هل هناك حنين لعصر مبارك
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان
أخر الأخبار

هل هناك حنين لعصر مبارك؟

هل هناك حنين لعصر مبارك؟

 لبنان اليوم -

هل هناك حنين لعصر مبارك

عمرو الشوبكي


هل هى عادة مصرية أن يحنّ المصريون لأى عهد سابق، سواء كان ملكيا أو جمهوريا، أم أن الأمر له علاقة بهمومهم الجديدة التى تجعلهم يتذكرون بالخير أوضاعهم القديمة، حتى لو ثاروا عليها؟

وقد عرفت مصر هذا الحنين الذى عبّر عنه الكثيرون تجاه العهد الملكى طوال العهود الجمهورية، فالبعض يحدثك عن أناقة الأسرة الملكية و«شياكة» الأرستقراطية المصرية و«كأنك فى باريس»، وعن الأوبرا ووسط القاهرة وجامعة الأفنديات والتعليم الحقيقى، حتى لو نسى أعداد الحفاة التى لا تُحصى، ونسب الأمية والفقر الهائلة، والتمايز الطبقى.

حنين بعض المصريين للعصر الملكى ظل موجوداً فى عز انتصارات الجمهورية حتى لو لم يحبوا الملك، ولكنه حنين لعصر الآباء والأجداد ولثلاثية نجيب محفوظ وأيام الوفد وثورة 19، وليس بالضرورة الملك وفساد النظام القائم.

ومع ذلك ظل الحنين لعصر عبدالناصر هو الأكبر لدى الغالبية العظمى من المصريين، حتى بين من عارضوه أو من أحبوا السادات، فقد ظل الحديث دائما عن رخص الأسعار، وعن إعلانات شقق للإيجار (بـ3 جنيه) حاضرا فى صفوف قطاع كبير من الناس، حتى لو قالوا لك الجملة الشهيرة «عبدالناصر كان ناجحا داخليا وفاشلا خارجيا» (وهى غير صحيحة)، أو رفضوا اشتراكيته، إلا أن حنينهم لأفلام الأبيض والأسود ولأم كلثوم وعبدالحليم حافظ والمسرح القومى وإلى أسماء الأدباء والقصاصين الكبار، وإلى طليعة لطفى الخولى وأهرام هيكل وذكريات التنظيم الطليعى ومنظمة الشباب غطى على انتقادات البعض لعصره.

عصر السادات تذكره الكثيرون فى عهد مبارك، فهو بالنسبة لمؤيديه رجل الحرب والسلام وبطل القرارات الصعبة والتحولات التاريخية، وبالنسبة لمعارضيه هو رجل سياسى بامتياز، امتلك رؤية دافع عنها ودفع ثمنها حتى لو اختلفوا معها، لأنهم كانوا فى عصر غابت عنه أى رؤية سياسية.

وجاء مبارك وبقى فى السلطة 30 عاما، عرف المصريون فى نهايتها أول ثورة شعبية تُسقط رأس النظام القائم منذ تأسيس محمد على دولتهم الوطنية الحديثة، وتصور الكثيرون أن عهد مبارك قد مُحى من التاريخ والذاكرة المصرية، وأن الشعب الذى ثار قطاع كبير منه ضد حكمه لن يتذكره بالخير فى أى لحظة.

والحقيقة أن ما جرى فى مصر طوال السنوات الثلاث الماضية جعل قطاعا يُعتد به من المصريين، بل وبعض من ثاروا عليه يقولون إن أوضاعنا كانت أفضل مما نحن فيه، وانبرى آخرون يقولون إن مبارك دور البلد وأقام مشروعات كثيرة دون أى مبالغة إعلامية ولم يكن الخلاف معه أو نقده يدخل فى حيز الوطنية والخيانة، وإن حكومته كان بها بعض الإصلاحيين وكثير من الأكفاء ولو من الفاسدين، وإن نظامه السياسى كان به حزب حاكم حتى لو زور الانتخابات إلا أنه كان فى النهاية وسيطا سياسيا ناكف الدولة ولو على النفوذ، وإن هذا الصراع كان يمكن أن يضع نظامنا السياسى فى إطار تعرفه كل دول العالم الديمقراطية وغير الديمقراطية، أى أن يكون هناك حزب حاكم ونظام غير ديمقراطى يمكن بالضغط الشعبى (فما بالنا بثورة) أن يتحول إلى نظام ديمقراطى، وهو وضع أفضل من أن تُحكم البلاد دون وسيط سياسى من أى نوع، وبدور مباشر للأجهزة الأمنية وفى غياب لأى شخصيات أو تيارات سياسية مؤيدة أو معارضة تُذكر، وبكل ما يمثله ذلك من أخطار.

دُهشت وصُدمت حين قال لى أحد شباب ثورة يناير الأشداء (والذى لايزال يعتبر مبارك أسوأ حاكم عرفته مصر فى تاريخها الحديث، وأنه سبب كل الكوارث التى أصابت البلاد فى العقود الأخيرة): كنا فى عهد مبارك نقف فى وقفات احتجاجية إذا شتم أحدنا رجل شرطة ورفض تحذيرات عمنا جورج (يقصد جورج إسحاق) بألا نسب أحدا، فنعرف أن من ارتكب هذا الخطأ سيُلقى القبض عليه، وإذا اعتقل يبقى عدة أيام، أما الآن فيبقى عدة سنوات لأنه وقف لدقائق، وذكر حالة هانى الجمل (شاب معتقل وقف ثلاث دقائق فى وقفه احتجاجية وحُكم عليه بالسجن 3 سنوات- وفق ما ذكر فى مقاله فى صحيفة التحرير).

الحنين لمبارك من قبل البعض اختلفت دوافعه وتعددت أسبابه، فهناك من تعاطف معه بسبب محاكمته والطريقة التى عُومل بها واعتبر أن عدم هروبه بعد تنحيه عن السلطة فروسية ورجولة، وأنه تصرف كرجل دولة وليس كزعيم عصابة، ولذا كان يجب ألا يحاكم من الأصل، وهناك من وجد أن ثورة يناير العظيمة اختزلها البعض فى الفعاليات الثورية والمليونيات الوهمية، ثم حكم الإخوان، فاعتبر استبداد وفساد عهد مبارك أفضل من الفوضى والخوف من الانهيار الكامل.

الحنين للسيئ بعد مشاهدة الأسوأ أمر تكرر فى منطقتنا العربية، فقد عرفت العراق نموذجا واضحا لهذه الحالة مع نظام صدام حسين الاستبدادى والدموى حين اكتشف العراقيون النظام الطائفى الذى تشكل بعد الغزو الأمريكى، كذلك تصور البعض فى مصر أن قليلاً من المظاهر السلبية فى عهد مبارك يمكن تحملها أمام مظاهر الأسوأ التى شهدتها البلاد بعده.

المؤكد أن المصريين اختلفوا حول تجاربهم وزعمائهم، ومن المؤكد أيضا أن مبارك هو الرئيس الوحيد الذى أسقطه الشعب المصرى بثورة شعبية كبرى، وهو ما لم يفعله مع الملوك ولا مع ناصر ولا السادات، وأن تعثره أو فشله فى تحقيق أهداف هذه الثورة لا يعنى أن من ثار عليه كان حاكما جيدا (كان سيئا)، إنما يعنى ببساطة أن المسار الذى كان يجب أن يسلكه الشعب بعد تنحى مبارك فى 11 فبراير 2011 ساروا عكسه، فتعثروا وكادوا يسقطون بصورة كاملة، وهو أمر إذا حدث مع أى شعب فى الدنيا فسيحنون أيضا إلى «مباركهم» وإلى العهد السابق فى انتظار لحظة قادمة يبنون فيها الجديد الذى تمنوه وحلموا به، بل وناضلوا ولو أحيانا من أجله.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هناك حنين لعصر مبارك هل هناك حنين لعصر مبارك



GMT 18:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 18:29 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 18:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 18:25 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

GMT 18:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

شَغَف عبدالرحمان

GMT 18:17 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

البحث عن الرفاعي!

GMT 18:16 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عكس الاتجاه هناك وهنا (4)

GMT 18:15 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة وتوابعها

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon