الثلث المُعطِّل
تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد
أخر الأخبار

الثلث المُعطِّل

الثلث المُعطِّل

 لبنان اليوم -

الثلث المُعطِّل

عمرو الشوبكي

يستخدم عادة تعبير «الثلث المُعطِّل» حين يتعلق الأمر بأقلية برلمانية قادرة على تعطيل عمل البرلمان نتيجة امتلاكها نسبة الثلث، فتكون قادرة على إيقاف بعض القوانين التى تستلزم الحصول على أغلبية الثلثين+ 1 لكى تصبح نافذة.
الثلث المعطّل قضية سياسية وقانونية تخص كثيرا من برلمانات العالم، ولكنها أيضا يمكن سحبها على بعض المجتمعات فى مراحل الانتقال والتحول، حيث من الوارد وجود ثلث مجتمعى معطِّل قادر على عرقلة مسيرة التقدم والعودة بالبلاد للوراء.

فى كثير من المجتمعات الأوروبية كان البعض يتحدث فى نهاية الستينيات وأوائل السبعينيات عن أن إسبانيا والبرتغال غير قابلتين لبناء نظم ديمقراطية، لأن فى الأولى نسبة الأمية تصل إلى 15% والثانية إلى 20%، كما أنها شعوب كاثوليكية متعصبة، والدين مهيمن على ثقافة شعوبها بصورة تجعلها غير قادرة على تقبل النظام الديمقراطى، واعتبر أن هناك ثلثا معطلا خارج القيم الحديثة وغير قابل للاندماج فيها.

ما جرى فى البلدين الأوروبيين اللذين صارا بعد ذلك بلدين أوروبيين متقدمين و«كاملى الأهلية» تكرر فى مجتمعات كثيرة، مثل أمريكا الجنوبية وأوروبا الشرقية حين كانت مجتمعاتها توصف أيضا بأنها غير قابلة للديمقراطية.

والحقيقة أن هذا الحديث يتكرر كثيرا حول العالم العربى، وفى القلب منه مصر، حيث يرى الكثيرون أن هناك صعوبة أن تصبح مصر بلدا ديمقراطيا فى ظل تدهور التعليم وانهيار الإعلام وضعف الثقافة الديمقراطية وهيمنة الخرافة والأكاذيب حتى صارت وجهه نظر.

وعضد البعض هذا التوجه بالحديث عن أن نسبة الأمية فى مصر تبلغ الثلث، وهى كفيلة بأن تعوق أى تجربة تقدم وإصلاح لأنها يمكن أن تنساق وراء أى سلطة وأى نظام مستغلا ضعف وعيها وأميتها.

والسؤال: هل يوجد ثلث معطل داخل المجتمع المصرى؟ والحقيقة أن هذا الثلث المعطل يربطه الكثيرون بنسبة الأمية، ويتجسد سياسيا فى أحزاب مأزومة وضعف الثقافة الديمقراطية ونفاق السلطة، وفى الانتخابات تجده فى عملية بيع وشراء الأصوات، وفى تنقل بعض المرشحين بين الأحزاب كما يتنقلون بين غرف منازلهم جريا وراء من يدفع أكثر.

والحقيقة أن نظرية المجتمع الجاهل تختلف جذرياً عن نظرية المجتمع المأزوم أو المعطل، ففى الأولى تحكم على المجتمع بالموت، فى حين أن الحديث عن المجتمع المأزوم ينقلك إلى مستوى آخر فيه قليل من العمق والجهد يدفعك إلى فهم أسباب أزمة هذا المجتمع، وعجزه عن بناء نظام كفء وديمقراطى.

والحقيقة أن الحالة المصرية، كما تجسدها الحياة السياسية والانتخابية، تعكس أزمة مجتمعية حقيقية ويبدو فيها دور هائل للمال السياسى وعمليات تربيط ببيع وشراء الأصوات، يرجعها البعض إلى وجود ثلث معطل ونسب أخرى منصرفة أو محبطة من العملية السياسية، إلا أنها أيضا تعكس مسؤولية النظام القائم عن عدم وضع القواعد والقوانين التى تساعد المجتمع على الخروج من كبوته من خلال قوانين انتخابية تساعد على حسن الاختيار، وتضمن تنوع البرلمان وتمثيله لكل الاتجاهات المؤمنة بالدولة الوطنية والدستور المدنى لا أن يترك المجتمع المأزوم لقدره دون أى محاولة لتنظيمه ودفعه للأمام.

الثلث المعطِّل فى مصر واقع فى الاقتصاد كما فى السياسة، فتجد طفيليات البيزنس من سماسرة لا يعرفون معنى الإنتاج فى أى شىء، ومثلهم طفيليات السياسة أيضا الذين نموا وترعرعوا فى ظل غياب دولة القانون والمؤسسات.

إن مواجهة الثلث المعطِّل ستكون بمنظومة قوانين جديدة تفككه وتقضى عليه، لا أخذه حجة لكى نقول إن الديمقراطية لا تصلح فى مصر ودولة القانون يجب أن تظل غائبة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثلث المُعطِّل الثلث المُعطِّل



GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:52 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لحوم العلماء ومواعظهم!

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon