متى سنبنى نظاماً جديداً
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

متى سنبنى نظاماً جديداً؟

متى سنبنى نظاماً جديداً؟

 لبنان اليوم -

متى سنبنى نظاماً جديداً

عمرو الشوبكي

مازال الطريق طويلاً أمام بناء نظام سياسى جديد، ومازالت المخاطر كبيرة أمام مسار ما بعد 30 يونيو، بعد أن أصبحت البلاد مهددة بأخطار الإرهاب، وغياب الرؤية السياسية القادرة على تحييد قطاعات من المجتمع ترفض المسار الحالى، وتقاطع العملية السياسية، ولا ترى أن هناك أى فرصة للتغيير السلمى والديمقراطى إلا عن طريق الاحتجاج الثورى.
خاصة بعد أن طالت الحملات الأمنية العديد من الشباب والمواطنين الأبرياء الذين لم يثبت تحريضهم أو ممارستهم العنف.
بناء نظام سياسى جديد فى مصر لا يكون بالعمل الثورى أو الاحتجاجى، وإلا كنا بنينا نظاماً جديداً، عقب سقوط مبارك أو مرسى، إنما هى رحلة طويلة من التعلم والتعثرات والخبرات المكتسبة والفرص الضائعة حتى يمكن لأى مجتمع أن يبنى نظاماً جديداً.
والحقيقة لا يمكن قبول ما يتصوره البعض أنه يمكن بالفعاليات الثورية والتحريض على العنف بناء نظام سياسى جديد، خاصة أن أهم ما ميز عهد مبارك أنه حكم من خلال «لا نظام» أو بالأحرى «نظام» اتسم بالضعف والهشاشة الداخلية، بعد حالة التجريف الشاملة التى عرفتها البلاد على مدار 30 عاما، وهو ما يستدعى طاقة بناء وليس طاقة هدم.
المؤكد أن خبرة «لا نظام» مثلت استثناء عما عرفته مصر منذ تأسيس محمد على الدولة الوطنية الحديثة، حين عرفت فى كل عهودها مؤسسات دولة تعمل بكفاءة ولو نسبية وقانونا يطبق نسبيا فى معظم المجالات إلا ربما المجال السياسى.
إن «اللا نظام» فى عهد مبارك كان أقل استبداداً من النظام التونسى أو الليبى أو السورى.
ولكن تجلت أزمته فى إضعاف الدولة وتدهور التعليم والصحة والإعلام والأمن والمواصلات والزراعة والصناعة، بحيث من المستحيل أن يحدث إصلاح حقيقى دون أن تنتقل مصر من حالة «اللا نظام» إلى النظام.
والحقيقة أن طاقة الهدم التى تفجرت، بعد نجاح ثورة 25 يناير فى إسقاط مبارك، أدت إلى تفريغ جزء من طاقة المجتمع فى العمل والبناء إلى طاقة لهدم أى سلطة أو مؤسسة لصالح الفوضى غير الخلاقة، فالجيش يجب خلخلته وتحميله كل أخطاء المرحلة الانتقالية، والنخب السياسية هى نخب الهزيمة والعار لأنها باعت الثورة والميدان، والمخالفون فى الرأى هم إما فلول أو ثورة مضادة، حتى تفنن هؤلاء فى خلق طريق أسقط مبارك وسلم السلطة للإخوان.
فى مصر تصور بعضنا عقب الثورة أنه يمكن بالشطارة والفهلوة أو الصراخ والصوت العالى أو الدهاء والكمون أن يحقق أهداف الثورة أو يقتنص السلطة التى كانت هدفه الوحيد، فبينما هناك من اعتبر الثورة هدفا والفعاليات الثورية هى وسيلته الوحيدة لتحقيق أهدافه، اعتبر البعض الآخر أن كل تحالفاته مبنية على هدف واحد هو كيف يصل للسلطة لتنفيذ مشروعه فى التمكين والبقاء الأبدى فى الحكم.
والحقيقة أن فقدان بوصلة الطريق الصحيح والتعثر فى بناء نظام سياسى جديد بدأ حين لم يجد المصريون الذين نزلوا ميادين التحرير فى 25 يناير قادة يعبرون عنهم، خاصة هؤلاء الشباب (الرائع والعظيم) الذين نظفوا الميادين، يوم 12 فبراير، عقب تنحى مبارك، معلنين مطالبتهم بضرورة بناء نظام جديد بغير طريق الاحتجاج، فلم يجدوا أحزابا إصلاحية أو قادة إصلاحيين يأخذونهم إلى مسار البناء والإصلاح والديمقراطية، فانصرفوا إلى بيوتهم، وتركوا الساحة لشباب الاحتجاجات الثورية.
النظام الجديد لا يبنى فقط ولا أساسا بالاحتجاج، إنما أيضا بامتلاك رؤية لإنجاز عملية التحول الديمقراطى، فمهما هتف البعض ضد النظام الأقدم والفلول، واستهدف آلاف الأشخاص لأنهم كانوا أعضاء فى الحزب الوطنى، فإنه من المؤكد أن بناء نظام جديد لن يكون بالهتاف ضد هؤلاء وإقصائهم، إنما فقط بمحاسبة مرتكبى جرائم الفساد والإفساد وتغيير المنظومة القديمة وتفكيكها بشكل تدريجى وبناء منظومة جديدة.
لم تعرف الغالبية العظمى من تجارب التحول الديمقراطى تجربة عزل سياسى لرموز النظام القديم، إنما فقط محاسبة لمرتكبى الجرائم، بل إن أعضاء الأحزاب الحاكمة دخلوا فى صيغ حزبية جديدة فى أوروبا الشرقية، لأن الجميع عمل على بناء منظومة جديدة وليس الانتقام من البعض أو تصفية حسابات مع البعض الآخر.
واقع مصر بعد 30 يونيو يقول إننا احتفظنا بالدولة القديمة، وغيرنا رأس النظام القديم، لأن الأُولَى يجب ألا تسقط، إنما تتغير بالإصلاح التدريجى كما جرى فى كل تجارب النجاح، وأن النضال من أجل بناء نظام بدلا عن حالة لا نظام يثير حفيظة البعض من حيث المبدأ، لأنه لم يَعْتَدْ أن يعيش فى نظام أو دولة بها قانون، إنما هو امتداد لإرث مبارك فى الفوضى واللا نظام، فاعتبر الثورة مهنة، ورفض أى قانون ينظم أى شىء فى الحياة مثل قانون التظاهر، لأنه قانون وليس لأن به بعض المواد السيئة، أو أنه من الأصل لم يؤمن بالدولة ولا أى نظام إلا نظامه الإخوانى، فأعلن الحرب على الجميع: الدولة الوطنية والمجتمع مثلما فعل على مدار 85 عاما، وفى مواجهة كل النظم من الملك فاروق حتى الرئيس السيسى.
المؤكد أن الغالبية الساحقة من المصريين ترفض خيار سقوط الدولة وانهيارها، ولكن البعض أراد أن يخطف صوتها وإرادتها لصالح حساباته السياسية أو صوته العالى،.
والحقيقة أن مهمة بناء النظام كما جرى فى كل تجارب التغيير غابت عن الكثيرين، وأن الحل أن نعترف بأن الناس ثارت على لا نظام أى على الفوضى والعشوائية والتسيب والفساد، وأنها فى حاجة إلى بناء نظام جديد يواجه كل هذه المظاهر، وأن بعض ما نشاهده الآن من أخطاء وتجاوزات بعضها جسيم يجب ألا يثنينا عن أننا لا نرغب فى بناء نظام قمعى تحت حجة مكافحة الإرهاب، إنما نظام ديمقراطى ودولة قانون أى قبل الاثنين هناك كلمتا نظام ودولة.

 

 

 

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى سنبنى نظاماً جديداً متى سنبنى نظاماً جديداً



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon