بقلم - عمرو الشوبكي
اجتماع الرئيس، الأسبوع الماضى، مع عدد من قيادات القوات المسلحة المعنيين بمواجهة ملف فيروس كورونا والاستماع للاستعدادات التى اتخذتها الفروع المختصة فى الجيش المصرى للتعامل مع مختلف السيناريوهات، أمر مفيد وإيجابى، يجب البناء علية باجتماع ثانٍ مع القيادات الطبية فى مواقع العمل والمواجهة، سواء المسؤولون فى مستشفيات العزل، أو عدد من عمداء كليات الطب وممثلون عن نقابة الأطباء وطواقم التمريض، من أجل الاستماع بصورة مباشرة لطبيعة المشاكل الموجودة فى الواقع وأوجه النقص لمواجهتها.
يقينًا المنظومة الصحية فى مصر تعانى من مشاكل كثيرة، أهمها نقص الإمكانات وعدم زيادة ميزانيتها، إلا أنه ليس مطلوبًا حل كل مشاكلها فى الوقت الحالى، إنما مساعدتها وتقوية مناعتها حتى تستطيع مواجهة الفيروس.
إن هناك فرصة أمام القيادة السياسية لتحويل حديث المشاكل والنواقص، خاصة المتعلقة بنقص مستلزمات الوقاية وازدياد نسب الإصابات بين الطواقم الطبية، إلى تحديات تعمل فورًا على حلها.
يقينًا المشاكل موجودة فى كل القطاعات، وهناك من يوظفها لأغراض سياسية والمطلوب ليس الخوف من الحديث فى هذه المشاكل ونقد السلبيات، إنما فى قدرة الدولة على تحويلها إلى تحديات يشارك الجميع فى مواجهتها، حتى لا تترك الساحة لمروجى الخرافة والمبالغات.
نحتاج لأن نرى لقاءً بين رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة مع ممثلين عن الطواقم الطبية التى تعمل على الأرض وتتعرض كل يوم لخطر الإصابة بالفيروس، بل إن بعضها تعرّض (ولو فى أحيان نادرة) إلى مضايقات، رغم أنه يعرّض حياته للخطر نتيجة سوء الرسالة الإعلامية التى غابت عنها برامج توعية حقيقية لصالح كثير من الكلام الفارغ وقليل من العلم.
نحتاج إلى حديث علمى عن الفيروس وسبل مقاومته يتم تكراره كل يوم فى وسائل الإعلام المختلفة، بجانب المؤتمر الرئاسى، فكما عُقد العام الماضى مؤتمر قدم فيه عدد من الخبراء فى مجال مكافحة الإرهاب (خالد عكاشة وآخرين) أفكارًا علمية عن تطور الظاهرة وسبل مواجهتها، فنحن الآن نحتاج إلى لقاء يُعيد الاعتبار للمواجهة العلمية للفيروس ويحضره ممثلون عن الجسم الطبى بعيدًا عن وصفات «الشلولو والفول المصرى».
المؤكد أننا نمر بظرف أكثر خطورة على المستوى الصحى والاقتصادى من معركة الإرهاب، ولا يجب أن يشعر فرد واحد ممن يواجهون الفيروس القاتل، بأن الدولة ليست فى «ظهره» لمواجهة مشاكلهم اليومية بعيدًا الشعارات الكبيرة. ستكون خطوة شديدة الإيجابية إذا جرى «اللقاء الثانى» وشهدنا فيه حديثًا عن التحديات قادمًا من أرض الواقع، واستجابة سريعة من قِبل الدولة، وهو ما سيرفع من معنويات من يواجهون الخطر ويعزز ثقة الناس فى الإجراءات المتخذة.
الجميع فى مركب واحد، مؤسسات دولة وشعب، طواقم طبية مدنية أو عسكرية وجميعهم يكملون بعضًا. وحفظ الله الجميع.