لماذا يفشل الإخوان
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

لماذا يفشل الإخوان؟

لماذا يفشل الإخوان؟

 لبنان اليوم -

لماذا يفشل الإخوان

عمرو الشوبكي

هى دورة متكررة من الفشل لم تخرج منها جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها وحتى الآن، فقد فشلت وهى فى المعارضة وفشلت وهى فى الحكم، وصار السؤال: لماذا لم يتعلم الإخوان من أخطائهم على مدار أكثر من 85 عاما؟ ولماذا اختلفت عن أخطاء باقى القوى السياسية حتى صاروا أحد الأطراف الرئيسية المسؤولة عن تعثر التجربة الديمقراطية منذ ثورة 1919 وحتى الآن.

الحقيقة أن تعامل الإخوان مع ما جرى فى مصر منذ ثورة 30 يونيو ثم تدخل الجيش فى 3 يوليو عمق من أزماتهم ومن جراح المجتمع ومن تعثر المسار الديمقراطى، صحيح أن الأطراف الأخرى ارتكبت أخطاء، وصحيح أن البعض قد ترك الإخوان يسقطون فى فخ السلطة وغوايتها حتى يسهل اصطيادهم، إلا أن خطيئة الإخوان هى عدم التعلم وعدم المراجعة لأنهم ظلوا أسرى بنية عقائدية وتنظيمية مغلقة لم تسمح لهم بالانفتاح على المجتمع والدولة مثل باقى خلق الله، وجعلتهم ينظرون لكل ما يجرى حولهم من منظور مصلحة الجماعة قبل مصلحة الشعب والوطن.

لماذا يصر الإخوان على عدم الاعتراف بأن هناك كتلة شعبية هائلة عارضتهم وأيدت ما جرى فى 30 يونيو و3 يوليو، ويصرون على وصف كل المعارضين بالانقلابيين وما جرى بانقلاب عسكرى؟

من حقهم أن يرفضوا 30 يونيو، ومن حقهم أن يعتبروا أن سقوطهم تم بغير الطريق الديمقراطى، ومن حقهم أن يشعروا بالغبن مما جرى، ولكنهم ماذا سيفعلون مع الشعب والبشر الذين يعارضونهم ويحبون الجيش الذى يصفونه بالعسكر، ويؤيدون رئيس الجمهورية الذى ينعتونه بكل الصفات السيئة؟ هل سيعتبرونهم أيضا قتلة وانقلابيين؟ هل سيتخلصون من ملايين الناس ممن أبدوا استعدادهم لأن يقبلوا أسوأ النظم السياسية إذا شعروا للحظة أن البديل هو الإخوان.

لم ير الإخوان، منذ 3 يوليو، إلا أنفسهم واختزلوا كل نشاطهم فى الانتقام من النظام القائم دون أدنى تفكير بأن هناك مواطنين مصريين كاملى الحقوق والواجبات ولم يقتلوا فى حياتهم بعوضة، وحتى لو اعتبرتهم الجماعة مغيبين من قبل الإعلام والنظام إلا أن النتيجة واحدة أن هناك ملايين المصريين يرفضون حكمهم، ومؤسسات دولة على استعداد أن تصل إلى أقصى درجة من القسوة حتى لا يفكر الإخوان مرة أخرى فى الاقتراب من السلطة.

لم يعترف الإخوان بهؤلاء فى خطاب واحد أو بكلمة شاردة تقول إن هناك معارضين لهم من الشعب المصرى ليسوا خونة ولا عملاء، واختاروا ألا يروهم من الأصل، واعتبروا أن مصر هى عبارة عن نظام حكم يجب إنهاكه بالعنف والعمليات الإرهابية، فى مواجهة الإخوان وحلفائهم الثوريين (بعد أن اكتشفت الجماعة ثوريتها الزائفة وتحولت من جماعة محافظة ترفض الثورة إلى جماعة تدعى الثورية) وتركت كل ألوان الطيف المجتمعى والسياسى.

الغريب أن قوة الجماعة عقب ثورة يناير كانت فى خطابها المحافظ والتقليدى الذى دفع بقطاعات ليست بالقليلة من مؤيدى الرئيس السيسى حاليا إلى التصويت للإخوان فى انتخابات 2012 ونجحت الجماعة فى استقطاب قطاع ليس بالقليل من القوى الاجتماعية المحافظة المرتبطة تاريخيا بالدولة من مشايخ وعمد وعائلات ريفية وشريحة مهمة من الطبقة الوسطى.

وبعد أن استبعد الإخوان من السلطة تخلوا بسلاسة مدهشة عن إرثهم المحافظ، لأنهم تحولوا إلى جماعة هدفها الانتقام والثأر، (هناك من يرى أن هذا هو وجه الجماعة الحقيقى وغيره أقنعة)، لا معرفة أسباب الفشل وماذا سيفعلون إذا قدر لهم العودة فى قالب جديد للحياة السياسية: هل سيقتلون ثلثى الشعب المصرى أو نصفه لأنهم أيدوا ما وصفوه بالانقلاب؟

الحقيقة أن قضية الاعتراف بالتنوع الموجود داخل المجتمع أمر اجتهد فيه البعض بطرق مختلفة، فهناك تيار واسع بين القوى المدنية أقر بأن هناك جمهورا للإخوان وقدرتهم فى مقال «الرواية الثانية» بحوالى 20%، (اختلف معى البعض وقال إنهم حوالى 10%)، وطالبت بضرورة دمجهم فى العملية السياسية (المجمدة)، وأن ملف الإخوان يجب ألا يظل أسير أعضاء التنظيم فقط، إنما لابد أن ننظر للمتعاطفين مع خطاب الجماعة وأنصارها وباقى المعارضين من كل الأطياف.

صحيح أن هناك بعض التيارات السلطوية التى تطالب كل يوم بإبادة الجميع، وتستبيح كل القيم النبيلة التى عرفنا كثيرا منها فى سنوات سابقة، ولا تقبل وجود معارضة مدنية أو إسلامية أو ثورية، إنما التأييد والمبايعة والتطبيل. والغريب أن جماعة الإخوان تمسكت بنفس خطاب من يواجهونها فى مفارقة تبدو صادمة.

فكل تاريخ المعارضة فى مصر (حتى لو كانت نخبوية أو فى برج عاجى) كانت تنظر، ولو أحيانا، إلى الجماهير والناس، على عكس الجماعة التى تعالت وتجاهلت الشعب، ولم تر إلا أعضاءها، ودفنت رأسها فى الرمال.

خطاب هلاك الانقلاب وسقوط الانقلابيين («الانكلاب» يترنح كما يسخر منهم أنصار الرئيس) لا يملك الإخوان غيره منذ 3 يوليو لأنهم لم يروا عموم الناس، ولو فعلوا ذلك سيضطرون للاعتراف بفشلهم أو على الأقل بمسؤوليتهم عن الفشل، وسيضطرون إلى مراجعة عميقة لمسارهم السياسى بصورة قد تؤدى إلى تجاوز صيغة الجماعة القديمة تماما، وهو أمر لا يرغب فيه من بيدهم الأمر داخلها ولذا اختاروا مواجهة السلطة بالعنف حتى يتم إنهاكها وتقبل بالتفاوض معهم وهو سيناريو مستبعد، وإذا حدث لا قدر الله ونجحوا فى ذلك ماذا سيفعلون مع معارضيهم من عامة الشعب؟

لم ينطق الإخوان حرفا واحدا عن مخالفيهم فى الرأى واعتبروا الجميع قتلة وانقلابيين، فهل يتوقع أن يقبلهم أغلب الناس لو تغير النظام القائم؟.. الإجابة: لن يقبلهم أحد، وسيتكرر فشل الإخوان.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يفشل الإخوان لماذا يفشل الإخوان



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon