لماذا يُعلن ترامب حالة الطوارئ

لماذا يُعلن ترامب حالة الطوارئ؟

لماذا يُعلن ترامب حالة الطوارئ؟

 لبنان اليوم -

لماذا يُعلن ترامب حالة الطوارئ

بقلم - مكرم محمد أحمد

فى تحرك مفاجئ يتفادى الكونجرس الأمريكى، ويمكنه من بناء جداره العازل على حدود المكسيك والولايات المتحدة، أعلن الرئيس ترامب حالة الطوارئ بدعوى أن البلاد تواجه غزوا خطيرا,ً قوامه عصابات المخدرات والخارجون على القانون من مختلف الفئات، وأن الغزو يُهدد أمن البلاد وسلامتها، ويأمل ترامب فى أن يتمكن بإعلانه حالة الطوارئ من الحصول على 2٫5 مليار دولار عن غير طريق الكونجرس من موازنة الدفاع تمكنه من بناء جداره العازل من خلال عمل تنفيذى يتفادى الكونجرس الأمريكى، وعلى وجه خاص الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب التى تعتقد أن الجدار العازل عمل غير أخلاقى، وأن أمريكا لا تتعرض بالفعل لغزو محدق يهدد حدودها مع المكسيك، وأن كل ما يريده الرئيس الأمريكى مجرد الوفاء بوعد انتخابى أحمق قدمه للناخبين خلال حملته الإنتخابية عام 2016، وقد وقع ترامب قرار إعلان حالة الطوارئ رغم الاعتراضات الكثيرة، ورغم علمه الأكيد أن القرار سوف يتعرض لتحديات قانونية ضخمة ربما يخسرها فى مستويات القضاء الأولى لكنه يأمل فى أن يكسب دعواه أمام محاكم الاستئناف أو المحكمة العليا.

ويواجه قرار ترامب انتقادات عديدة من جانب معظم قيادات حزبه الجمهورى التى وصفت القرار بأنه جاء نتيجة نصائح غير حكيمة، كما يواجه القرار انتقادات شديدة من أعضاء الحزب الديمقراطى الذى يشكل أغلبية مجلس النواب، وقد أعلنت نانسى بلوسى رئيس مجلس النواب وتشارلز شومر زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ خلال بيان مشترك أن قرار ترامب إعلان حالة الطوارئ قرار غير قانونى، وأن الرئيس خرق بقراره سلطات الكونجرس كما خرق الدستور، وأن الكونجرس سوف يدافع عن اختصاصاته ومسئولياته فى المحاكم وأمام لجان الكونجرس وداخل الرأى العام الأمريكى مستخدماً كل السلطات التى يخولها له الدستور والقانون، وقد اعترف الرئيس الأمريكى بأنه سوف يواجه تحدياً قانونياً ضخماً أمام المحاكم والكونجرس، كما انتقد كثيرون من غير الحزبين قرار الرئيس ترامب لأنه سوف يمول الجدار العازل من اعتمادات القوات المسلحة المخصصة بالفعل لأهداف أخرى، واعتبر آدم سميث رئيس لجنة خدمات القوات المسلحة قرار ترامب خطوة أحادية تعكس عدم احترام الرئيس أفراد القوات المسلحة، وإصراراً من جانب الرئيس ترامب على أن تكون أجندته السياسية فوق مصالح الولايات المتحدة، وأكد حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم أن كاليفورنيا سوف تأخذ ترامب إلى المحاكم لإلغاء قراره إعلان حالة الطوارئ وأن الرئيس يستولى على اعتمادات القوات المسلحة المخصصة لأهداف أخرى بينها محاربة المخدرات من أجل بناء جداره العازل، كما أكد السيناتور الديمقراطى باتريك ليهى أنه ليس هناك ما يدعو بالمرة إلى إعلان حالة الطوارئ وأن أعداد المخالفين لإجراءات عبور الحدود تقل بشكل دراماتيكى، وأن بناء حائط عازل بطول الحدود مع المكسيك لمجرد الوفاء بوعد انتخابى أحمق هو الجنون بعينه، وأن الرئيس فشل فى إقناع المكسيك بتمويل بناء الجدار العازل، وبينما كان الرئيس ترامب لا يزال يتحدث فى مؤتمره الصحفى فى حديقة الورود، أعلن النائب العام لولاية نيويورك ليتشيا جيمس أن الرئيس اختلق أزمة دستورية، وأن الإجراء الذى اتخذه يضر مصالح الولايات المتحدة، وأن على الجميع أن يرفضوا هذا التوجه قانوناً. وما من تفسير واضح يشرح أسباب لجوء ترامب إلى إعلان حالة الطوارئ مع علمه الأكيد بأنه يبالغ كثيراً فى أسباب إعلانه، وأن هذه الخطوة سوف تلقى اعتراضاً واسعاً من جميع الديمقراطيين ونسبة غير قليلة من الجمهوريين، وأن فرص نجاحها جد محدودة، لأنها تجابه تحديات قانونية صعبة، سوى أن الرئيس ترامب يبحث عن المشكلات ويهوى الإثارة، ويسعده كثيراً أن يختلف الناس حول آرائه، وأن يمثل بالنسبة لهم رجل المفاجآت والصدامات والمواقف الصعبة، وهو أمر ربما ينطوى على قدر من الإثارة التى قد تكون مطلوبة حيناً، لكن تكرارها على هذا النحو الصعب يضعف الاستقرار ويؤدى إلى المزيد من القلق، ويكاد يكون بكل المعايير مخاطرة غير مأمونة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يُعلن ترامب حالة الطوارئ لماذا يُعلن ترامب حالة الطوارئ



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 11:49 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 لبنان اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 17:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 لبنان اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 12:03 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

تعرف على تقنية "BMW" الجديدة لمالكي هواتف "آيفون"

GMT 19:06 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 07:21 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات ساعات متنوعة لإطلالة راقية

GMT 09:17 2022 الإثنين ,11 تموز / يوليو

6 نصائح ذهبية لتكوني صديقة زوجك المُقربة

GMT 12:59 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

مصر تعلن إنتاج أول أتوبيس محلي من نوعه في البلاد

GMT 06:22 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

استغلال وتزيين مساحة الشرفة المنزلية الصغيرة لجعلها مميزة

GMT 21:49 2022 الأربعاء ,11 أيار / مايو

عراقيات يكافحن العنف الأسري لمساعدة أخريات

GMT 12:22 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 21:09 2023 الأربعاء ,03 أيار / مايو

القماش الجينز يهيمن على الموضة لصيف 2023

GMT 17:08 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

اتيكيت سهرات رأس السنة والأعياد

GMT 21:25 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 06:17 2014 الثلاثاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

السيسي يجدد دماء المبادرة العربية

GMT 09:55 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي سعد لمجرد يُروج لأغنيته الجديدة "صفقة"

GMT 08:41 2023 الأربعاء ,22 آذار/ مارس

مكياج مناسب ليوم عيد الأم
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon