صلاح منتصر
شاعت أخيرا كلمة «الزهايمر» الذي يلخصه الكثيرون بأنه «مرض النسيان»، حتي أصبح مألوفا أن تأتي سيرة إحدي الشخصيات فيقال: «مسكين.. زهايمر» فهو مرض لم يحدث أن أصيب به أحد وشفي منه!.
وأشهر مرضي الزهايمر الرئيس الأمريكي الأسبق «رونالد ريجان» وآخرهم كما يبدو الفنان المصري العالمي «عمر الشريف»، وكانت آخر مرة رأيته قبل أشهر علي غداء في منزل الصديق الدكتور راضي سعد، وقد جاء مع صديقه الدكتور زاهي حواس وجلس هادئا، إلا أنه انتفض واقفا عندما رأي في يد إحدي السيدات طبقها المليء بالطعام وقال لها بدهشة: حتاكلي كل ده؟! ولم يبد عليه أنه قال سؤالا غريبا وراح يحدثنا عن أنه تجاوز الثمانين ولم يعد له سحر أو معجبات أو حتي فائدة!.
ويحمل مرض الزهايمر اسم العالم الألماني «الويسيوس التسهيمر» الذي اكتشفه عام 1906 ومنذ ذلك الوقت رغم مرور أكثر من قرن مازالت الأبحاث تفك الخط لمحاولة التوصل إلي علاج، والقاعدة أنه لتعرف العلاج يجب أولا معرفة الأسباب، وهذه الاسباب مازالت تحير الباحثين، فقد أرجعه الكثيرون إلي السن وإن وجد أن بعض الصغار دون الستين أصبحوا يعانونه.
ومن النظريات التي قرأت عنها أن بعض الذرات الموجودة في الذهب تتسلل من خلال جلد الانسان الي الدم فيما يعرف بـ «هجرة الذهب» حيث وجد أن نسبة عالية من الذهب توجد في دم وبول أغلب من يعانون المرض.
وربما كانت لي ثلاث ملاحظات علي مرض الزهايمر ومرضاه: الأولي أنني لاحظت أن عددا من المرضي يحاولون تناسي حدث تعرضوا له (فقد عزيز أو ثروة أو مجد) فتتسع مساحة النسيان لتشمل تقريبا كل شيء.
الملاحظة الثانية أن تدريب العقل علي تذكر الأحداث (البعض يستخدم آيات القرآن والشعر) يساعد علي تقليل فرص الإصابة بالمرض، ويبدو أن العقل مثل باقي العضلات يحتاج للمران.
الملاحظة الثالثة أننا جميعا ننسي، إلا أن من «يعصر مخه» لتذكر ما نسيه، فنسيانه طبيعي، أما الذي ينسي أنه «ناسى» ، فهذا غالبا الزهايمر وقانا الله وحماكم.