بقلم : صلاح منتصر
لا أتذكر انتخابات على رئاسة الدولة العظمى أمبركا وصلت معركتها الانتخابية الى الحد الذى أصبح فيه الأمن الأمريكى يعمل صراحة ضد مرشح لإسقاطه ، بينما الإعلام وعلى رأسه الصحف المشهورة بالاعتدال تخرج عن حيادها وتعلن انحيازها الصريح للمرشح الآخر.
المرشحان : هيلارى كلينتون ودونالد ترامب ينافس كل منهما الآخر فى أنهما سيئان ، وان بدا أن هيلارى كوزيرة سابقة للخارجية الأمريكية، وخبيرة فى شئون البيت الأبيض من خلال زوجها الرئيس الأسبق »بيل «، أفضل من »دونالد ترامب« الملياردير »القادم من الشارع« بلا أى ماض أو تاريخ سياسى فى الكونجرس أو حكم مدينة أو حتى قرية ، مما يعنى أنه اذا نجح فسيصبح رئيس أكبر دولة فى العالم »دون مؤهلات»!
وقد أوضحت المناظرات الثلاث التى جرت بين الاثنين ارتفاع أسهم »هيلاري« أو هكذا ظل الموقف خاصة بعد أن وصفت صحف لها ثقلها مثل «نيويورك تايمز» و «واشنطن بوست» و«يو.اس. توداى» وغيرها من صحف عديدة .. وصفت «ترامب» بأنه كاذب لا يصلح لأى عمل سياسى معلنة تأييدها لهيلارى ومطالبة الأمريكيين بعدم السير خلف ديماجوجى خطير اسمه «ترامب».
لكن فجأة وقبل أيام قليلة من يوم الانتخاب انهالت الاتهامات ضد هيلارى بعد أن فتح عليها مكتب التحقيقات الفيدرالى ( F.B.I ) ومعه تسريبات «ويكليكس» نيران اتهاماته التى لم تكتف باعادة فتح ملف استخدام هيلارى بريدها الشخصى فى مراسلات للدولة أثناء عملها وزيرة للخارجية ، بل اتهمت بأنها حصلت وزوجها على مليون دولار من قطر ، وأعادوا فتح ملف اصدار الزوج بيل كلينتون عندما كان رئيسا عفوا عن ملياردير متهم بالتهرب من الضرائب وهرب من البلاد ، وأخيرا ملف «هوما عابدين» وهى مسلمة من أصل باكستانى متهمة بعلاقتها بالإخوان المسلمين وعملت سواء فى الخارجية أو قبل ذلك مع هيلارى فى حملة حصولها على ترشيح الحزب الديمقراطى للرئاسة عام 2008 ، وهى التى فاز بها أوباما. ولا أفهم شخصيا هدف الأمن من تشويه هيلارى لإبعادها سوى اختيار »ترامب« كرئيس يسيطر عليه ويوجهه، مما جعل المعركة: الأمن أم الإعلام ؟.