بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
شرفت مساء أمس الأول (الاثنين 3/5) بحضور اللقاء الذى تم فى منزل السفير السعودى فى القاهرة مع صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولى عهد المملكة العربية السعودية، وحضره مجموعة من الكتاب والإعلاميين المصريين. والحقيقة أننى كنت مترقبا هذا اللقاء بعد الكثير الذى قرأته عنه فى الصحافة الأمريكية والأوروبية، وما قام به من إجرءات غير مسبوقة فى المملكة، منذ تعيينه وليا للعهد بواسطة هيئة البيعة السعودية فى يونيو 2017. غير أن ما رأيته وسمعته فى هذا اللقاء مع الأمير الشاب (33 عاما) فاق بكثير كل ما قرأته عنه! فنحن إزاء شخصية قوية موهوبة تعرف جيدا ما تريد، وكيف تحقق ذلك الذى تريده، وتمتلك رؤية ثاقبة للتطوير الشامل للمملكة داخليا، ولدورها خارجيا. تحدث الأمير بقوة وبثقة فى النفس لما يقرب من ساعتين، ليس كلاما عاما ولا فضفاضا، وإنما كلام محدد مدعم بعشرات الأرقام والإحصاءات، على نحو مدهش، مثير للإعجاب والتقدير. إن الأمير يقود فى الواقع «ثورة ثقافية» بكل معنى الكلمة فى داخل المملكة، بمثل ما هو يسعى لدعم دورها الإقليمى والدولى خارجيا. ثورة الأمير الثقافية تستهدف تحديث المملكة- إذا جاز هذا التعبير- بشكل شامل. قال الأمير إن السعودية تشهد اليوم انفتاحا فكريا وثقافيا شاملا. وتحدث عن التعايش السني- الشيعى داخل المملكة، وعن المواجهة الحادة ضد الإخوان المسلمين، الذين قويت شوكتهم بعد الثورة الإيرانية، وزرعوا التطرف فى المنطقة، وسعوا للتغلغل قى مؤسسات الدولة، وقاموا بحصار المسجد الحرام.استمعنا لحديث الأمير وكان قد حضر للتو من زيارة تاريخية للكاتدرائية المرقسية بالعباسية، مما يعد بلا شك علامة على عمق التغيير الثقافى والانفتاح الفكرى الذى يقوده الأمير. وأخيرا، رأينا أميرا شابا يافعا، ممتلئا ثقة بالنفس وكبرياء، نأى بنفسه عن أن ينشغل بدويلة قطر، ذاكرا أن ملفها يتولاه موظف من دون مرتبة وزير!
المصدر : جريدة الأهرام