صلاح منتصر
غضب الدكتور زاهى حواس مما كتبته عن فشل تجربتى مع أكل البصل للعلاج من الإنفلونزا اللعينة واعتبره تشكيكا فى طب الفراعنة وخشيت أن يغويه تفكيره فيتهمنى حسب موضة هذه الأيام بجريمة إزدراء الفراعنة . ولهذا سبقت وطلبت منه رد إعتبارهم من خلال خطاب أرسله لى قال فيه : سبب لى عمودك “ إجازة مع البصل “ مشكلة لأن العديد من الأصدقاء اتصلوا بى مشككين فى فائدة البصل .
وأول ما لاحظته أنك لم تنفذ تعليمات أكل البصل بعد البرد ، فقد أكلته مع الفول المدمس وهذه ليست الوصفة التى أقولها . فعندما يأتى البرد وفى نفس اليوم ليلا وقبل أن تنام تقوم بتخريط بصلة كبيرة وتضعها فى الخل لمدة ساعة وبعد ذلك تأكل كل البصلة مع الإستعانة بالطماطم لكى يسهل هضم البصل ،وسوف تقوم فى اليوم التالى كأنك لم تصب بالبرد إطلاقا .
أما إذا انتظرت يوما أو اثنين فسيكون البرد قد دخل فى العظام ولن ينفع البصل إلا فى حالة واحدة فقط وهو إيقاف الرشح . وهذه الطريقة إستعملتها طول عمرى ولم أستعمل أى أدوية للبرد غير البصل .
وقد كان للبصل أهمية كبرى عند الفراعنة وأطلقوا عليه بالهيروغليفية إسم “ بدجر “ وأيضا “ بصر “ وعرفوا أنه أهم علاج للكحة وينشط القلب. كما كان البصل من أهم المواد التى استعملها المصرى القديم فى التحنيط ، كما استخدموه منبها للشهية و لإدرار البول . وكانوا عند مولد الطفل يقومون بوضع البصل على أنفه كى يعطوا له إكسير الحياة والمناعة .
وتؤيد ذلك النقوش التى تكشف أن الفراعنة كانوا يقدسون البصل ويعلقونه حول أعناقهم فى عيد يسمونه “ نتريت “ .
كما كانوا يضعونه على أسرة النوم كى يبدأوا يومهم صباحا بشمه فيحميهم من البرد أو السخونة . وقد ورد فى بردية “ إيبرس “ الطبية المشهورة ذكر البصل 13 مرة مما يؤكد أهميته وقدرته على منح الجسم مناعة ضد الأمراض مما يجعلنا نشكر الفراعنة .
هذا هو نص خطاب راعى المصريين القدماء د.زاهى حواس الذى يرد إعتبارما أصاب “ البصل “ إحدى ركائز معتقداتهم !