اللقطة
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

اللقطة

اللقطة

 لبنان اليوم -

اللقطة

بقلم : عمرو الشوبكي

فى مصر اللقطة أهم من المضمون، والشكل أهم من الجوهر، والحديث عن العمل والدعاية له أهم من العمل نفسه، وفى بعض الأحيان بديل عنه.

وقد عانينا فى السنوات الأخيرة من هذه الظاهرة أشد معاناة، حتى أصبحت نمط حياة فى السراء والضراء، وأصبحت اللقطة والصورة هدفا فى ذاته، حتى لو جاءت على حساب مائة مضمون.

إن ثقافة أو منظومة اللقطة تكره الحقائق، ولا تحب المعلومة الصحيحة، ولا تحتمل الاعتراف بالأخطاء والمحاسبة، لأنها كلها مسوغات تتعلق بالعمل وجديته، لا بالشكل والمظهر.

ربما يكون هذا الولع بالإعلام دليلا على عمق العلاقة بين ما نعيشه الآن و«ثقافة اللقطة»، فالسيطرة على الإعلام جعلت قطاعات واسعة من المشاهدين تتجه لقنوات الإخوان، وحين أعلن مركز جاد هذه النتيجة على الرأى العام تم إغلاقه، بدلا من مناقشة الأسباب التى أدت إلى تحول جمهور واسع من الناس نحو قنوات محرضة، لأنها تقدم صوتا مختلفا عن المعزوفة الرسمية.

كل ذلك لم يدفع أحدا إلى مراجعة أسباب انصراف الناس عن مشاهدة قنوات الدولة وأجهزتها، حتى أصبحت هناك حالة من الكراهية الشديدة لنشر الحقيقة، وابتُكرت كل الوسائل لإخفاء المعلومات عن الناس، واختفى إعلام الدولة الخاص والعام عقب كل كارثة، لأن المعتمد هو نشر «الإيجابيات»، أما السلبيات فالمطلوب إخفاؤها بشكل كامل أو تأخيرها بقدر الإمكان، وهو ما جرى فى الحادثة الإرهابية الأخيرة.

والحقيقة أن ما يجرى فى الإعلام يجرى فى السياسة والاقتصاد، فما يُقدم للخارج وللتصدير هو لقطة سياسية لا علاقة لها بما يجرى فى الداخل، وما يُروج للمشاريع الكبرى هو أيضا لقطة لا علاقة لها بحال الاقتصاد المصرى وأحوال معظم الناس.

أما ما جرى فى عملية الواحات الأخيرة، التى خلفت 17 شهيدا من ضباط وجنود الشرطة، فكان تجسيدا حيا لحالة اللقطة، التى تعمقت حتى أصبحت نمطا سائدا لدى أدوات النظام السياسى وأجهزته.

ولعل الشريط، الذى بُث كاملا على مواقع التواصل الاجتماعى وبثه «الإعلامى المحصن»، محذوفا منه بعض الأجزاء، والذى تحدث فيه طبيب الشرطة (شككت الداخلية فى صحته، فى حين أكدت لنا مصادر كثيرة صحته)، عن الحالات التى تم استقبالها والروايات التى تم تسجيلها لما جرى أثناء المعركة، كل ذلك يدل على أن هناك كمينا محكما أُعد للقوات، وأن المعلومات التى كانت فى حوزتهم لم تكن دقيقة، وأن خط سيرهم على الأرجح كان معروفا للإرهابيين، وأن هناك مَن اخترقهم لصالح العناصر المتطرفة.

والمؤسف والمؤلم فى نفس الوقت هو هذا التمييز الذى مارسه الإرهابيون بين الضباط والجنود، وبين مَن واجهوهم بالسلاح وبين مَن ألقوا سلاحهم، فالجنود تمت إصابتهم إصابات تعجيزية، والضباط تم قتلهم، وهى مسألة تعكس مستوى من التفكير الاحترافى لعصابة قاتلة، ولكنها تعمل على خلخلة القوات الشرطية من داخلها وإضعاف روحها المعنوية.

إن إضعاف تماسك الخصم هو من أساليب الدول وليس العصابات المسلحة، وهو بالفعل مارسته كل نظمنا السياسية السابقة حين واجهت خصوم النظام بمعادلة غير صفرية، أى قدمت مغريات للبعض، وحيّدت البعض الثانى، وواجهت البعض الثالث بقسوة.

وللأسف، لم يعد هذا يحدث حاليا ليس فقط فيما يتعلق بالتيار الإسلامى، إنما أيضا فيما يتعلق بالتيارات المدنية، فقد وُضع كثير من شباب التيار المدنى فى السجون، بناء على كلمتين أو حتى شتمتين، وأُغلق المجال العام والسياسى بقرار أمنى، وتكررت مظالم كثيرة أسهمت فى نقل ولو أجزاء محدودة من المجتمع إلى أحضان الإرهاب، وأفرزت عناصر تحمل السلاح، كما انسحبت أجزاء أكبر من المجتمع من المشاركة فى الحرب على الإرهاب، وكأنها لا تخصها (إلا فى صراخ بعض الإعلاميين المسؤولين عن سقوط هذا العدد من الشهداء)، بعد أن أقصتها الدولة تماما عن أى دور أو مشاركة أهلية، وتعرض كثير من أبنائها الأبرياء لمظالم ممتدة.

واللافت هو ما جاء على لسان طبيب الشرطة فى هذا الشريط، وتفسيره وجود هذا العدد غير المعتاد من ضباط الأمن الوطنى فى عملية من هذا النوع، وهو ما وصفه برغبة الجميع فى أخذ «اللقطة»، حتى لو كانت على حساب أرواح الجميع أيضا، فمن الواضح أن العملية لم يتم فيها التنسيق مع الجيش حتى تأخذ اللقطة جهة واحدة، واعتبرت «المعلومات المضروبة» حقائق دامغة لا تقبل وضع خطة بديلة فى حال خطئها.

فالمعلومة كانت تقول إننا أمام صيد سهل وثمين للإرهابيين، وإننا أمام عملية ستستغرق عشرات الدقائق، ونعود باللقطة لنقول إننا قبضنا على خلية إرهابية خطرة، وصفّينا عناصرها، ومن بينهم قيادات كبرى هاربة.

شهداء هذه المرة ليسوا مثل كل مرة، وإذا كنا سنعتبر أن معالجة الأخطاء الفادحة التى كلفتنا أرواحا ودماء أمر عادى، وأن ليس من حق الشعب، حتى لو كانوا من أهالى الضباط ومن داخل «الداخلية»، أن يطالبوا بالمحاسبة، فإن كارثة الواحات ستتكرر مرة أخرى، لأننا هذه المرة لسنا أمام خطأ وارد فى كل الدنيا (وفق نظرية الإرهاب موجود فى كل مكان)، إنما أمام خطيئة كبرى انطلقت من الحرص على اللقطة، فأخرجت كثيرا من الاستعجال والثقة الزائدة والخفة بالتحديات.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللقطة اللقطة



GMT 07:40 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الموقف الإيراني

GMT 21:20 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

حديث المصالحة مع «الإخوان»

GMT 20:02 2024 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

التطرف الإسرائيلي

GMT 19:42 2023 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

القضاء على حماس

GMT 08:45 2022 الإثنين ,25 تموز / يوليو

٧٠ عامًا على «يوليو»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon