القطيعة المصرية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

القطيعة المصرية

القطيعة المصرية

 لبنان اليوم -

القطيعة المصرية

عمرو الشوبكي

تعددت صور التغيير السياسى منذ ثورة يوليو 1952، وانتقلت البلاد من النظام الاشتراكى فى عهد عبدالناصر إلى النظام الرأسمالى فى عهد السادات، ومن النظام بشكل عام فى كلا العهدين إلى لا نظام فى عهد مبارك.
والحقيقة أن ما اعتدنا أن نراه فى مصر هو رؤساء يؤسسون مشروعهم السياسى من خلال القطيعة مع النظام السابق، رغم أنه كان يمكنه أن يحدث تحولاً سلساً لا يشطب فيه الإرث القديم، ولا ينتقل بالضرورة مع الرئيس الجديد معظم أبناء النخبة التى كانت مع الرئيس السابق.
القطيعة كانت مشروعة تاريخياً وسياسياً مع النظام الملكى، لأن النظام الجديد أسس لنظام جمهورى، وأجرى تغييرات اجتماعية وسياسية عميقة فى بنية المجتمع المصرى، فكان له دون غيره شرعية إحداث قطيعة سلمية مع الملكية.
وحين وصل الرئيس السادات للحكم، وأسس مدرسة اليمين العربى التى آمنت بضرورة إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى بالطرق السلمية، وأسست لتحالف سياسى واستراتيجى مع الغرب وأمريكا، وتبنت فى الداخل سياسة رأسمالية، لم يحاول أن يؤسس حزبا يمينيا آخر منافسا للاتحاد الاشتراكى العربى (التنظيم السياسى الوحيد فى ذلك الوقت) مثلما جرى فى الجزائر مثلا مع حزب جبهة التحرير الذى تأسس عقب الاستقلال، وبقى حتى الآن، رغم إعلان الرئيس الجديد فى ذلك الوقت الشاذلى بن جديد، (سادات الجزائر) الذى تلا الرئيس هوارى بومدين، (عبدالناصر الجزائر)، التعددية الحزبية والسياسية والانفتاح الاقتصادى (النسبى)، ولكنه سمح بأحزاب أخرى، ولم يلغ جبهة التحرير، فى حين أن الرئيس السادات ألغى الاتحاد الاشتراكى، وسمح فقط بتأسيس 3 أحزاب تعبر عن اليسار واليمين والوسط.
وحين قرر أن يؤسس حزبا جديدا وهو الوطنى الديمقراطى اختفى حزب الوسط الذى دعمه، أى حزب مصر العربى الاشتراكى، لأن كل أعضائه تقريبا هرولوا إلى حزب الرئيس الجديد فى مفارقة تبدو صادمة.
وعقب اغتيال الرئيس السادات ثم مجىء مبارك أبقى الأخير، على خلاف سابقيه، كل شىء تركه السادات فى مكانه: الحزب الوطنى دون أى إضافات إلا مشروع التوريث الذى شوه الحزب أكثر، ولم تغير مصر شيئا من تحالفاتها الخارجية: علاقة قوية بأمريكا وإسرائيل وأخرى مقطوعة مع إيران.
وكان فى إمكان مبارك أن يجرى إصلاحات ولو من أى نوع على بنية نظامه السياسى، ولو حتى تحديد مدة الرئاسة فى فترتين أو إجراء انتخابات نزيهة، إنما صار نحو الأسوأ، وجعل التغيير يأتى عقب 25 يناير بالقطيعة مع نظامه، وبحل الحزب الوطنى وتجميد نشاطه وحرق بعض مقاره، وتفرق دمائه بين القبائل (بين أحزاب أخرى) ضاعت على مصر فرصة أن يصلح النظام السياسى من داخله، فينفصل الحزب الحاكم عن جهاز الدولة ويدخل فى انتخابات ولو شبه نزيهة مثل انتخابات 2005 التى حصل فيها المستقلون على أغلبية أكبر من مرشحى الحزب الوطنى، وبعد دخولهم البرلمان، قرروا أن ينضموا إلى حزب الدولة الوطنى الديمقراطى.
إن من يُحَمِّل الثورة (التى كانت بالنسبة للملايين فعلاً اضطرارياً) مسؤولية تلك القطيعة مع القديم مخطئ، فالمسؤول الأول عن تفكيك أى مؤسسة حزبية مهما كانت عيوبها لصالح الفراغ والمجهول هو من أبقى الوضع جامدا ساكنا بلا أى تغيير على مدار 30 عاما وليس من قام بالفعل الاضطرارى أى الثورة.
إصلاح القديم عبر عملية تراكمية أفضل من القطيعة معه، وهذا ما اعتدنا أن نراه فى مصر سواء كان التغيير عبر ثورة أو عبر تغيير فى رأس النظام، وقد تكون فرصتنا هذه المرة أننا احتفظنا بما هو أثمن: الدولة الوطنية (التى لم نصلحها بعد) والعلم الوطنى، فغيرنا من جيراننا يبدأ تجربته من حيث لا دولة ولا علم.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القطيعة المصرية القطيعة المصرية



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon