المستشار المتهم 1 2

المستشار المتهم (1- 2)

المستشار المتهم (1- 2)

 لبنان اليوم -

المستشار المتهم 1 2

عمرو الشوبكي

ظهر فجأة اتهام المستشار زكريا عبدالعزيز باقتحام مقر جهاز أمن الدولة بعد أكثر من 4 سنوات على اندلاع ثورة يناير، وهو أمر يثير تساؤلات ومخاوف كثيرة، فالرجل الذى عرفته منذ 10 سنوات من المستحيل أن يتصور أحد أنه يمكن أن يمارس عنفا، وما تلقيته من رسائل على بريدى الإلكترونى وتضمن ما بثته الفضائيات المختلفة لحظة قيام بعض الشباب الثورى والغاضب باقتحام مقر أمن الدولة، وكان بعضهم يطالب على الهواء مباشرة بمجىء قضاة تيار الاستقلال، ومنهم زكريا عبدالعزيز، لتسليمهم الوثائق التى أخذوها، بما يعنى أن الرجل لم يكن موجودا لحظة الاقتحام.

أخبار متعلقة

 photo
اشتباكات بين دفاع زكريا عبدالعزيز وحرس رئيس «الاستئناف» فى«اقتحام أمن الدولة»

 photo
زكريا عبدالعزيز: إحالتي لمجلس التأديب تصفية حسابات

 photo
تأجيل محاكمة زكريا عبدالعزيز في اتهامه باقتحام أمن الدولة لـ2 مايو

والمؤكد أن أى اتهام لا يعنى حكما نهائيا، لأن فى مصر قضاءً عادلًا قادرا على أن يجلى حقيقة ما جرى، خاصة أن الرجل مشهود له بالاحترام والنزاهة، وأنه من الناحية الفكرية والوجدانية بعيد كل البعد عن الإخوان المسلمين وعن مجموعة «قضاة من أجل مصر»، وهى فى الحقيقة «قضاة من أجل الإخوان»، التى ارتضت أن تكون ذيلًا لمكتب إرشاد الجماعة، وتهين نفسها قبل أن تهين قضاء مصر ذا التقاليد العريقة، وحكم على أعضاء هذه المجموعة (13 قاضيا فقط من أصل 15 ألف قاضٍ) بالإحالة للتقاعد نتيجة انتماء حزبى مباشر.

والمؤكد أن زكريا عبدالعزيز لا ينتمى لهذه المدرسة، فهو مؤمن بأن القاضى ليس سياسيا ويجب ألا يكون حزبيا ولا ناشطا ثوريا حتى لو كان قد شارك فى ثورة يناير مثل ملايين المصريين، تماما مثلما شارك قضاة آخرون فى ثورة 30 يونيو دون أن يمسهم أحد، لأن فى اللحظات الاستثنائية فى تاريخ الشعوب، خاصة فى لحظة الثورات الكبرى تكون هناك استثناءات، والاستثناء بالنسبة لقاضٍ فى بلد مثل مصر يؤمن بقيمة مؤسسات الدولة يكون عند حدود المشاركة مع الشعب فى الثورة، لأن الشعوب قد تسقط أو تغير نظاما سياسيا ولكنها لا تسقط الدولة، إنما تصلحها وتطور مؤسساتها.

والحقيقة أن فهم المستشار زكريا عبدالعزيز كان فى هذه الحدود، فالرجل آمن بالثورة وشارك فيها، وتوقف دوره عند هذه الحدود، وظل يطرح الأسئلة المؤجلة: كيف نصلح مؤسسات الدولة وأجهزتها؟ كيف نطور أداء السلطة القضائية؟ وهى أسئلة لم تطرح فقط أثناء ثورة يناير، إنما قبلها وبعدها، لأننا لانزال على حالنا لم نصلح أى شىء.

وظل الرجل مدافعا عن حياد القضاء ومهنيته، ورفض كل محاولات سلطة مبارك للانقضاض على استقلال السلطة القضائية، تماما مثلما رفض خطاب المراهقة الثورية بعد يناير، الداعى إلى «تطهير القضاء» وإقامة محاكم ثورية تقوم بدور القضاء، فتعدم أولًا خصوم الثورة، ثم تنتقل بعد ذلك إلى صانعيها بحجة خيانة مبادئ الثورة- كما جرى فى كل التجارب الفاشلة والاستبدادية.

إن تاريخ المستشار زكريا عبدالعزيز تاريخ مهنى مشرف، فحين اعترض على تدخل السلطة التنفيذية فى انتخابات 2005، التى أشرف عليها القضاء المصرى، فأخرجها نزيهة قدر استطاعته، لم يكن يمارس عملا سياسيا ولا حزبيا، إنما كان يمارس عمله كقاضٍ كُلف بالإشراف على الانتخابات، ومهمته الأخلاقية والمهنية أن تكون الانتخابات نزيهة رغم محاولات سلطة مبارك ألا تكون كذلك.

الصادم أن الاتهامات التى رُوجت فى عهد مبارك عادت وأطلت علينا مرة أخرى، فالرجل مثل آخرين من القضاة «المتهمين»، تاريخه ناصع ومواقفه مبدئية، وستظل ثقة المصريين كبيرة فى قضائهم كما وثقوا فى القاضى زكريا عبدالعزيز.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستشار المتهم 1 2 المستشار المتهم 1 2



GMT 18:02 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الاحتفاء والاستحياء

GMT 18:00 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 17:57 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 17:55 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 17:51 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

التعليم مجانى وإلزامى (٦)

GMT 17:49 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

«المناقيش» سر تعثر لقاء السنباطى وفيروز!!

GMT 17:46 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

حكمة نبيل العزبى!

GMT 17:44 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

الشركات العامة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:15 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 لبنان اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 16:49 2021 الإثنين ,15 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 11:51 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

طرح فيلم "الإسكندراني" لأحمد العوضي 11يناير في سينمات الخليج

GMT 22:27 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

شاومي يطرح حاسوب لوحي مخصص للكتابة

GMT 14:06 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 15:32 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 14:00 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفخم 3 فنادق في العاصمة الايرلندية دبلن

GMT 05:39 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار لتنسيق أزياء الحفلات في الطقس البارد

GMT 05:24 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

قواعد في إتيكيت مقابلة العريس لأوّل مرّة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon