بلاغة السياسة 2  2
سلسلة غارات إسرائيلية عنيفة على بعلبك والهرمل في البقاع الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة خارج الحدود كانت قادمة من البحر الأحمر الجيش الإسرائيلي يُعلن القضاء على أحمد محمد فهد قائد شبكة حماس في جنوب سوريا ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 41 ألفاً و586 شهيداً إدانة مشجع بالسجن لمدة 12 شهراً وجه إساءة عنصرية إلى مهاجم ريال مدريد فينيسيوس جونيور جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن اغتيال قائد سلاح الجو في حزب الله محمد حسين سرور خلال غارة على بيروت الجيش السوداني يشنّ قصفاً مدفعياً وجوياً في العاصمة الخرطوم خلال أكبر عملية له لاستعادة أراضيه مقتل 15 فلسطينياً بقصف إسرائيلي على مدرسة نازحين في شمال غزة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن مقتل 60 شخصاً وإصابة 81 آخرين في اعتداءات اسرائيلية على مناطق مختلفة بالبلاد وزارة الصحة اللبنانية تعلن ارتفاع عدد شهداء الهجوم الإسرائيلي إلى 564 شهيداً بينهم 50 طفلاً و94 امرأة بالإضافة إلى 1835 مصاباً مع تواصل الغارات
أخر الأخبار

بلاغة السياسة (2 - 2)

بلاغة السياسة (2 - 2)

 لبنان اليوم -

بلاغة السياسة 2  2

مكرم محمد أحمد

تظهر القصة بشكل أوضح فى السير الذاتية للسياسيين، حيث يمتزج الإبداع الأدبى بالتحليل السياسى، وتختلط القدرة على صياغة الحبكة الدرامية مع الرغبة فى تبرير المواقف السياسية.

وقد تنبّه الباحثون فى علم السياسة، فى ضوء توجهات ما بعد الحداثة، إلى أن الأحداث السياسية دائماً تشتمل على مظاهر إبداعية، وأن القصص، التى يسردها الفاعلون السياسيون حول حياتهم وأعمالهم والأحداث التى مرت بهم، يجب أن تنال حظاً وافراً من التحليل السياسى.

وإلى جانب السرد، فإن مجال الفكر السياسى، على وجه الخصوص، يعتمد أحياناً وسيلة من الوسائل المهمة التى تستخدمها الرواية والمسرحية، على حدٍّ سواء، وهى «الحوار». فمن الممكن أن يقيم المفكر السياسى حواراً بين الأفكار، القديمة والحديثة، أو بين المفكرين، الأحياء منهم والأموات، فى سعيه لتقريب فكرة أو مفهوم معين.

وقد كان نيقولا ميكافيللى، على سبيل المثال، يحاور تلال الكتب القديمة، المرصوصة فوق أرفف المكتبات، وهو يبحث عن طريقة ينتشل بها فلورنسا من الضعف الذى آلت إليه.

كما أن الفلسفة السياسية وجدت نفسها، قديماً وحديثاً، فى حاجة ماسة إلى إقامة حوار بين الأشخاص والأفكار، ليس للاستمتاع بلذة اللغة، لكن لإثبات الحجج والمواقف، والدفاع عن المصالح.

وقد حاول بنيامين باربر أن يُثبت جدوى هذه الطريقة فى تقريب المواقف والمفاهيم السياسية، فأقام شكلاً مسرحياً، عبر حوار يتم بين مختصين فى القانون الدولى والعلوم السياسية، من بينهم «باربر» ذاته، وزعماء سياسيين مثل أدولف هتلر وهارى ترومان وجورج واشنطن، ومعهم جندى أمريكى شارك فى الحرب العالمية الثانية، حول موضوع الحرب وأفكار ومواقف سياسية أخرى.

ويتيح لنا تعدّد وظائف النص البحث عن الجوانب السياسية فى النص الأدبى من منطلق أنه يصلح لقراءات متعددة.

فكما سبق الذكر، فى ثنايا الفصل الثانى من هذه الدراسة، فإن وحدة النص إبداعاً لا تؤدى أبداً إلى وحدة فهمه تلقياً، فالنص الواحد إذا قرأه عشرة أشخاص، ربما يخرجون بعشرة مضامين مختلفة له.

كما يلمس العمل الأدبى السياسة حين يرصد الصراع الاجتماعى، ويعد الأخير نافذة مفتوحة على مصراعيها بين كثير من النصوص الأدبية، وبين الفهم والفعل السياسى.

ويلعب الأدب، بمختلف ألوانه، دوراً سياسياً مباشراً، أو غير مباشر فى الحياة السياسية، ففضلاً عن كونه قد يكون أداة فى يد السلطة لتشكيل وعى المجتمع، بما يخدم مصالح طبقة أو فئة معينة، أو على النقيض، قد يصبح أداة لمقاومة استبداد السلطة بالحيلة تارة وعنوة تارة أخرى، وهو ما سبق شرحه فى ثنايا الفصل الأول، فهو أيضاً أحد العناصر الرئيسية التى تكون وجدان الأمم، ويسهم مع غيره، من أدوات التشكيل الثقافى فى صياغة شخصيتها القومية وبلورة هويتها الحضارية، كما يعتبر أحد المصادر الأساسية لدراسة الشعوب.

وقد اتجهت بعض الدول لفحص الإنتاج الأدبى لأمم أخرى لتتعرّف من خلاله على بعض جوانب تكوينها النفسى والاجتماعى، فالمخابرات الأمريكية كلّفت عدداً من أساتذة الأدب اليابانى بجامعات الولايات المتحدة، خلال الحرب العالمية الثانية، بتحليل الأدب اليابانى للوقوف على خصائص الشخصية اليابانية.

ولما اشتد التنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى السابق، اتجه جهاز المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه» أيضاً إلى العناية بالأدب السوفيتى؛ للتعرّف على ملامح المجتمع الروسى.

واهتم الإسرائيليون بدراسة الأدب العربى، وراحوا يترجمونه منذ وقت مبكر، فى حين اهتمت بعض مراكز البحوث العربية بدراسة الأدب الصهيونى؛ للغرض نفسه.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد تردّد أن المخابرات المركزية الأمريكية، ساعدت فى الترويج لاتجاه «الحداثة وما بعد الحداثة» فى الإبداع والنقد الأدبى، من أجل الحد من مدرسة الواقعية الاشتراكية، التى امتد نفوذها إلى العالم أجمع. وتم تنفيذ ذلك عبر ما يُسمى بالمجلس الثقافى الحر، الذى أنشأ مكاتب فى 35 دولة، وقام بتعيين مئات الموظفين، وتمويل عشرات المجلات، وتنظيم مئات المعارض والمؤتمرات، وتخصيص عشرات الجوائز للأدباء الذين سلكوا هذا الاتجاه، ودفع رواتب منتظمة لعدد من النقاد، خاصة اليساريين الذين عارضوا التجربة الشيوعية للاتحاد السوفيتى السابق، ليعدوا دراسات متعمّقة ذات طابع نظرى تؤصل لهذا المدرسة الأدبية.

ونظر بعض المفكرين العرب إلى الأدب على أنه وسيلة مهمة؛ لبعث الروح القومية، والحفاظ عليها. لذا نجد أن مفكراً قومياً كبيراً، مثل ساطع الحصرى، يطالب الأدباء بأن يتحملوا مسئوليتهم تجاه المجتمع، ويؤمنوا بوحدة الأمة ولا يستسلموا لنوازع «الإقليمية» أو يندفعوا وراء فكرة العالمية، ويجنّدوا إنتاجهم الأدبى فى خدمة القومية العربية.

وشبّه «الحصرى» المنتوجات الأدبية من حيث تأثيرها الاجتماعى ببعض المصنوعات المادية، ورأى أن من الأدب ما يعمل عمل أسلحة الحرب والنضال، ومنه ما يعمل عمل آلات الحرث، ومنه ما يعمل عمل أدوات الزينة، مثل القلائد والأساور، ودعا الأدباء العرب إلى أن تكون كتاباتهم أسلحة فى مواجهة أعداء الأمة، ومحاريث تسهم فى زيادة إنتاجها وتقدّمها.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلاغة السياسة 2  2 بلاغة السياسة 2  2



GMT 16:05 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

GMT 15:59 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أنطونيو غرامشي... قوة الثقافة المتجددة

GMT 15:56 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

الجامد والسائح... في حكاية الحاج أبي صالح

GMT 15:53 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

أشياء منى حلمى

GMT 15:45 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

لا يلوث النهر الخالد!

GMT 17:17 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

دعوا شعبه يَعِش

GMT 17:15 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

اذهب وقاتل وحدك إنّا ها هنا بنيويورك مفاوضون

GMT 17:13 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

«حزب الله» ينزف وحيداً... وإيران تفاوض أميركا

منى زكي في إطلالة فخمة بالفستان الذهبي في عرض L'Oréal

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 13:56 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

تستفيد ماديّاً واجتماعيّاً من بعض التطوّرات

GMT 12:56 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 20:40 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 09:49 2022 الجمعة ,11 آذار/ مارس

عطور تُناسب عروس موسم ربيع وصيف 2022

GMT 05:18 2022 الأحد ,10 تموز / يوليو

خواتم ذهب ناعمة للفتاة العشرينية

GMT 11:57 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 05:00 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

تصاميم في الديكور تجلب الطاقة السلبية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon