بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
«أعلن البرنامج القومى لمقاومة ختان الإناث، بالمجلس القومى للسكان خلو 65 قرية من ختان الإناث على مستوى الجمهورية، وأن اجمالى القرى المستهدف خلوها من تلك العادة، 160 قرية خلال السنوات الخمس المقبلة».. ذلك هو التصريح الذى نسب للدكتور مجدى حلمى منسق الجمعيات الاهلية ببرنامج ختان الإناث بوزارة الصحة، كما جاء فى المصرى اليوم صباح (4/8).
هذا خبر طيب، لكنه فى نفس الوقت خبر محبط للغاية، لأن خلو أى قرية من تلك الجريمة أمر إيجابى بلا شك، لكن أن يقتصر الأمر على 65 قرية ويكون طموحنا هو الوصول إلى 160 فى السنوات الخمس القادمة، أمرا محبطا بل وشائنا. لماذا؟ لأن مصر- أولا- بها أربعة آلاف قرية، أى أن 160 قرية تمثل فقط 4 بالمائة منها، ونحن فى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين. إننى اعتقد أن قضية ختان الإناث من أبرز دلائل حالة تدهور ثقافى تعانى مصر منها، هل تعلمون ان مصر وفق احصاءات الصحة العالمية- تقع على رأس دول العالم التى تمارس بها تلك العادة الوحشية، لا تسبقها إلا الصومال وغينيا وجيبوتي؟
ثانيا، بالرغم من أن تلك العادة ليس لها أى سند دينى موثوق، فإن بعضا من المتطرفين والمتشددين والدواعش الذين ابتليت بهم الأمة الإسلامية يطلقون فتاواهم الفاسدة بختان الإناث، كعفة وطهارة وسنة نبوية ومن صميم الإسلام. غير أنه ما يثير المزيد من الإحباط والاستغراب، ويشير إلى حالة ثقافية أكثر تدهورا مما نتصور، إنه بالرغم من تشديد عقوبة ختان الأنثى لتكون جناية تعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات لمن يمارس الختان، و لمدة لا تقل عن سنة لمن يقدم أنثى للختان، فإن تلك الجريمة لاتزال تتم بإصرار الأهل أنفسهم، وللأسف يقوم بها أطباء يفترض أنهم «تعلموا» فى كليات الطب، لكن ثقافتهم وطرق تفكيرهم لم تتطور ولم تختلف عن الذين يستأجرونهم لارتكاب تلك الجريمة.