بقلم : صلاح منتصر
ذكريات وحكايات إجازة وأحكى عن وزير التموين الأسبق الذى كنت سبب إقالته وهو الوزير محمد صبرى منصور الذى تولى وزارة التموين فى ثانى وزارة جرى تشكيلها بعد ثورة يوليو برياسة اللواء محمد نجيب (8 سبتمبر 1952) .
وقد حدث أن شهدت مصر فى شهر يونيو 53 أزمة اختفاء الطماطم وارتفاع سعرها وهى أزمة كما عرفت بعد ذلك أنها موسمية ولكن المستهلك لا يرحم. وأقطع سرد الحكاية لأحكى عن نفسى فقد كان لتربيتى فى دمياط وتأثرى برؤية كل من حولى يعملون أننى أصبحت فى القاهرة فى وقت واحد: موظفا بمصلحة الطيران المدنى وكان مقرها فى مكان فندق النيل هيلتون، وطالبا فى كلية الحقوق عين شمس، وأيضا صحفيا فى مجلة آخر ساعة. وأذكر أننى خرجت من امتحان مادة الاقتصاد فى الحقوق والتقيت بناء على موعد حددته مع وزير التموين صبرى منصور لإجراء حديث كتبته فى نفس اليوم وقد شكى لى فيه من مطالب الناس وكيف أنهم لا يصبرون على اختفاء الطماطم. وكان من بين العناوين التى كتبها الأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس التحرير للحديث: جئناهم بالبامية فسألوا عن الطماطم ! ولم يعجب الكلام جمال عبد الناصر، وفى اليوم التالى لنشر الحديث (16 يونيو) أعلن قبول استقالة وزير التموين ،التى أدركت أنها وزارة يجلس وزيرها على سطح صفيح ملتهب يصعب فيه إرضاء كل الناس والأسهل إقالته !
وأنهى بحكاية زرت فيها غزة مع الفنان عادل إمام فى وفد بصحبة الرئيس ياسر عرفات فى ظروف توقيع اتفاقية أوسلو وبزوغ أمل سلام حولته إسرائيل إلى سراب، وجلسنا فى بلكونة المطعم الذى استضافنا على العشاء، وانتهزت الفرصة وناديت مسؤول المطعم وهمست فى اذنه إن الزعيم عادل إمام يريد طلبا خاصا. وانحنى الرجل بإهتمام قائلا : يأمر الزعيم، وطلبت مشويات مشكلة بكمية وفيرة محددا طريقة الشواء التى يحبها الزعيم، ولم يتأخر الرجل بل ارتفع صوته متباهيا وهو يحمل المطلوب «مشاوى الزعيم على العين والرأس» وقد تصور الذين سمعوه أنه يقصد الزعيم عرفات ، بينما كان يضع ما يحمله أمام الزعيم إمام !