بقلم : صلاح منتصر
من الذى علم سمكة البلطى التى تبيض نحو 300 يرقة عندما يهدد الخطر هذه اليرقات أن تفتح فمها وتحتفظ بيرقاتها إلى أن يزول الخطر فتفتح فمها وتلقيها فى الماء؟ ومن الذى علم أنثى التمساح أن تدفن بيضها فى الرمل وتكون الوحيدة التى تسمع صوت صغارها تحت الرمل عندما تفقس فتنبش الأرض لتخرجها وتنزلها إلى الماء؟
ومن الذى علم أنثى «البابون» عندما تلد أن تحمل صغيرها وتعرضه على جميع إخوته ليروه ويتعرفوا عليه باعتباره عضوا جديدا فى الأسرة يحافظون عليه؟ ومن علم أنثى الهدهد الجميلة أن تفرز نوعا من الروائح الكريهة على عشها حتى يهرب الأعداء من هذه الرائحة وتحمى بذلك صغارها؟
وغير ذلك، من علم السلاحف البحرية أن تدفن بيضها فى حفرة فى الرمل ثم تقوم بحفر عدد آخر من الحفر الوهمية لتضليل الحيوانات الأخرى وتكون هى الوحيدة التى تعرف الحفرة التى فيها بيضها وموعد فقسه وانتظار الصغار لصحبتهم إلى الماء؟
عالم لا نهاية له عالم الحيوانات والطيور لا تختلف غريزة الأمومة فيه عن هذه الغريزة الفطرية لدى الأم فى عالم الإنسان التى تتحمل شهور الحمل التسعة، لكن طفل الإنسان يحتاج إلى رعاية سنة على الأقل قبل أن يحبو ثم يقف على قدميه ومثلها وأكثر قبل أن يتكلم، بينما صغار الحيوانات والطيور تولد قادرة على الحركة وإن كانت ضعيفة لكنها تتعرف من أول لحظة على أمها سواء كانت حيوانا أو طيرا فتقوم الأم بإرضاعها أو توفير طعامها وحمايتها حتى تستطيع حماية نفسها!
أنثى الفيل هى الكائن الذى يعانى حملا يستمر 22 شهرا لصغير يزن أكثر من 95 كيلوجراما تتخلص منه بإلقائه على الأرض حتى يشعر بخروجه من العالم المظلم الذى عاش فيه إلى الدنيا المنيرة وإن كان الصغير يولد أعمى فيظل معتمدا تماما على جسد أمه التى لا تمل ولا تشكو منه إلى أن يفتح عينيه وتطمئن إلى قدرته على حماية نفسه ليصبح بعد ذلك أبا أو أما!