من المال والاقتصاد إلى الصحة والتعليم
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

من المال والاقتصاد إلى الصحة والتعليم

من المال والاقتصاد إلى الصحة والتعليم

 لبنان اليوم -

من المال والاقتصاد إلى الصحة والتعليم

بقلم : مكرم محمد أحمد

تقول تقارير متابعة أداء الاقتصاد الوطنى التى تعدها وتراجعها وزيرة التخطيط د. هالة السعيد من واقع بيانات مؤكدة تكاد تتلاشى فيها نسبة الخطأ، أن الاقتصاد المصرى حقق أفضل معدلات نموه منذ 7 سنوات لتصل إلى 5.4 فى المائة، وأن الأشهر التسعة الأولى من عام 17/2018 تؤكد الميل الواضح إلى استمرار ارتفاع معدلات النمو التى تستهدف تحقيق معدل نمو يصل إلى حدود معدلات النمو فى الاقتصاديات الناهضة مثل الهند والصين الذى وصل إلى 6.8 فى المائة، كما أن معدلات الانخفاض فى نسب البطالة تتواصل لتصل فى الربع الثالث من عام 2018 إلى نسبة 10.6 فى المائة، بما يعنى أن عدد المتعطلين قد هبط إلى حدود ثلاثة ملايين عاطل وأن 700 ألف متعطل وجدوا فرص عمل جديدة، وعلى حين هبط عدد العاملين فى قطاع الزراعة من 27 فى المائة عام 2014 إلى 20 فى المائة عام 2018، زاد عدد العاملين فى الصناعات التحويلية من 11.6 فى المائة إلى 12.9 فى المائة، وفى مجالات التشييد والبناء من 11.5 فى المائة إلى 12.6 فى المائة، وفى النقل والتخزين من 7 إلى 7.5 فى المائة، بما يعنى أن تحولا هيكليا نحو توفير فرص عمل لائق ومنتج يتم على نحو مطرد، وأن نسب نمو متميزة تحدث فى القطاعات المؤثرة، أهمها السياحة التى زادت أعداد لياليها بنسبة 68 فى المائة فى الربع الثالث من هذا العام، والغاز الطبيعى الذى ارتفع إنتاجه بنسب تصل إلى 28 فى المائة، وقناة السويس التى زاد صافى حمولة سفنها العابرة بمعدل 9 فى المائة، وارتفع عائدها بنسبة 17.3 فى المائة، بما يؤكد الانتعاش المتزايد فى نمو التجارة الدولية . 

وتعنى هذه المؤشرات الاقتصادية الجديدة استقرار الإنتاج وزيادة طلبات التصدير إلى الخارج وتوافر المواد الخام اللازمة للصناعة، وتزايد ثقة قطاع الأعمال فى المناخ الاقتصادي، بما يؤكد أن الإصلاحات الاقتصادية الصعبة التى تم اتخاذها فى أواخر عام 2016 بدأت تؤتى ثمارها بالفعل . 

ولا تقل المؤشرات المالية جودة عن المؤشرات الاقتصادية بما يشير إلى تحسن مطرد فى الموقف المالي، ظهر فى انخفاض العجز الكلى من الناتج المحلى ليصل إلى 6.7 فى المائة مقارنة بنسبة 9 فى المائة العام الماضي، وزيادة نمو الإيرادات العامة بنسبة 35 فى المائة بما يفوق نمو المصروفات الذى ظل عند حدود 22 فى المائة ليتحقق فائض أولى قدره 7 مليارات جنيه، كذلك تشير مؤشرات الدين الخارجى وفق معايير البنك الدولى وصندوق النقد إلى أن الدين الخارجى الذى بلغ 83 مليار دولار، يشكل الدين القصير الأجل منها نسبة لا تصل إلى 14 فى المائة آمن إلى حد أن مصر تعتبر بين الدول المعتدلة فى مديونيتها الخارجية، حيث بلغت نسبة الدين الخارجى 36 فى المائة قياسا إلى الناتج المحلى الإجمالى بما يؤكد سلامة الدين ما دام لم تتجاوز نسبة 48 فى المائة من الناتج المحلى الإجمالي. 

وتظل نسبة خدمة الدين الخارجى آمنة مادام لم تتعد نسبتها 25 فى المائة من حصيلة الصادرات، وعندما يصبح الدين الخارجى وتكاليف خدمته السنوية فى نطاق آمن يوافق معدلات النمو الاقتصادى والمالي، تسود الطمأنينة والاستقرار الأسواق، وتمتنع أى هزات مفاجئة وتصبح فرص التنبؤ بمجريات الوضع الاقتصادى والمالى شفافة وواضحة، أما الدين المحلى فبلغ 3.16 تريليون جنيه بنهاية يونيو عام 2017، يمثل 91 فى المائة من الناتج المحلي، ولا خوف المرة من تصاعد الدين المحلى فى ظل المؤشرات الراهنة للنمو الاقتصادى والمالى . 

وتشير التطورات النقدية والمالية الأخيرة إلى تراجع معدل التضخم ليصل إلى أدنى مستواه 12.9% فى أبريل الماضى بعد أن وصل إلى حدود 32.9 فى مارس الماضى مع استمرار استقرار سعر الصرف عند 17 جنيهاً و85 قرشاً مقابل سعر الدولار، بما أدى إلى تحسن الوضع الاقتصادى المحلى والدولى خاصة مع زيادة حجم الصادرات المصرية إلى الخارج التى تنمو بمعدلات وصلت إلى 14 فى المائة سنوياً بالنسبة للصادرات غير البترولية فى الربع الثالث من عام 2018، خاصة صادرات الكيماويات والأسمدة التى ارتفعت بنسبة 27 فى المائة لتحقق طفرة مهمة ووصلت فى السلع الهندسية والإلكترونية إلى حدود جاوزت 17 فى المائة بما يعنى أن تقدما هائلا حدث فى كم وجودة هذه الصادرات يؤهلها للمنافسة فى أسواق العالم فضلا عن ارتفاع معدل النمو فى الصناعات اليدوية والملابس الجاهزة إلى حدود 17 فى المائة مع استمرار تراجع الواردات، بما أدى إلى تراجع العجز التجارى بنسبة 11 فى المائة فى خطوة إيجابية نحو تصحيح الاختلال فى الميزان التجارى . 

ويتوج هذه التطورات المالية المهمة التحسن المطرد فى الاحتياطيات النقدية التى جاوزت الآن 44 مليار دولار، بما أدى إلى ارتفاع تغطية الواردات السلعية إلى أكثر من 8 أشهر. 

وما ينبغى أن يكون واضحا للجميع أن هذه المؤشرات الاقتصادية والنقدية الجديدة تنتج آثارا إيجابية مهمة على زيادة معدلات التشغيل، وزيادة الناتج القومي، وارتفاع الإيرادات، وانكماش العجز الكلي، وتوفير فرص عمل منتج غيرت هيكل العمالة، وتحقيق طفرات عالية فى السياحة التى تستعيد معدلاتها الطبيعية، وزيادة إنتاج الغاز بما يحقق الاكتفاء الذاتى هذا العام، وارتفاع صادرات الكيماويات والأسمدة إلى 27 فى المائة وصادرات الصناعات الهندسية والإلكترونية بنسبة 17 فى المائة، فضلاً عن انخفاض التضخم واعتدال المديونية، وكلها مؤشرات تؤكد تحسن الواقع الاقتصادى والنقدى بصورة تعكس آثارها المباشرة على حياة المواطن؛ لأن الهبوط المستمر فى نسب البطالة وارتفاع نسب ومعدلات التشغيل يعنى أن الحياة تتحسن وأن المصاعب تخف وأن كل شيء يسير إلى الأفضل، بما يؤكد أن الفترة الأولى من حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى وضعت المسار الاقتصادى على الطريق الصحيح، وعالجت مشكلات الاقتصاد المصرى من جذورها، ووفرت مناخا اقتصاديا صحيحا زاد من قدرة مصر على تشغيل طاقاتها العاطلة، بما يجعل فترة حكمه الثانية مهيأة لمعالجة الشق الثانى من مشكلات مصر المتعلق بسوء خدمات التعليم والصحة وتصحيح مسارهما بما يمكن مصر من تصحيح المعادلة التعليمية؛ ليصبح التعليم الفنى الحقيقى هو الأساس ترتفع نسبته فى التعليم العام إلى حدود 65 فى المائة، وعلاج الخلل المزمن فى الخدمة الصحية الذى أدى إلى انتشار أمراض التقزم وفقر الدم وهزال بنية الإنسان المصري، وإذا كانت ميزة فترة الحكم الأولى أنها أدخلت مصر بكاملها إلى ورشة إصلاح بهدف إحداث «عَمرة» لاقتصادها الوطني، فإن ميزة الفترة الثانية لحكم الرئيس السيسى أنها تدخل الإنسان المصرى إلى «عَمرة» إصلاح شامل تستهدف خدمات الصحة والتعليم كى يكون قادرا على تحدى التحدى . 

وباختصار تستهدف المرحلة الثانية من حكم الرئيس السيسى مدرسة منتظمة الحضور منضبطة الأداء مجهزة على أحسن وجه، يقوم مدرسوها بواجباتهم فى تربية عقول التلاميذ ليس على الحفظ والاستظهار ولكن على التفكير والاستدلال والابتكار، كما تستهدف وجود مستشفى نظيف عالى التجهيز ترقى خدمات الرعاية والتمريض فيه إلى مستوى لائق، وربما يكون من حسن حظ مصر أنها تملك بنية أساسية للخدمات الصحية تنطوى على وحدات صحية موجودة فى كل قرى مصر كما أنها تملك تجربة ثرية مكنتها من مواجهة شاملة لفيروس الكبد الوبائى الذى أصاب الريف المصرى بنسب عالية جاوزت 15 فى المائة من المنوفية، بما يؤكد أهمية الترابط بين تحسين خدمات الصحة وتحسين مياه الشرب وتوفير خدمات الصرف الصحى فى الريف المصرى لأن صحة الإنسان المصرى لن تحقق التقدم المطلوب ما لم تصل مياه الشرب النظيفة إلى كل مواطن، ويتم إنجاز الصرف الصحى فى كل قرى الريف المصري، وينعدم وجود المياه الزرقاء الملوثة فى قيعان الترع المصرية تختلط بالقمامة وأكياس البلاستيك فى جميع أنحاء مصر التى هى مصدر الأوبئة التى تقتل أكباد المصريين. 

وإذا كان إعادة بناء الإنسان المصرى هو الهدف الأول لمرحلة فترة الحكم الثانية التى تستهدف مدرسة منضبطة تستعيد دورها الأساسى فى التعليم ونظام تعليمى جديد يركز على احتياجات التنمية ومستشفى نظيف حسن التجهيزات، ونظام صحى شامل يوفر للإنسان المصرى الوقاية الكاملة من أمراض التقزم وضعف البنية الأساسية، والهزال وفقر الدم، فربما يصعب تحقيق هذه الأهداف دون إصلاح إدارى حاسم بعيد النظر فى نظم الثواب والعقاب ويطارد الإهمال وعدم الاكتراث والتسيب ويجتث جذورها من المنبع، ويحاسب كل مسئول فى إطار مسئولياته المحددة، لأنه دون نظام جديد للمتابعة يضمن تنفيذ خطط الإصلاح على أكمل وجه تصبح هذه الجهود مثل الحرث فى الماء. 

المصدر : جريدة الأهرام

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المال والاقتصاد إلى الصحة والتعليم من المال والاقتصاد إلى الصحة والتعليم



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 12:46 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الحمل الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:04 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 14:08 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بعد أن أصبح ١٨٪ من السكان عجائز وانخفضت القوى العاملة

GMT 13:10 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 12:47 2020 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

موديلات بروشات للعروس مرصعة بالألماس

GMT 02:41 2012 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

مصر: بروتوكول لتدريب طلاب المدارس في المنيا

GMT 21:17 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

مكياج عروس وردي مميز لعروس 2021

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 07:03 2013 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

بريطانيا تقترح تسديد الخريجين قروضهم مبكرًا

GMT 04:00 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

4 مشاكل تًهدد الحياة الزوجية بالفشل

GMT 04:21 2022 الأحد ,15 أيار / مايو

رحم الله الشيخ خليفة

GMT 08:37 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

الفنان راغب علامة يحتفل بعيد ميلا ابنه لؤي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon