أين حقوق المستهلكين

أين حقوق المستهلكين؟

أين حقوق المستهلكين؟

 لبنان اليوم -

أين حقوق المستهلكين

بقلم : مكرم محمد أحمد

صدر قرار إعفاء استيراد الدواجن من الرسوم الجمركية لمصلحة المستوردين استنادا إلى مذكرة تقدم بها رئيس اتحاد عام الغرف التجارية إلى رئيس الوزراء تطلب إعفاء الدواجن من الجمارك على خلفية تحرير سعر الصرف..، وثمة اتهامات مشاعة بأن الحكومة قد وافقت على ذلك لتمرير صفقة بعينها لأحد كبار المستوردين،الأمر الذى يحتاج إلى رد عاجل من الحكومة.

وصدر قرار إلغاء الإعفاء الجمركى بعد يومين من القرار الأول بناء على مذكرة من شعبة منتجى الدواجن، بدعوى أنه لا يفيد الدولة ولايفيد المواطن الفقير، وأن الحكومة فعلت خيرا بالعودة عن قرارها لأن الرجوع إلى الحق فضيلة!..، وإذا كان من طبائع السوق أن تتناقض مصالح المستوردين ومصالح المنتجين، وتدخل مصالح المستهلكين طرفا أساسيا فى القضية كى تتوازن مصالح الجميع وتتزن أسعار السوق، فالغريب فى مصر أن مصالح المستهلكين فى هذه القضية غائبة تماما عن نظر الجميع، ولو أن هناك مذكرة لمصلحة المستهلكين من جمعية حماية حقوق المستهلكين لرئيس الوزراء فربما عرفت الحكومة الطريق إلى القرار الصائب الذى يوازن بين مصالح الأطراف الثلاثة، بدلا من أن يتنازعها مصالح المستوردين ومصالح المنتجين على هذا النحو الفج والمباشر.

ومع ذلك فإن السؤال المهم لماذا آثرت الحكومة إعفاء الدجاج المستورد من الجمارك، ولم تقم بإعفاء أعلاف الدواجن التى يتم استيرادها من الخارج، ويمكن أن تقلل من الكلفة بما يخفف من أعباء المستهلك، لكن من الذى يضمن فى سوق بلا ضابط، أن يعود تقليل تكلفة المنتج بالفائدة على المستهلك!.

ورغم وجود جمعيات تحمل اسم حماية المستهلك فى مصر فإن دور هذه الجمعيات يكاد ينحصر فى مساعدة بعض المستهلكين على رد بعض السلع المنزلية الصناعية غير المطابقة للمواصفات، وحتى هذا الدور المحدود لاتؤديه على نحو كامل لأن تليفوناتها مرفوعة من الخدمة، على حين تحولت مؤسسات حماية المستهلكين فى الخارج إلى مؤسسات حقوقية قانونية تبحث هوامش الربح فى كل السلع التى يستهلكها المواطن، وتحدد المعقول منها وغير المعقول، وتبحث أيضا معاييرالجودة والإتقان والعمر الافتراضى لخدمة السلعة..،ولذلك كبر تأثير هذه الجمعيات واستطاعت أن تحمى حقوق المستهلكين هناك وأن تجعلهم جزءا من معادلة تحقيق عدالة الأسعار، إما هنا فى مصر فأصحاب المصالح الحقيقية هم المحتكرون أولا، يليهم المستوردون يليهم الوسطاء، يليهم المنتجون، أما المستهلكون فهم أبناء البطة السوداء.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين حقوق المستهلكين أين حقوق المستهلكين



GMT 08:43 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

ترامب فى آخر طبعة تغيير جذرى فى المواقف!

GMT 09:11 2019 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

أمريكا تدعم حفتر فى حربه على الإرهاب

GMT 08:27 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

أمريكا تُعزز وجودها العسكرى

GMT 07:30 2019 الأحد ,26 أيار / مايو

هل يحارب أردوغان قبرص؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon