد تساعد فى هزيمة الإرهاب الأسود الذى يعيث فسادا فى العالم كله وليس فى مصر فحسب.

بداية أعترف بأننى من أنصار المدرسة التى تقول إن أهم دوافع الإرهاب- فى المنطقة العربية على وجه الخصوص- هى النصوص الدينية التى التصقت بالدين الاسلامى منذ عصور الخلافة القديمة.. وأن هذه النصوص كانت ولاتزال هى النهر الأسود الذى يجرى فى المنطقة العربية ويقع فيه كل مضطهد ومظلوم ومحروم ويتلوث بالأفكار السوداء التى تملأ هذا النهر من تكفير للمجتمع أو الأديان الأخرى أو قطع رقاب الناس بدون محاكمة أو إقامة خلافة (أو بالأحرى دولة) إسلامية إلى آخر هذه الأفكار التى أكل عليها الدهر وشرب ونام.

إن الإرهاب تتعدد أوجهه من إرهاب دينى مثل عصور الظلام الأوروبية إلى إرهاب قومى فى بعض البلاد اللاتينية والآسيوية إلى إرهاب دولى مثل المنظمات الإرهابية فى أوروبا.

ولكن كل هذه الحركات الإرهابية لها هدف معين تريد أن تحققه سواء كان سياسيا أو اجتماعيا ولكن الوسيلة المستخدمة هى واحدة: استخدام العنف من أجل تحقيق هذا الهدف، وهذا يدفعنا إلى ضرورة وضع تعريف محدد وواضح للإرهاب لأن الإرهاب السياسى قد يسمى نضالا من أجل التحرر، وقد تدافع عنه منظمات حقوقية أو نظم سياسية دولية مع أنه إرهاب!!

ولذلك فإنه من الضرورى جدا بل إننى اعتبر أن الخطوة الأولى فى محاربة الإرهاب تجفيف المنبع الفكرى الذى ينبت لنا هذه الأفكار الخبيثة وخلق موجة هائلة من التعليم والثقافة تقضى على كل الأفكار المتخلفة التى تعج بها هذه التنظيمات المسماة الإسلامية.

سيدى الفاضل تجدر هنا الإشارة إلى عدم قيام الأزهر الشريف بمهمته فى تنقية النصوص الباطلة التى تخالف القرآن الكريم بل إن الأزهر رفض أن يقوم بتكفير هؤلاء الإرهابيين أو حتى نزع صفة الإسلام عنهم.

إن الأزهر الشريف هو الحائط الدفاعى الأول، وهو المكلف رسميا بدحض الفكرة الأساسية التى تقوم عليها الحركات الإرهابية فى المنطقة العربية، إن مهمته أن ينزع الصفة الدينية عن أولئك الإرهابيين فيتم تجفيف المصدر البشرى والعقائدى لهذه الحركات، إن أى شخص ينضم الآن للحركات الإرهابية لابد أنه تعامل من قريب أو بعيد مع المرجعيات الدينية المغذية للإرهاب مثل كتب أبوالأعلى المودودى أو كتب سيد قطب أو فتاوى ابن تيمية.

وأقول للأستاذ حازم إن كل الإرهابيين الأوروبيين وكثيرا من العرب لم يسمعوا عن هؤلاء وبالقطع لم يقرأوا لهم كتابا واحدا.

سيدى إن الأشخاص الذين عانوا من الظروف السياسية أو الاجتماعية معرضون بالطبع إلى الانخراط فى التنظيمات الإرهابية ولكن بهذا المعنى فإن كل الشعوب التى تعانى من مظالم اجتماعية أو سياسية سوف تنضم جميعها إلى تنظيمات إرهابية، ولكن ذلك لم يحدث، فالتنظيمات الإرهابية محدودة العدد بالمقارنة بعدد الشعوب التى تحاول حكمها.

ولكن لأن هذه الشعوب لم تجد نظاما سياسيا يحقق لها العدل فإنها رضيت بأن يحكمها تنظيم سياسى قد يتدثر بعباءة دينية تحقيقا لهدف دينى، ولكن الشعوب لم تنظر إلى هذا الهدف الدينى بقدر حاجتها إلى تنظيم يحكم أمورها وينظمها، ومن هنا جاء سر نجاح داعش فى سوريا والعراق، والإخوان فى مصر، وطالبان فى أفغانستان، وغيرها من الحركات الإسلامية التى نجحت فى تكوين ما يشبه الدولة.

إن النهر الأسود به مياه تفيض وتجرى، ولم يقم أحد بمحاولة تجفيف هذا النهر، وإن لم نفعل ذلك فسوف نجد تنظيمات أخرى تتوالد وتتكاثر حتى وإن كانت الحياة السياسية أو الاجتماعية سليمة.

أرجو ألا أكون قد أطلت عليك ولك منى جزيل الشكر والعرفان.

مازلت أعتبر أن التحول الذى حدث مؤخرا يقول إن الإرهاب يأتى من الواقع الاجتماعى والسياسى أولا ثم يبحث عن مبرر أو غطاء دينى ثانيا، ودون أن يعنى ذلك إضفاء أى شرعية على العنف والإرهاب، فهو مدان تحت أى ظرف وتحت أى يافطة.

المصدر : صحيفة المصري اليوم

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عودة إلى النص الدينى عودة إلى النص الدينى



GMT 07:40 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الموقف الإيراني

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

حديث المصالحة مع «الإخوان»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

التطرف الإسرائيلي

GMT 19:42 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

القضاء على حماس

GMT 08:45 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

٧٠ عامًا على «يوليو»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
 لبنان اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon