بقلم - د.أسامة الغزالي حرب
الأمر المعتاد والمتصور فى أى انتخابات رئاسية فى العالم أن يقدم المرشح أو المرشحون للرئاسة برامجهم الانتخابية لجمهور الناخبين، للشعب الذى سوف يصوت فى تلك الانتخابات. وقد اختار الرئيس السيسى أن يقدم برنامجه الانتخابى قبل الانتخابات بحوالى أسبوع، من خلال الحديث الشامل الذى أجرته معه المخرجة ساندرا نشات . وأعتقد أن الحديث قدم صورة إيجابية للرئيس المرشح، سواء فيما يتعلق بالتعرف عن قرب على بعض ملامح شخصيته ونشأته وتفكيره أو ما يتعلق بالمهام الأساسية للمرحلة المقبلة، والتى يمكن منها استخلاص أهم ملامح برنامجه فيما يلى: أولا،استكمال مهمة تثبيت أركان الدولة،أى تثبيتها ضد محاولات زعزعة وهز استقرارها، خاصة من خلال عمليات العنف والإرهاب التى دأبت عناصر الإخوان على القيام بها. ثانيا،إحداث تنمية شاملة فى سيناء، باعتبار أن سيناء ظلت لفترة طويلة هى المصدر الأساسى للعناصر الإرهابية التى تتسلل إلى الداخل المصرى. وهناك العديد من المشروعات التى سبق إعدادها منذ عشرات السنين لتنمية سيناء، ولكن عائدها على الأرض لايزال ضعيفا جدا. ثالثا، البدء فى العملية الشاملة لإصلاح التعليم، سواء الجامعى أو ما قبل الجامعى، وأشار الرئيس إلى أن برنامج إصلاح التعليم سينطلق العام الحالى أو المقبل. وكان أمرا ذا مغزى مهم أن المواطنين الذين استطلعت آراؤهم فى سياق الحديث، كان إصلاح التعليم على رأس مطالبهم. رابعا، تدعيم الممارسة الديموقراطية وترسيخ حريات الفكر والتعبير، وتشجيع الأحزاب على ممارسة المهام المفترضة منها. خامسا، تدعيم وضع المرأة فى المجتمع المصرى، وتلك رسالة كانت واضحة منذ اليوم الأول لحكم الرئيس السيسى. تلك هى أبرز عناصر ما يمكن اعتباره برنامجا للرئيس السيسى فى المرحلة المقبلة، ومن المفيد إخضاعها للنقاش العام سواء من جانب الأحزاب السياسية أو المجتمع المدنى أو غيرها.
المصدر : جريدة الأهرام