لماذا تُعادى إدارة ترامب الشعب الفلسطينى
إدانة مشجع بالسجن لمدة 12 شهراً وجه إساءة عنصرية إلى مهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن اغتيال قائد سلاح الجو في حزب الله محمد حسين سرور خلال غارة على بيروت الجيش السوداني يشنّ قصفاً مدفعياً وجوياً في العاصمة الخرطوم خلال أكبر عملية له لاستعادة أراضيه مقتل 15 فلسطينياً بقصف إسرائيلي على مدرسة نازحين في شمال غزة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن مقتل 60 شخصاً وإصابة 81 آخرين في اعتداءات اسرائيلية على مناطق مختلفة بالبلاد وزارة الصحة اللبنانية تعلن ارتفاع عدد شهداء الهجوم الإسرائيلي إلى 564 شهيداً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة بالإضافة إلى 1835 مصاباً مع تواصل الغارات وزارة الصحة في غزة تُعلن إرتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 41,495 شهيداً و96,006 اصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن أن الاحتلال الإسرائيلي أرسل كونتينر يحتوي على 88 جثة لمواطنين دون أي بيانات قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن غارات جوية على سوريا وانفجارات في طرطوس استشهاد 52 مواطناً في قصف للاحتلال الإسرائيلي 8 منازل في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية
أخر الأخبار

لماذا تُعادى إدارة ترامب الشعب الفلسطينى؟

لماذا تُعادى إدارة ترامب الشعب الفلسطينى؟

 لبنان اليوم -

لماذا تُعادى إدارة ترامب الشعب الفلسطينى

بقلم - مكرم محمد أحمد

نفهم جيدا انحياز الرئيس الأمريكى ترامب إلى إسرائيل، لكن السؤال المهم، لماذا تُصعد إدارته عداءها للشعب الفلسطينى على هذا النحو البالغ القسوة، بدعوى أن منظمة التحرير الفلسطينية لم تقُم بمسئولياتها إزاء دفع المفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين، ولأن عناصر فلسطينية تدفع التحقيق ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية فى لاهاي، مع أن الرئيس ترامب هو الذى بادر بعداء الفلسطينيين، عندما أصر على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل منكراً حقوق الشعب الفلسطينى فى المدينة المقدسة على غير إرادة العرب وأغلبية دول العالم، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يوم المذبحة التى لقى فيها 60 فلسطينياً مصرعهم فى قطاع غزة برصاص الإسرائيليين، بما جعل السلطة الوطنية الفلسطينية ترفض الإبقاء على الولايات المتحدة وسيطاً أوحد فى عملية السلام، وإن كان الرئيس محمود عباس عاد لقبول الدور الأمريكى فى إطار وساطة أوسع تضُم عدداً من القوى الأوروبية، ومع ذلك أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى ترامب فى 24 أغسطس الماضى شطب مائتى مليون دولار من المساعدات الأمريكية للفلسطينيين قبل أن تقرر وقف تمويل الأونروا وكالة غوث اللاجئين التى تقدم العديد من خدمات الصحة والتعليم الأساسية للاجئين الفلسطينيين فى غزة والضفة والأردن وسوريا ولبنان بهدف تصفية قضية اللاجئين، بدعوى أن صفة اللاجيء الفلسطينى تنطبق فقط على 250 ألف لاجيء اضطروا للفرار من أراضيهم فى فلسطين تحت إرهاب العصابات الإسرائيلية المُسلحة عام 48، أما أبناؤهم وأحفادهم الذين جاوز عددهم 6 ملايين نسمة فلا يحق لهم أن يكونوا لاجئين رغم أن المجتمع الدولى لم يتمكن من تصحيح أوضاعهم على امتداد هذه السنوات الطوال، هدف إدارة ترامب من ذلك أن تشطب حق العودة الذى كان أهم الدوافع التى أبقت على القضية الفلسطينية موضع اهتمام عربى وإقليمى ودولي، بل لقد وصل عداء إدارة ترامب للشعب الفلسطينى حد إلغاء مساعدات بقيمة 25 مليون دولار للمستشفيات الفلسطينية فى القدس الشرقية، وأخيراً قامت إدارة ترامب بإغلاق مكتب منظمة التحرير فى واشنطن، وطلبت من العاملين فيه مغادرة الولايات المتحدة فى غضون شهر على الأكثر، لأن الفلسطينيين ذهبوا إلى محكمة العدل الدولية يطلبون التحقيق فى جرائم الحرب التى ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وتمكنت بعدوانها المستمر من السيطرة على 78 فى المائة من أرض فلسطين التاريخية.

والمؤسف أن تتورط الولايات المتحدة على لسان مستشارها للأمن القومى جون بولوتون فى تهديد محكمة العدل الدولية بفرض العقوبات عليها وملاحقة قضاتها، ومنعهم من دخول الولايات المتحدة، ومصادرة أرصدة المحكمة الدولية المالية فى المنظومة المالية الأمريكية، وتهديد أى شركة أو دولة تتعاون مع تحقيقات المحكمة الدولية بمصادرة أموالها، رغم أن محكمة العدل الدولية مؤسسة مستقلة تدعمها 123 دولة.

وبالطبع إعتبر بنيامين نيتانياهو رئيس وزراء إسرائيل قرارات الإدارة الأمريكية بعقاب الشعب الفلسطينى بما فى ذلك قرار غلق مكتب منظمة التحرير فى واشنطن قرارات صائبة، وأكد نيتانياهو دعمه لكل إجراءات واشنطن ضد الشعب الفلسطينى لأنه يرفض الإذعان لمطالب إدارة ترامب والعودة إلى مائدة التفاوض المباشر بعد أن سحبت واشنطن قضية القدس من على مائدة التفاوض، واعتبرت قرارها بأن تكون القدس عاصمة لإسرائيل حلاً للمشكلة دون أن تستجيب لمطلب الفلسطينيين والعرب والعالم بأن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، والواضح أيضاً أن الولايات المتحدة تنسحب من حل الدولتين، وترفض اعتباره الحل الوحيد الصحيح لمشكلة الصراع العربى الإسرائيلي، بما يؤكد أن الولايات المتحدة لم تعُد تصلُح لأن تكون وسيطاً نزيهاً بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما تتجاهله واشنطن أن تصعيدها للعداء مع الشعب الفلسطينى على هذا النحو الشديد القسوة لا يخدم عملية السلام ولكنه يقوى التطرف، لأن الإسراف فى الظلم على هذا النحو لا يفقد فقط الولايات المتحدة مصداقيتها،ولكنه يُغذى ويؤجج العنف والرغبة فى الانتقام، خاصة أن تصعيد العداء مع الشعب الفلسطينى لم يترك للفلسطينيين أى فرصة سوى حث محكمة العدل الدولية على الإسراع فى تحقيقاتها فى جرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل، والتفكير فى تفعيل كل أدوات القانون الدولى ضد جرائم إسرائيل، بل ثمة من يضغطون على الرئيس الفلسطينى محمود عباس بضرورة إلغاء إتفاقات أوسلو، ووقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل، والوقوف بقوة أمام مخطط إسرائيل لهدم قرى الخان الأحمر قريباً من القدس الشرقية، التى سلمت إسرائيل أهلها الفلسطينيين إنذارات بإخلاء منازلهم وترحيلهم ضمن مخطط لتوسيع المستوطنات على حساب الأرض والسكان الفلسطينيين، الأمر الذى دفع السلطة الفلسطينية إلى أن تطلب من محكمة العدل الدولية النظر فى قضية قرى الخان الأحمر باعتبارها جريمة حرب جديدة ترتكبها إسرائيل، خاصة أن خمسا من الدول الأوروبية الكبرى أدانت مخططات إسرائيل لهدم قرى الخان الأحمر وترحيل سكانها ضمن مخطط توسيع المستوطنات حول القدس.

وفى مفاجأة غريبة قالت صحيفة فلوبس الاقتصادية نقلاً عن مسئولين فى البيت الأبيض، ان جارد كاشنير صهر الرئيس ترامب والمبعوث الأمريكى للشرق الأوسط جايسون جرينبلات اقترحا على الرئيس ترامب أن يدفع للرئيس محمود عباس مبلغ 5 مليارات دولار وضمان مبلغ مماثل من الاتحاد الأوروبى والدول الخليجية لتمويل مخطط لإعادة التأهيل والتنمية الاقتصادية للسلطة الفسطينية بما فى ذلك قطاع غزة، إن قبل الرئيس الفلسطينى الرضوخ للمطلب الأمريكى والعودة إلى مائدة التفاوض المباشر مع الإسرائيليين فى إطار جدول زمنى ينهى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى من خلال رؤية الرئيس ترامب التى ترفع مدينة القدس من مائدة التفاوض بعد اعتراف الولايات المتحدة بها عاصمة لدولة إسرائيل!. وبرغم أن البيت الأبيض نفى على لسان المبعوث الخاص جرينبلات العرض الذى نقلته صحيفة فلوبس ووصفه بالأسطورة مؤكدا أن من العبث دفع 5 مليارات دولار لطرف مقابل عودته إلى مائدة التفاوض لكن صهر الرئيس ترامب بدا واثقاً من أن العقوبات التى اتخذتها إدارة ترامب سوف تساعد عملية السلام، رغم أن المؤكد أن يرفض الرئيس محمود عباس العرض المذكور والذى يبدو واضحاً أنه يشكل ثمناً للتنازل عن القدس.

وحسناً أن أدان وزراء الخارجية العرب فى اجتماع الدورة الـ150 لمجلس الجامعة مخطط الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية وإزاحتها من خارطة الاهتمامات الإقليمية والدولية فيما يكاد يكون مجزرة سياسية لحقوق الشعب الفلسطيني، وحسناً أن تطوع العرب بتقديم 200 مليون دولار لدعم وكالة غوث للاجئين التى ترفض الولايات المتحدة الإسهام فى تمويلها، وترغب فى تصفيتها كى لا يكون للاجئين الفلسطينيين أى عنوان دولي، لكن السؤال المهم، هل تكفى هذه الإجراءات لمواجهة مخاطر الهجمة الشرسة التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني، أم أن الأمر يتطلب إعادة ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل واستعادة وحدة الصف الفلسطينى وتحقيق المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ومساندة جهود القاهرة فى تحقيق ذلك، والإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة، وبدء تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل ألوان الطيف السياسى الفلسطيني، وما لم تتحقق هذه الأهداف فسوف ينجح مخطط الإدارة الأمريكية خاصة أن الشعب الفلسطينى عيل صبراً من الانقسامات التى كسرت ظهره لأسباب عقائدية غير صحيحة، ولأنه فى ظل الانقسام الراهن لن تنجح فتح ولن تنجح حماس وسوف يدينهما التاريخ باعتبارهما المسئولين الأول عن ضياع قضية الشعب الفلسطيني، بل ربما كان ضرورياً أن يفهم الفلسطينيون بكل وضوح أنهم لن يتحصلوا على الدعم العربى الحقيقى فى ظل هذا الانقسام الذى أنقض ظهر الشعب الفلسطينى الذى يفقد الثقة فى كافة قياداته السياسية، ويحتاج إلى قيادة موحدة جديدة، صحيح أن مقاومة الشعب الفلسطينى لتصفية قضيته لم تفتر بعد، وأن المقاومة مستمرة تبحث عن وسائل ومسارات جديدة كلما سدت إسرائيل مسار المقاومة، وصحيح أن المساندة العالمية، للشعب الفلسطينى لم تزل قائمة وموجودة، لكن الولايات المتحدة التى أصابها هياج الثور الغاضب لا تزال فاعلة ومؤثرة رغم مخاصمة دول الغرب الأوروبى لكثير من تصرفات الإدارة الأمريكية، وخلاصة القول يجب أن تفيق القيادات الفلسطينية لخطورة الموقف الراهن وتدرك أن الشعب الفلسطينى يفقد ثقته فى معظم القيادات السياسية وأن إعادة ترتيب البيت الفلسطينى أولوية مهمة لا تسبقها أى قضية أخري.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تُعادى إدارة ترامب الشعب الفلسطينى لماذا تُعادى إدارة ترامب الشعب الفلسطينى



GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

GMT 08:29 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

ترامب يدّعي نجاحاً لم يحصل

GMT 08:24 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

فلسطين وإسرائيل بين دبلوماسيتين!

GMT 08:23 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

أزمة الثورة الإيرانية

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 08:42 2022 الخميس ,05 أيار / مايو

اتجاهات الموضة في الأحذية لربيع عام 2022

GMT 06:59 2024 الأحد ,21 إبريل / نيسان

أفكار لتنسيق ملابس المحجبات الواسعة بأناقة

GMT 01:31 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

هزة أرضية في بحر لبنان

GMT 17:42 2022 الأحد ,23 كانون الثاني / يناير

3 فنادق فخمة في روسيا من فئة الخمس نجوم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة

GMT 06:54 2023 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

قواعد وإتيكيت الحديث واتباع الطرق الأكثر أناقاً

GMT 12:53 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

برفوم دو مارلي تقدم نصائح قيمة لاختيار العطر المناسب

GMT 20:37 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

مجموعة من افضل العطور الشرقية النسائية لشتاء 2021

GMT 21:23 2023 الخميس ,13 إبريل / نيسان

العناية بالبشرة على الطريقة الكورية

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

زيوت عطرية تساعدكِ في تحسين جودة النوم

GMT 05:36 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

الترجي التونسي يوثق مسيرة "قلب الأسد" في ذكرى وفاته
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon